محاكمة ابن رجل أعمال احتجز مواطنا بالناظور

الضحية حضر إلى الشركة لأخذ أمواله فتعرض لاعتداء عنيف ولفقت له تهمة كشف الدرك زيفها تنظر غرفة الجنايات الاستئنافية بالناظور، يوم 26 شتنبر الجاري، في ملف يتعلق بجناية احتجاز شخص وحبسه دون أمر من السلطات المختصة وفي غير الحالات التي يجيز فيها القانون أو يوجب ضبط الأشخاص. قضت غرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة ذاتها بإدانة متهمين، أحدهما صاحب شركة بزايو، وحكمت ببراءتهما من جناية تعذيب شخص محتجز وبمؤاخذتهما من أجل جنحة احتجاز شخص دون أمر من السلطات المختصة ومعاقبة كل واحد منهما بستة أشهر حبسا نافذا مع الصائر تضامنا والإجبار في الأدنى.وتعود وقائع القضية إلى اليوم الذي جاء فيه الضحية إلى مقر شركة المتهم بالناظور لتسوية بعض الحسابات المالية بينهما، لكن المتهم المسمى "وديع"، وهو ابن تاجر مخدرات قضى عقوبات سجنية عديدة ومطلوب في عدة قضايا من طرف الإنتربول بهولندا وفرنسا، احتجزه رفقة أحد مستخدمي شركته، واعتديا عليه بالضرب والجرح العمدين الخطيرين، قبل أن يقيداه بالحبال، ويتصلا بالدرك الملكي، مدعيين أنه هاجمهما في مقر عملهما.وانتقلت الضابطة القضائية إلى مكان الاحتجاز بناء على شكاية من المتهم الرئيسي، وعاينت وثائق مبعثرة وأثاثا مكسرا، كما وجدت الضحية مكبل اليدين ووجه ملطخ بالدماء، وبعد تفتيشه، عثرت بجيبه على قنينة غاز مسيل للدموع (لاكريموجين)، وبعد فك الحبال انتقلت رفقته إلى سيارته التي كان ركنها في باب الشركة، وبعد تفتيشها عثر بداخلها على كيس بلاستيكي به حبل وسكين، وبعد استفساره بشأنها، صرح أن المشتكي وضعها لتلفيق تهمة له.وجاء في تصريحات الضحية أنه قصد مقر الشركة الكائنة بزايو لاسترجاع أمواله من والد المتهم، المسمى مصطفى، لكنه لم يعثر عليه، فاستقبله ابنه وديع وأحد مستخدمي الشركة، وعندما أصر على استعادة الأموال التي يدينون له بها، دفعه المتهم، ورشه بقنينة الغاز المسيل للدموع، وفتح سيارته ووضع بها المحجوزات المشار إليها على أساس توريطه.وبعد الاستماع إلى المستخدم اعترف بالجريمة، وأكد أن ابن مشغله طلب منه تكبيل الضحية بعدما لاحظ آثار الدماء على وجهه، فيما صرح المتهم بأن المعني سبق له أن جاء رفقة شخص يدعى بلعيد، وشرع في سبه وشتمه، بصفته دائنا لوالده بمليون درهم، فطلب من المستخدمين إخراجه خوفا من أن يتعرض لأي مكروه، فسقط على أحد الكراسي، فاعتدى عليه بالضرب والجرح، فطلب من المستخدم المسمى الوالي مساعدته في تكبيله، والاتصال بالدرك، لأنه كان في حالة هيجان، ويريد الانتقام.واعتبرت المحكمة، بعد تمحيصها في الملف والاستماع إلى مرافعات الدفاع وأقوال المتهمين وإفادات الشهود، أنه لا يوجد بالملف ما يفيد أن الضحية بادر إلى الاعتداء على خصميه، أو صدر منه أي فعل ينم عن تصميمه على إلحاق الأذى بهما حتى يبادرا إلى تكبيله، كما أشعرا السلطات للتظاهر بحسن نيتهما في ضبط غريمهما، سيما أن الضحية كان منهكا بدليل آثار الجروح والدماء التي لطخت وجه والإصابات التي تعرض لها بمقتضى المعاينات المسجلة وملفه الطبي المرفق، ما جعل غرفة الجنايات الابتدائية تصرح بإدانة المتهمين.ومن المرتقب البت في الحكم الابتدائي الصادر من الغرفة الاستئنافية، إضافة إلى التعويضات التي يطالب بها الطرف المدني. وتشير بعض المعلومات، إلى أن المتهم الرئيسي يبذل محاولات عدة لطي صفحة هذا الملف بإلغاء الحكم المستأنف، والتصريح ببراءته، خصوصا أنه يراهن على خلو سجله العدلي من أي سابقة قضائية، باعتباره يستعد للترشح في الانتخابات المقبلة، وأسس فرعا لأحد الأحزاب السياسية بزايو، بعدما طرد من حزب آخر لسمعته السيئة. محمد البودالي

محاكمة ابن رجل أعمال احتجز مواطنا بالناظور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف تسعين شخصا بمراكش في حملة أمنية

دراسة: دعوة المشرع المغربي إلى الإقرار صراحة بالقانون الكوني (الحلقة الأولى)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات