متهم بقتل جاره بفاس أمام الجنايات

المتهم تراجع عن أقواله التمهيدية والشاهدة الوحيدة تخلفت والمحكمة تناقش الملف أدرجت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، في المداولة، عصر الأربعاء الماضي، ملف مقتل شاب في نزاع تافه بين جارين بسبب عطب في قنوات الربط بالماء الشروب، بعد مناقشته في غياب «ف. ع» والدة الضحية المنتصبة طرفا مدنيا، و»ع. ب» شاهدة رغم استدعائها. توبع الشاب «أ. ن» الموجود رهن الاعتقال بسجن عين قادوس، لأجل «الضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه». وهي التهمة التي حاول عبثا، إنكارها، ناسبا وفاة غريمه إلى تدحرجه عبر سلالم العمارة وسقوطه فوق سكين كان يتسلح به، رغم اعترافه التلقائي بالجريمة فور وقوعها. لا أحد من سكان العمارة الموجودة بحي بلخياط بمنطقة بن دباب، كان يعتقد أن نزاعا بسيطا بين والدة «أ. ن» والضحية الإسكافي، بسبب عطب تقني نتج عنه تسرب الماء إلى المحل الذي يعمل به، وفشلت طلباته لها بإصلاحه، سيتطور إلى جريمة قتل راح ضحيتها «م. ب» بعد نقله للمستشفى. بعد تلاسن وتشابك بالأيدي، تدخل الجيران لفض النزاع بين الطرفين، اللذين تفرقا إلى حال سبيلهما. لكن «أ. ن» سرعان ما توجه إلى منزل أسرته بالعمارة نفسها، وتسلح بسكين، قبل أن يقصد غريمه ويطعنه في القلب والرئة، ما عجل بوفاته دقائق بعد نقله إلى مستشفى الغساني. واعترف المتهم حين إيقافه بحي بلخياط بعد 3 أيام من وقوع الجريمة، بأدق تفاصيلها، مشيرا إلى طعن الضحية بسكين أخفاها بين ملابسه، حين مصادفته بباب العمارة، بعد النزاع الأول، مقرا بواقعة فراره. وهي الأقوال التي سرعان ما تراجع عنها لاحقا أثناء التحقيق وأمام المحكمة. لم ينكر المتهم أثناء الاستماع إليه من قبل هيأة الحكم، تشابكه بالأيدي مع الضحية، لكنه أورد رواية جديدة بخصوص الحادث، بحديثه عن أنه كان نازلا من العمارة حين باغته «م. ب» بطعنة بسكين، تداركها بحركة سريعة وقبضة حديدية ليده اليمنى. «قبطتو وطحنا في الدروج وحنا كنتعاركو، وهو طاح على الموس».. هذا ما قاله المتهم أمام المحكمة متشبثا بإنكار تصريحاته السابقة أمام الشرطة القضائية، بعد عرضها عليه من قبل رئيس الهيأة الذي ذكره أيضا بأقوال أخت الضحية ووالدته بخصوص تأكيده قبل وفاته، على تورطه في قتله.دفاع المتهم أورد رواية مختلفة لتفاصيل الحادث، بحديثه عن وقوع الجريمة خارجا وبعيدا عن العمارة، بعد ملاحقة الضحية المسلح بسكين، لموكله، بعد النزاع والتشابك، ودخول «أ. ن» منزله وخروجه منه بعد أن ناداه صديقه. وأشار إلى أن الواقعة سببها الدور الفضولي للهالك.وأشارت محامية تنوب عن المتهم، في مرافعتها، إلى أن الضحية مجرد إسكافي بالمحل الذي كان على صاحبه أن يطالب بإصلاح العطب التقني، مؤكدة عدم قيام العناصر التكوينية لفصول المتابعة، وأن الضحية ركل المتهم في جهازه التناسلي فقد إثرها وعيه قبل أن يسقط.وأوضحت أن موكلها لم يقتل «م. ب»، وإنما فوجئ لقطرات دم على صدره، مشيرا إلى أن شكا يشوب الجريمة، ويفسر لفائدة المتهم الذي صرحت أخت الهالك في شهادتها أمام الشرطة القضائية، أن «أ. ن» هو من قتله، بعد الاستماع إليها دقائق بعد حضورها إلى مسرح الجريمة ومعاينتها الجثة.وسار محام ثان منتصب للدفاع عن المتهم، في الاتجاه نفسه، معتبرا أن محضر الضابطة القضائية «مجرد بيانات ومعلومات»، وأن موكله كان في حالة دفاع شرعي عن النفس، قبل أن يستعرض ما جاء في التشريح الطبي من نتائج، ويلتمس البراءة لموكله أو تمتيعه بظروف التخفيف.وذكر ممثل النيابة العامة باعترافات المتهم الذي تجاوز سن الرشد بشهرين، التمهيدية قبل إنكارها في مرحلة التحقيق التفصيلي زاعما اشتباكهما وسقوطهما معا، ملتمسا إدانته بالمنسوب إليه من تهم. وهو المنحى الذي سار فيه دفاع المطالب بالحق المدني في مرافعته. وأشار دفاع الطرف المدني إلى ما أكده الضحية قيد حياته لوالدته وأخته، من أن «أ. ن» هو من قتله، وهو ما اعترف به المتهم، قبل أن يتراجع في محاولة للتملص من العقاب، متحدثا عن خطورة الفعل الذي تورط فيه «أ. ن» الذي «قتل الضحية عن سبق إصرار وترصد».والتمس إعادة تكييف فصول المتابعة، متحدثا عن قتل عمد عوض متابعته بالضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه والجريمة ناتجة عن عداوة مع أم المتهم، مؤكدا أن نتائج التشريح الطبي أكدت تعرض الضحية إلى طعنتين كانتا سببا في وفاته. حميد الأبيض (فاس)

متهم بقتل جاره بفاس أمام الجنايات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جانح روع سكان بني ملال أمام القضاء

إيقاف تسعين شخصا بمراكش في حملة أمنية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات