رحيل رائد الدبلجة العربية والمغربية

عبد اللطيف هلال: تألمنا لإبراهيم السايح خلال حياته وبعد مماته توفي، نهاية الأسبوع الماضي، المخرج المغربي إبراهيم السايح، أحد أبرز الأسماء التي طبعت المشهد السينمائي والتلفزيوني ببلادنا، ورائد تقنية الدبلجة في العالم العربي، منذ عقد الخمسينات من القرن الماضي.وكان إبراهيم السايح، الذي رحل بمدينة الرباط عن سن تناهز 86، دخل دائرة النسيان منذ سنوات طويلة، رغم العطاءات الوافرة التي قدمها للسينما المغربية باعتباره من أوائل المخرجين المغاربة الذين قدموا أعمال سينمائية خلال فجر الاستقلال، فضلا عن إشرافه على دبلجة أزيد من 150 فيلما سينمائيا إلى العربية والدارجة المغربية من لغات مختلفة منها الهندية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية.يقول عنه الفنان والممثل عبد اللطيف هلال "تألمنا لإبراهيم السايح في حياته عندما كنا نشاهد كيف تنكر الجميع لعطاءاته، وتألمنا أكثر عندما مر خبر رحيله دون أثر يذكر، منذ أن اختار المشرفون على قطاع السينما والتلفزيون ببلادنا الإبقاء على إبراهيم السايح خارج دائرة الضوء منذ سنوات طويلة ولم يتم استغلال خبراته وتجاربه في ما ينفع هذه القطاعات التي أضحت عرضة للدخلاء وأدعياء الفن".وأضاف هلال، في تصريح ل"الصباح"، "اشتغلت مع المرحوم في عشرات الأعمال، وكنت ألاحظ كيف كان يناضل من أجل فرض اللهجة المغربية ويدافع عنها، كان مثالا للتواضع والطيبوبة، كما أن شركات توزيع الأفلام الهندية كانت تخطب وده، وبفضله عرفت هذه النوعية من الأعمال انتشارا واسعا في أوساط مغاربة الستينات والسبعينات".أما الفنان المخضرم الطيب الصديقي فقال، في تصريحات سابقة ل"الصباح"، "أعتبر إبراهيم السايح أستاذي الذي علمني أشياء كثيرة، لما كنت أدرس بفرنسا خلال فترة الخمسينات. كان السايح وراء صناعة العديد من الأفلام في بداية الاستقلال، وكنت، حينها، من جملة الممثلين المبتدئين الذين اشتغلوا معه، وشاركت معه في ما يقارب 80 فيلما فرنسيا وأمريكيا وهنديا، إذ كان مكلفا بالإدارة والإخراج".ويواصل الصديقي حديثه عن السايح قائلا إن الأخير كان أول عربي قام بدبلجة الأفلام الهندية إلى العربية أو الدارجة المغربية، وتتلمذ على يده جملة من الممثلين المغاربة الذين صار لهم شأن كبير، في ما بعد، في مجال السينما، أبرزهم الممثل حميدو بنمسعود وحمادي عمور والعربي الدغمي وحبيبة المذكوري وعبد الرزاق حكم وآخرون.وتلقى إبراهيم السايح الذي ولد لمدينة الرباط سنة 1925، تعليمه الثانوي بثانوية مولاي يوسف بالعاصمة، كما التحق بالمعهد العالي للدراسات المغربية، واشتغل بالمكتبة الوطنية نهاية الأربعينات ومطلع الخمسينات.راكم إبراهيم السايح صداقات عديدة مع المخرجين الأجانب الذين كانوا يحلون بالمغرب، وعن طريقهم تشكل لديه رصيد ثقافي سينمائي صقله بالدراسة الأكاديمية بفرنسا، مما مكنه من خوض غمار تجربة الإخراج مبكرا، إذ قدم أشرطة من قبيل "محمد الخامس" و"الأمم الإسلامية المستقلة" و"طريق الحرية" خلال النصف الثاني من عقد الخمسينات.وارتبط اسم إبراهيم السايح أكثر بمجال الدبلجة الذي يعد رائدها بامتياز في العالم العربي والمغرب، ولقيت الأعمال التي دبلجها إقبالا منقطع النظير من طرف المغاربة وغيرهم، خاصة الأفلام الهندية بعد أن وجد موزعو الأفلام بالمغرب أنفسهم مضطرين إلى ترويج هذه النوعية من الأفلام بعد أن ساءت العلاقة مع المصريين لفترة معينة خلال منتصف الستينات، إثر الأزمة السياسية التي خلفتها "حرب الرمال" ضد الجزائر، فكانت القطيعة الفنية والثقافية بشكل مؤقت.ومن أشهر الأعمال التي قدمها إبراهيم السايح خلال تلك المرحلة هناك "الصداقة" (دوستي) و"الأم الهندية" و"مانكالا البدوية"، إذ حظيت بمتابعة واسعة، كما حازت تقدير النقاد والمهتمين بالشأن السينمائي بالنظر إلى الإمكانيات البسيطة التي تم اعتمادها لإنجازها.وكان للتلفزيون أيضا نصيب في اهتمامات الراحل إبراهيم السايح، إذ قدم مسلسلين مدبلجين من الفرنسية إلى الدارجة، الأول بعنوان "فرسان السماء" (30 حلقة) والثاني بعنوان "صديقي الفرس" (22 حلقة)، فضلا عن أشرطة وثائقية عديدة قدمها للتلفزيون، وإشرافه على إنجاز أول مجلة مغربية خاصة بالأطفال. عزيز المجدوب

رحيل رائد الدبلجة العربية والمغربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الخنابيب" و"أولاد نومر" موضوع يوم دراسي بتزنيت

الـ "ماص" في المركز الرابع إفريقيا و120 عالميا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات