نزاع حول 200 درهم ببرشيد ينتهي بجريمة قتل

خلاف حول استرجاع المبلغ دفع الجاني إلى قتل الضحية كثيرة هي الجرائم التي ترتكب لأتفه الأسباب، ومن بينها الجريمة التي وقعت في مدينة سطات والتي كان سببها مبلغ مالي قدره 200 درهم، إذ لم يستسغ الجاني انقضاء مهلة أسبوع التي منحها لصديقه حتى يسترد قرضه واستشاط غضبا مما اعتبره تسويفا، قبل أن يعترض سبيله ويدخلا في شجار انتهى بطعنات كانت سببا في وفاة الضحية واعتقال الجاني. شهدت الجماعة القروية لحساسنة بقيادة سيدي المكي بدائرة برشيد بإقليم سطات في الفترة الأخيرة وفاة شاب إثر تعرضه للضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض. وجاء اكتشاف جثة الهالك وسط أحد الحقول من طرف مواطن فأخبر والد الضحية. وكان المسمى قيد حياته (ص) غادر منزل والديه زوال يوم الحادث متوجها إلى مدينة برشيد لمتابعة دراسته دون أن يعود إليه. وبعد إشعار الضابطة القضائية بمركز الدرك بسرية برشيد من طرف قائد قيادة سيدي المكي، انتقلت دورية إلى المكان حيث عاين عناصرها جرحا عميقا في أعلى الذراع الأيسر للضحية. وبأحد جيوبه تم العثور على محفظة بها بطاقة تعريفه الوطنية وبعض الوثائق من ضمنها رسالة غرامية باسم إحدى الفتيات.وباشر رجال الدرك بحثهم في القضية بالاستماع إلى والد الضحية الذي صرح أن ابنه كان قيد حياته يتابع دراسته بمركز التكوين المهني بمدينة برشيد، وصباح يوم الحادث توجه كعادته إلى المركز المذكور على أساس أن يعود إلى المنزل حوالي الساعة السابعة مساء. وأضاف أنه سمع طرقات على الباب فظن أنه ابنه قد وصل، لكن بعد خروجه من منزله فوجئ بأحد جيرانه من أبناء الدوار يخبره بأنه وجد ابنه ساقطا على الأرض وسط أحد الحقول الكائنة بين خط السكة الحديدية والطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين المحمدية ومحاميد الغزلان. ولما توجه رفقة المخبر إلى المكان وجد ابنه جثة هامدة مستلقيا على ظهره. وختم تصريحه مشيرا إلى أن ابنه كان قيد حياته يتمتع بأخلاق حميدة وسط سكان الدوار ولم يكن له أعداء من بين أقرانه من الشباب. وجاء في تصريحات المواطن الذي أخبر والد الهالك بالموضوع أنه توجه مساء الحادث إلى مركز "بوفروج" قصد إجراء مكالمة هاتفية مع أحد معارفه، وأثناء عودته إلى الدوار حوالي الساعة السابعة والنصف فوجئ بالضحية ساقطا أرضا وثيابه ملطخة بالدماء، وعندما حاول استفساره عن الشخص الذي اعتدى عليه لم يستطع الإجابة وأكد أنه توجه مسرعا إلى منزل والده لإخباره. ولم تسفر التحريات التي قام بها رجال الدرك في أوساط الشباب عن العثور على أي شيء له علاقة بالجريمة، وما زاد الوضع تعقيدا العثور على الرسالة الغرامية بأحد جيوب الضحية، إذ ظن المحققون في أول وهلة أن الجريمة ربما تكون وقعت على خلفية علاقة غرامية.لكن خلال قيام إحدى الدوريات بحملة تمشيطية بالدوار لاحظ عناصرها جمعا غفيرا من الناس أمام أحد المنازل، ولدى وصولهم إليه، تقدم منهم شاب في مقتبل العمر وأخبرهم بأنه هو الذي وضع حدا لحياة المسمى قيد حياته (ص)، وبأنه لم يعد يتذكر المكان الذي رمى به أداة الجريمة التي هي عبارة عن سكين. بعد اقتياده إلى مركز الدرك تم الاستماع إليه في الموضوع، حيث صرح في نبذة عن حياته أنه ازداد وترعرع بالجماعة القروية الحساسنة وتلقى تعليمه إلى حدود مستوى السنة الثالثة ابتدائي. ونظرا لظروف عائلته الإجتماعية غادر المدرسة ليشتغل في المجال الفلاحي كي يمد يد المساعدة لأبيه. وبخصوص الحادث أفاد أن الضحية كان قيد حياته يعمل معه بإحدى الضيعات الفلاحية خلال العطلة الصيفية. وقد سبق له أن أقرضه مبلغ 200 درهم على أساس أن يعيده إليه بعد أسبوع، لكن الهالك ظل يماطله. وأوضح أنه كلما التقى به يقدم له عذرا مختلفا، ما جعل صبره ينفد، فقرر أن يسترجع نقوده بأي طريقة. ومساء يوم الحادث اعترض سبيله لدى عودته من مدينة برشيد، بعدما أخذ سكينا متوسط الحجم من المطبخ وتوجه إلى الطريق الذي اعتاد أن يمر به الضحية كل مساء. وقد شاهده وهو وينزل من سيارة الأجرة، فتوجه عنده وشرع في بداية الأمر في رشقه بالحجارة، وعندما استفسره الضحية عن الأمر أخبره بأنه يريد استرجاع المبلغ المالي الذي أقرضه إياه الصيف الماضي. لكن الهالك رفض، فاشتد غضبه وأمسك به، وأكد أن رد الهالك كان عنيفا ما جعله يشهر السكين في وجهه ويوجه إليه ضربة قوية في كتفه الأيسر فسقط أرضا ولاذ بالفرار. ونظرا للخوف الذي أصابه فقد رمى السكين في مكان لم يعد يتذكره، وختم تصريحه مشيرا إلى أنه شعر بالندم في اليوم الموالي فقرر أن يقدم نفسه ويعترف بارتكابه جريمة القتل في حق صديقه.بعد تقديمه أمام الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بمدينة سطات طالب بإجراء تحقيق ومتابعته في إطار جناية القتل العمد مع سبق الإصرار الترصد. بوشعيب موهيب (سطات)

نزاع حول 200 درهم ببرشيد ينتهي بجريمة قتل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مناقشة ملف عصابة عوينات الحجاج بفاس

تكريم "ديما جيران" بسيدي بنور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات