قروض لرمضان والعطلة والخروف والحج

المناسبات الدينية والاجتماعية تنعش قروض الاستهلاك وتثقل كاهل محدودي الدخل تعتبر القروض، حسب خبراء المالية والاقتصاد، إحدى أهم الموارد المالية للمؤسسات البنكية، وأسهلها وأكثرها مردودية في الآن نفسه. لذا، أصبحت البنوك تولي اهتماما خاصا لهذا النوع من الخدمات، وأنشأ أغلبها فروعا خاصة بالقروض، تقدم خدماتها طيلة السنة، وتتفنن في استغلال المناسبات و»خلق» أخرى من أجل الترويج لمنتوجاتها. وتنتشر خلال الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية في مختلف شوارع المدن المغربية لافتات تعرض الاستفادة من قروض بميزات توصف بالتفضيلية، تنجح في استمالة الناس من أجل الإقبال عليها، وتخفي تفاصيل أخرى هامة مرتبطة بنسب الفائدة، التي عادة ما تكون خيالية.وتقدم البنوك وشركات الاقتراض عروض اقتراض خاصة بالمناسبات، سواء تعلق الأمر برمضان أو الدخول المدرسي أو عيد الأضحى. ومن بين هذه العروض ما أعلنت عنه إحدى مؤسسات القروض الشهيرة في المغرب، أخيرا، وأسمته «عرضا خاصا» للاقتراض بمناسبة شهر رمضان المبارك، يتمثل في الاستفادة من قرض بقيمة 15000 درهم، باقتطاع شهري بقيمة 375 درهما. وقد يثير العرض اهتمام كثير من الناس الذين يرون فيه حلا للضائقة المالية التي يعيشونها، لكن الواقع أن الحل ليس سحريا كما يبدو، إذا ما علم أن مدة التسديد تبلغ 48 شهرا، ما يعني أن عليهم تسديد القرض بزيادة 20 في المائة عن قيمته الأصلية، بالإضافة إلى الثمن الذي يدفعه الزبون لفتح الملف، والذي يبلغ حوالي 330 درهما.وتعمد بنوك أخرى إلى الرفع من قيمة ثمن فتح الملف، خصوصا في العروض المقدمة بمناسبة عيد الأضحى، والتي تدعي تقديم عروض بنسبة فائدة تبلغ 0 في المائة، فيناهز ثمن فتح ملف 700 درهم، أي ما يمثل حوالي 7 في المائة من قيمة قرض بقيمة 10 آلاف درهم. وتقدم مؤسسات اقتراض أخرى عروضا تجمع بين النوعين، فتحافظ على نسبة فائدة وقيمة فتح ملف متوسطين، ليتراوح سعر الفائدة ما بين 6 إلى ما يفوق 20 في المائة، من قيمة القرض.وتعتبر الإعلانات االخاصة بـ عروض القروض بنسبة فائدة تبلغ 0 في المائة الأكثر جذبا للزبناء، سواء الذين تمنعهم القيمة المرتفعة للفوائد من اقتناء قرض، أو الذين يرفضون قروض البنوك لأسباب دينية. لكن الحقيقة، كما يقول مستخدم في إحدى البنوك، لا توجد قروض بنسبة فائدة منعدمة، ذلك أن شركات القروض والبنوك هي مؤسسات مالية وليست خيرية، وبالتالي فإن الربح المالي هو الهدف الأساسي لكل نشاطاتها. ويضيف المصدر أن الراغب في اقتناء مثل هذه القروض يفاجأ عند حلوله بالوكالة البنكية أن عليه دفع حوالي 6 في المائة من قيمة القرض ثمنا لفتح الملف، وأحيانا يفوق الثمن هذه النسبة بكثير. وتدخل عروض الاقتراض الخاصة بالمناسبات تحت إطار قروض الاستهلاك، التي تشير الأرقام إلى ارتفاع الإقبال عليها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، إذ ارتفعت قيمة الممنوحة منها خلال النصف الأول من السنة الجارية لتتجاوز 41 مليار درهم، أي بنسبة نمو تبلغ 3.3 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2010.وحسب أرقام الجمعية المهنية لشركات التمويل، فإن شركات القروض منحت قروضا بقيمة أكثر من 78 مليار درهم خلال النصف الأول من سنة 2011، بينما بلغت ملفات قروض الاستهلاك مليونا و410 ألف ملف، أكثر من نصفها لفئات يقل دخلها الشهري عن 4 آلاف درهم، و20 في المائة منها لمن يفوق دخلهم 9 آلاف درهم.ويفيد تقرير الجمعية أن قروض الاستهلاك تستنزف ما يقارب 30 في المائة من مداخيل الأسر المغربية، وينبه إلى الخطر الذي تشكله على ميزانية الأسر، خصوصا قروض الاستهلاك والقروض الخاصة باقتناء السكن، التي بلغت 120 مليار درهم، 78 مليارا منها لقروض الاستهلاك.وتشكل الأعياد الدينية والدخول المدرسي فترة الذروة لقروض الاستهلاك، إذ تحقق شركات القروض حوالي نصف رقم معاملاتها خلال هذه الفترة، خصوصا في السنوات الأخيرة مع تزامن شهر رمضان المبارك والعطلة الصيفية ثم بعده بفترة قليلة الدخول المدرسي، فيعمد كثيرون إلى اقتناء قرض واحد، لكن بقيمة مرتفعة، للتمكن من تسديد الحاجيات المالية المرتفعة التي تستلزمها مختلف هذه المناسبات.وتشكل الأسفار أيضا إحدى الدوافع وراء إقبال كثير من المغاربة على القروض في فترة الصيف، خصوصا مع انتشار العروض الخاصة بالأسفار المنظمة، مما يدفع الكثير من شركات الاقتراض إلى إبرام اتفاقيات مع وكالات الأسفار، كما يقدم بعضها عروضا خاصة بالحج. وتتنافس حوالي 20 مؤسسة خاصة بالاقتراض موجودة في السوق المغربية لجلب أكبر عدد من الزبناء، من خلال الإشهارات واللوحات الإعلانية الضخمة التي تنتشر في مختلف المدن المغربية، ومدة السداد وموعد بدايته، والذي تلجأ كثير من الشركات إلى تأخيره بضعة أشهر، بعد انتهاء فترة الأعياد والدخول المدرسي، إذ يؤكد المسؤولون في البنوك وشركات الاقتراض أن التسهيلات المرتبطة بالسداد تظل الدافع الأساسي وراء إقبال الموظفين ومستخدمي الطبقة الوسطى على القروض، أكثر من قيمة الفائدة نفسها. صفاء النوينو

قروض لرمضان والعطلة والخروف والحج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مغاربة يتطلعون للمحسنين لتدبير أضحية العيد

اللعب الإلكترونية... الشبح المخيف للأسر المعوزة في عاشوراء

مقالات ذات صلة