السيارات المستعملة… قطاع في طور التنظيم

متاجر مجهزة بأحدث التقنيات ومواقع إلكترونية مخصصة لتسويق هذا النوع من السيارات يعرف سوق السيارات المستعملة بالمغرب تطورا متذبذبا، حسب المعطيات الظرفية، فبعد الانتعاشة الهامة الذي شهدها السوق خلال السنوات الأخيرة، خاصة السيارات المستعملة المستوردة من الخارج، عرفت تجارة هذا النوع من السيارات، تراجعا منذ بداية السنة الجارية، وذلك بالنظر إلى الإجراءات التي تضمنتها بعض المراسيم التطبيقية لمدونة السير، التي يمنع استيراد السيارات المستعملة التي يصل عمرها إلى خمس سنوات فما فوق، وكذا بعض الإجراءات التي قيدت بشروط الامتيازات التي كان يستفيد منها المغاربة المقيمين بالخارج في ما يتعلق بالواجبات الجمركية المفروضة على السيارات التي يجلبونها. وساهمت هذه الإجراءات في إنعاش سوق السيارات المستعملة داخل المغرب، إذ أن السيارات التي يقل عمرها عن 5 سنوات تكون الواجبات الجمركية المفروضة عليها مرتفعة، ما يجعل بعض الراغبين في اقتناء السيارات المستعملة يفضلون المغربية منها، نظرا لسعرها المنخفض نسبيا. رغم ذلك، فإن سوق السيارات المستعملة سواء المستوردة من الخارج أو المغربية ما يزال يعرف رواجا، إذ هناك بعض الأشخاص الذين يفضلون اقتناء سيارات مستعملة، خاصة تلك المجلوبة من أوربا على اقتناء سيارات جديدة، نظرا لأن السيارات المركبة بالخارج، غالبا ما تكون جودتها مضمونة.أمام الإقبال على السيارات المستعملة، سارع العديد من الأشخاص إلى فتح محلات مجهزة بأحدث التجهيزات وتقنيات التواصل، من أجل جلب مزيد من الزبائن، إذ لم يعد الأمر يقتصر على الأسواق الشعبية، التي عادة ما يلجأ إليها عموم المواطنين، من أجل البحث عن فرصة لامتلاك سيارة مستعملة، بل فتحت بعض المحلات أبوابها في وجه عينة من الزبناء، الذين لا يجرؤون على اقتناء السيارات من الأسواق الشعبية، إذ يفضلون اللجوء إلى هذه المحلات نظرا للضمانات التي تقدمها حول الحالة الميكانيكية للسيارة وإطارها، إذ يمكن أن يرجع الزبون السيارة التي اقتناها، إذا تبين أن بها عيب، سواء في محركها أو في إطارها، فهناك من يبيع سيارة سبق أن تحطمت بحادثة ويعاد إصلاحها لبيعها، رغم الخطر الذي تمثله على مستعمليها. الأمر الذي يجعل أغلب الزبناء، خاصة أولئك الذين لا يتوفرون على خبرة في مجال السيارات المستعملة وحالتها الميكانيكية، يلجؤون إلى المحلات المتخصصة في بيع السيارات المستعملة، رغم أن الأسعار تكون عادة مرتفعة بالمقارنة مع الأسعار المتداولة في الأسواق الشعبية لبيع السيارات المستعملة.وساهم الإجراء المتضمن في المرسوم التطبيقي لمدونة السير في إنعاش محلات تجارة السيارات المستعملة. وفي هذا الإطار، صرح أحد المتاجرين في هذا النوع من السيارات ل «الصباح»، أن أي قانون من هذا القبيل لن يؤثر سلبا على رواج تجارته، بل على العكس من ذلك، سيتمكن من جني أرباح إضافية بسبب الارتفاع الذي ستشهده السيارات التي يتوفر عليها في السوق. وطالب بضرورة تنظيم هذه المهنة وتحصينها من الدخلاء، مؤكدا أن هذا الإجراء من شأنه أن يخفف، بالمقابل، من المنافسة الموازية التي يشكلها "الباعة المهاجرون"، الذين تحول عدد منهم تحت تأثير الأزمة الاقتصادية التي تعرفها أوروبا إلى الاتجار في السيارات المستعملة عبر تسويقها دون الحاجة للمرور عبر الوسطاء أو التجار، مشيرا إلى أنه يخطط لتدارك أي نقص في أرباحه عبر الاعتماد على السيارات المستعملة الرائجة في السوق للاستجابة لطلبات الزبناء من ذوي الدخل المتوسط. وفي السياق ذاته، أكد تاجر آخر يمتلك محلا لبيع السيارات المستعملة، أن تطبيق القانون الذي يمنع تعشير السيارات المستعملة المستوردة التي يتجاوز سنها خمس سنوات، يمكن أن يخلق له فرصا أفضل لبيع عدد من السيارات التي في حوزته بالثمن الذي يتماشى مع زبناء ينتمون لفئة ميسورة، مضيفا أن هذا الإجراء سيمكن في الوقت نفسه من طرد العديد من المتطفلين على الميدان، فالبنكي، و الأستاذ، و الجمركي، ورجل الأمن... دخلوا في منافسة مع التجار الذين يتخذون من بيع السيارات المستعملة مورد رزقهم الوحيد، ومثل هذا الإجراء سوف يعطي الزبون ثقة أكبر في اللجوء إلينا لشراء سيارته، بدل المغامرة بشراء سيارة جديدة مصنعة محليا".وتجدر الإشارة إلى أن المغرب أصبح في السنوات الأخيرة قبل دخول مدونة السير الجديدة ومراسيم تطبيقها حيز التنفيذ، مطرحا للسيارات المستعملة، أغلبها يتعدى سنها خمس سنوات. وتشير إحصائيات إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة أن عدد السيارات التي تم تعشيرها خلال النصف الأول من 2010، وصل إلى 21 ألفا و360 سيارة، مقابل 12 ألفا و159 سيارة خلال الفترة ذاتها من السنة التي قبلها، أي بنسبة نمو ناهزت 75 في المائة. وزادت الوتيرة بشكل مضطرد حلال الشهور الأخيرة من السة الماضية والأولى من السنة الجارية، وذلك قبل دخول الإجراءات المتعلقة بمنع المصادقة على السيارة المستوردة، التي يتعدى عمرها خنس سنوات، من طرف المركز الوطني لإجراء الاختبارات والتصديق. إقبال على سيارات مرسيدس صرح أحد مستوردي السيارات المستعملة أنه يقوم ما بين 6 إلى 8 رحلات في السنة بين المغرب وبلدان أوربية، من أجل البحث عن أحسن الفرص، مضيفا أن السيارات من نوع مرسيدس تحظى بإقبال بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، إذ أن زبناء هذا النوع من السيارات متنوعون حسب صنف السيارة، فالأصناف الراقية تحظى بإقبال الفئات الاجتماعية المترفة، التي تفضل اقتناء سيارات "مرسيدس" المستعملة، التي يتراوح عمرها بين ستة أشهر وسنتين، في حين أن العدد الكبير من زبناء هذا النوع يتشكلون من أصحاب الطاكسيات، الذين يفضلون هذا النوع من السيارات، خاصة مرسيدس 240، إذ أن مستورديها لا يجدون صعوبة في تسويقها، وغالبا ما يحصلون على تسبيقات من زبنائهم قبل جلب هذا النوع من السيارات إلى السوق المغربي، وأصبحت الآن فئة من المغربة تجلب سيارات حتى من الولايات المتحدة الأمريكية. عبد الواحد كنفاوي

السيارات المستعملة… قطاع في طور التنظيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاشتراكي الموحد يدافع عن رفاق بنكيران

مـوكـوكـو يـعـود إلـى تـداريـب الـكـوكـب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات