موشحات وقدود حلبية مع عمر سرميني بالبيضاء

المنشد السوري أحيا سهرة طربية من تنظيم جمعية "نغم" على مرمى ليلتين أو ثلاث من عيد الفطر، عاشت قاعة مسرح محمد السادس بالبيضاء، ليلة الأحد الماضي، عيدها الخاص باحتضانها أمسية طربية عبقت بأريج دمشقي وحلبي قادم من أرض الشام، محملا بسحر الموشحات والقدود الحلبية ونماذج من خزائن التراث الغنائي العربي الأصيل. نجم الليلة كان بدون منازع هو الفنان والمنشد السوري عمر سرميني، والجهة التي أشرفت على تنظيم الحفل كانت جمعية "نغم" التي اعتادت الإشراف على مثل هاته الملتقيات الطربية.تألقت في السهرة كذلك الفرقة الموسيقية المغربية "ابن بطوطة" برئاسة العازف نبيل أقبيب، التي رافقت الفنان عمر سرميني طيلة فصول الأمسية التي امتدت إلى حوالي ساعتين ونصف ارتفع فيها الإحساس بطعم الزمن لدى الجمهور الحاضر الذي غصت به جنبات المسرح، حتى بدت كأنها دقائق معدودة.خير ما افتتح به الفنان عمر سرميني وصلته الغنائية كان موشح "يا غصين البان" بنغمة "الحجاز" التي تميزه ومطلعه الرقيق الذي يقول: "يا غصين البان حرت في أمري/ إنني ولهان آه لو تدري/ زادت الأشجان في الهوى العذري/ وأنا الحيران كاتم السر".وانساب صوت عمر مستدرجا الأسماع إلى جو طربي طاف بالمستمعين في أزقة دمشق وحواري حلب التي أرسلت إلينا هذا المنشد "الرقيق" إحساسا وجسدا، لينثر الطرب على الحاضرين الذين بمجرد ما استأنسوا بموشح البداية حتى جذبهم المنشد السوري نحو موشح آخر على النغم نفسه هو موشح "ما احتيالي" لأبو خليل القباني، ثم موشحي "بالروح" و"يا فاتن الغزلان".ولكي يدفع عمر سرميني سفينة التطريب، على نغم الحجاز، إلى مداها انتقل إلى موشح "فوق النخل" الذي هز الجمهور الحاضر وجعله يتحول إلى جوقة منشدين تردد لازمة هذا الموشح، قبل أن يعطف المنشد على مقطوعة "ناغ البلبل على غصن الفل".وحين انتقل عمر سرميني إلى موشح "قدك المياس يا عمري" كانت نشوة طرب الجمهور بلغت ذروتها ليتجاوب معها المنشد السوري برقصات تذكرنا بحركات صباح فخري المحببة عندما ينشد هذا الموشح.وفي غمرة الانتشاء بالطرب يعود عمر سرميني بالجمهور إلى جو الخشوع ليذكر الحاضرين "طربيا" بأنهم في شهر رمضان فيؤدي موالا على نغمة "الصبا" مصحوبا بمقطوعة "رمضان كريم" التي غناها مرفوقة برقصة "الدراويش" وزيهم الشامي المميز والذين استقدمهم خصيصا لهذا الغرض.وأبدى عمر سرميني تجاوبا خاصا مع الجمهور مثلما انسجم الأخير معه، فكان الفنان السوري يتلقى، بين الفينة والأخرى طلبات لأداء موشحات بعينها، وهو ما استجاب له إذ غنى موشح "املا لي الأقداح" كما أدى الموشح الشهير "ملا الكاسات" لملحنه الأصلي محمد عثمان.أما أكثر اللحظات طربا فكانت تلك التي اختار فيها أداء رائعة "ابعث لي جواب" وهي القطعة الشهيرة التي تعود إلى بدايات القرن الماضي وهي للمحن الشامي عمر البطش، واشتهرت أكثر بصوت صباح فخري، رغم أن عمر سرميني سبق له أن أداها في بداياته قبل أن تشتهر مع فخري، ما جعل سرميني يقوم فيها، خلال سهرة الأحد الماضي بارتجالات غير مسبوقة، ويرفقها برقصات وحركات أثارت إعجاب الجمهور الحاضر، قبل أن ينتقل إلى مقطوعات غنائية أخرى منها "والنبي يا يمة" و"يا مال الشام" ليسير بالأمسية نحو نهايتها.ويشار إلى أن الفنان عمر سرميني من مواليد مدينة حلب السورية سنة 1962، وهو ابن المنشد والمقرئ محمد سرميني، وقد تشبع عمر، منذ طفولته، بأجواء الطرق الصوفية وحلقات الذكر بحلب، درس القرآن وأحكام التجويد على يد الشيخ أحمد ادلبي، كما درس الموشحات على يد الأستاذ نديم الدرويش، وآلة العود على يد محمد قصاص في المعهد العربي للموسيقى في حلب، وسبق له أن شارك في العديد من الملتقيات الفنية بالعالم العربي وأوربا، كما كان ضيفا على البرايم النهائي لمسابقات تجويد القرآن بالقناة الثانية يوم الجمعة الماضي. عزيز المجدوب

موشحات وقدود حلبية مع عمر سرميني بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"دبي الثقافية" تعلن جوائزها

الأسـود يـتـوجـهـون الـيـوم إلـى بـانـغـي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات