بانوراما رمضان: مغاربة العالم – الحلقة الأخيرة –

فارس: تعرضت لتهديد بسبب دفاعي عن مغربية الصحراء رجال و نساء يجمعهم الانتماء المغربي بفضل أصولهم أو هاجروا لسبب من الأسباب، صنعوا لأنفسهم جميعا اسما في بلد المهجر في المجالات التي اختاروا الاشتغال فيها، يعدون جميعا مفخرة المغرب وكل المغاربة. “الصباح” قاسمتهم بعض التفاصيل الصغيرة في حياتهم واستلذت معهم بنشوة نجاحاتهم. حوار اليوم مع اسم برز في الإعلام الإسباني بدفاعه عن مغربية الصحراء رشيد فارس. أترك لك الكلمة لتقديم نفسك للقراء...رشيد فارس من مواليد الدار البيضاء مقيم بإسبانيا منذ أكثر من عشرين سنة، لكن جذوري وانتمائي وهويتي أدين بها إلى وطني المغرب الذي أحمله في قلبي ووجداني، ككل مغاربة العالم الذين يغارون على هذا البلد ويقدمون له الكثير من ديار الغربة.بالنسبة إلى اهتماماتي، فأنا رئيس جمعية أصدقاء الصحراء المغربية بإسبانيا وممثل التنسيقية الوطنية لمغاربة العالم للدفاع عن الوحدة الترابية بإسبانيا. كيف كانت بدايات رشيد فارس مع الهجرة، حدثنا عن اختيارك الاستقرار بإسبانيا وكيف كان شعورك وأنت تصل لأول مرة إلى هذا البلد؟كنت كمعظم الشباب المغاربة مهتما باكتشاف الضفة الأخرى وما يخفيه الحلم الأوربي من مفاجآت، خصوصا أن والدي كان يشتغل بإسبانيا منذ السبعينات، وكنت دائما أتابع بشغف واهتمام ما يرويه لنا عن المدن الإسبانية. وفي أول فرصة لمتابعة دراستي بإسبانيا لم أتردد، و كان قدري أن أندمج بهذا البلد وأحيا فيه. عندما زرت إسبانيا أول مرة فوجئت بما يسمى "صدمة الحداثة" أو "صدمة التحضر والتمدن" نظام في كل شيء وكل مكان، نظافة لا مثيل لها، شفافية في التعامل واحترام للوقت والمواعد.. باختصار انبهرت بالنظام وأسلوب الحياة. ما الذي اكتسبته من كل هذه السنوات في الغربة؟عشرون سنة عمر طويل، اكتسبت فيه الكثير وتعلمت الكثير واكتشفت الكثير طبعا لا أنكر ما تعلمته في بلدي من أهلي وأساتذتي وأصدقائي، وما تعلمته من الحي المحمدي.. لكن هنا قضيت أهم مرحلة للنضج واكتمال الشخصية والتعبير عن الاختيارات والمواقف والأفكار بصدق وحرية، والاعتماد على النفس. اكتسبت خبرة كبيرة كتقني للاتصالات وتعلمت كيف أندمج في مجتمع مختلف عن انتمائي مع الحفاظ على قيمي ومثلي وهويتي، وتعلمت كيف أحب وطنيوأدافع عنه باستماتة مهما كلفني الأمر. تعلمت الشجاعة والدفاع عن الوطن، لأن الكراهية والعنصرية ضد المهاجرين تجعلك تفكر في وطنك وتحبه وتتعلق به أكثر وأكثر.. كيف وجدت نفسك منخرطا في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية؟كما تعلمون قضية صحرائنا المغربية لها وقع خاص بإسبانيا، و كل الإسبان يضعون أنفسهم طرفا فيها، لذلك كنت دائما أتناقش مع أصدقائي لأبين لهم تفاصيل يجهلونها وأفصح لهم عن المغالطات التي يروج لها الانفصاليون وأعداء وحدتنا الترابية، وكنت دائما أنجح في تبليغهم حقيقة ما يجري في الصحراء والأكاذيب التي يتبناها الإعلام والتي لا صحة لها، فأصبحوا يطلبون مني عقد ندوات لشرح القضية وتقديم وجهة نظري المغايرة والمختلفة عما كان يدعيه الانفصاليون وأتباعهم، مدعومين من غالبية الإسبان. وهكذا قررت رفقة بعض المغاربة الغيورين على الوطن، وكذلك بعض الإسبان الذين يحبون المغرب ويؤمنون بمغربية صحرائه خلق هذه الجمعية غير الحكومية للتعريف بقضية الصحراء المغربية والدفاع عن وحدتنا الترابية، والحمد لله كنا السباقين لتكسير حاجز الخوف وتجاوز طابو مخيف بإسبانيا، وهو الدفاع من داخلها عن الصحراء المغربية. مهمة من هذا النوع يمكن أن تعرض صاحبها لهجمات شرسة، خصوصا وأنك في بلد ينشط فيه الانفصاليون كثيرا. هل حصلت لك تجربة من هذا النوع؟طبعا من الصعب الخوض في ملف ملتهب كهذا بإسبانيا أن غالبية الإسبان يتبنون الطرح الانفصالي، وذلك لأسباب تاريخية وسياسية، لكنني كنت أتوقع المتاعب ومستعد لها خدمة لبلدي الذي لا أقبل مساومته في صحرائه و لا أي شبر من ترابه من طنجة إلى الكويرة، لذلك توصلت بتهديد عبر الهاتف لأكف عن الدفاع عن مغربية الصحراء مباشرة بعد اللقاء الهاتفي الذي أجرته معي إذاعة كنارياس، حيث فندت ما روج له الانفصاليون عن التدخل الأمني المغربي بمخيم "أكديم إيزك". وقد جاء التهديد لتخويفي كي أتراجع عن مواقفي، لكنني قدمت شكاية للشرطة الإسبانية وواصلت نضالي حيث كنت المحاور المغربي الوحيد في العديد من البرامج القوية عبر العديد من القنوات التلفزية الإسبانية والإذاعية دفاعا عن قضيتنا الوطنية وتقريبا للموقف المغربي ملكا وشعبا لعموم الإسبان، ضد مزاعم الانفصاليين، وما يروجون له من أكاذيب، حيث سألت انفصاليا مباشرة على الهواء عن مصير مصطفى ولد سلمة، وأنا ألوح بصورته، وكان هذا المشهد سابقة بالنسبة إلى الإعلام الإسباني، كما أنني كنت الوحيد الذي أظهر للإسبان انحياز الصحافة الإسبانية للانفصاليين، وذلك بإظهار صور أطفال غزة ومجزرة سيدي مومن، كما شرحت لهم أن الجزائر هي الطرف الأول والأخير في هذا النزاع المفتعل. هل أنت راض عن الطريقة التي يدار بها ملف الصحراء حتى الآن من طرف الرباط؟ملف الصحراء ملف شائك وصعب مرتبط بعدة أطراف، وهو قضية بلد بكامله وليس قضية حكومة أو حزب أو سياسي، لذلك أعتقد أنه يجب أن نكثف جهودنا جميعا، كل من مركزه كي ندافع عن صحرائنا المغربية وعن وحدتنا الوطنية والترابية بالشكل الذي يليق بحضارتنا وتاريخنا وعزتنا. ما هي المدينة الأقرب إليك في إسبانيا ولماذا؟المدينة الأقرب لقلبي بإسبانيا هي برشلونة، إذ أشعر بنفسي قريبا من الكتالانيين، كما أنني أتحدث الكتلانية، مدينة جميلة، نظيفة وأليفة لا تشعر بين أحضان شوارعها وأزقتها بالغربة. وفي المغرب...؟في المغرب أحب كل المدن، سافرت كثيرا شمالا و جنوبا وزادت الغربة تعلقي ببلدي وشوقي الدائم إليه، لكنني أحب كازابلانكا حيث ولدت وترعرعت، وحيث أحتفظ بذكريات طفولتي ومراهقتي.. وحيث مازالت تقطن أسرتي والتي تمنيت أن أتقاسم معها مائدة الفطور الرمضانية والتي لا طعم لها في ديار الغربة.لو سئلت عن أحوال المهاجرين المغاربة بماذا يمكن لك أن ترد في جملة واحدة..المهاجرون المغاربة أكثر الجاليات حبا لوطنها، تحمله بين أضلعها أينما حلت أو ارتحلت. بوعلام غبشي (باريس)

بانوراما رمضان: مغاربة العالم – الحلقة الأخيرة –

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بانوراما رمضان: الفتنة في الإسلام - الحلقة الاخيرة -

بانوراما رمضان: أهداف في الذاكرة - الحلقة الاخيرة -

مقالات ذات صلة