العدالة والتنمية أمام سيناريو العزلة

بنكيران: لم نتلق أي عرض بشأن التحالفات المقبلة أكد عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، أن الأخير مازال لم يتلق بعد أي إشارة بشأن التحالفات المقبلة، التي يمكن أن يبرمها بعد الإعلان عن نتائج انتخابات 25 نونبر. وأوضح بنكيران، في تصريح ل»الصباح»، أن العدالة والتنمية، عاش ويعيش دائما هذه الوضعية، كما أنه يترقب ما ستسفر عنه تحركات البعض في الفترة المقبلة، مشددا بأن باب حزبه لم يطرقه أي أحد. وفي تقدير الأمين العام ، فإن العدالة والتنمية لديه تصور لطريقة تدبير مرحلة ما بعد التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة، «لكن صراحة، لا توجد أي جهة، يعني حزبا أو تكتلا، اقترح علينا شيئا ما»، في إشارة منه إلى أحزاب الكتلة الديمقراطية التي تتكون من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ثم التقدم والاشتراكية. بل إن بنكيران، الذي أبدى استعدادا للنقاش في حال بروز مقترح، وصفه ب»المعقول»، لاحظ أن أحزاب هذه الكتلة شرعت في التنسيق فيما بينها من خلال تكثيف الاجتماعات واللقاءات، معرجا في الآن نفسه على التحالف الرباعي الذي أعلن عنه أخيرا من قبل أربعة أحزاب (التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري ثم الحركة الشعبية). وبشأن إمكانية تحالف العدالة والتنمية مع الأصالة والمعاصرة، لم يخف بنكيران بأن السياسة يمكن أن تفعل أي شيء، قبل أن يذهب مستدركا، بأن الأمر يبقى مستبعدا، لأن «البام أساء كثيرا إلى حزبنا وإلى المغرب، والتحالف معه مستبعد، لكن في السياسة، يمكن توقع أي شيء». وإذا كانت الأنظار تتجه إلى العدالة والتنمية كمكون مؤثر في المشهد السياسي، فإن باقي الأحزاب تتخذ مسافة منه، باستثناء حزب التقدم والاشتراكية، الذي قال عنه بنكيران، بأنه حصل قليل من التواصل بين الحزبين، من خلال بعض اللقاءات والاتصالات بين قياداتهما. إلى ذلك، أوضح طارق أتلاتي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالمحمدية، أن الأحزاب المغربية عموما لم تكن في يوم من الأيام براكماتية تمتلك الجرأة الكافية التي تجعلها تحدد إطارها تحالفاتها بشكل مسبق، بغض النظر عن النتيجة المحصل عليها، مؤكدا أن هناك اليوم ارتباكا حقيقيا لدى جميع الأحزاب للحضور القوي لعاملين أساسين، أولهما مدى تأثير ضغط الشارع في قلب التوازنات، وثانيهما ترقب الوضع الحالي لحزب الأصالة والمعاصرة الذي سبق أن أعلن بأنه ليس معنياً بتحالفات 2012 الانتخابية، وأن كامل جهده، سينصب على انتخابات2017 ، والتي يراها في تقدير قادته السياسيين، مصيرية بالنسبة إلى المغرب في وقت بدا فيه قبيل الانتخابات يقود قطبا «ليبراليا»، معلنا بذلك تغييرا استراتيجيا في المنهجية يمليه الحراك الشعبي.وأوضح أتلاتي، ل»الصباح»، أن تشكل قطب ليبرالي يقوده حزب الأصالة والمعاصرة ويضم كلا من حزب الاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية قد «يعيد صياغة تجربة الكتلة والوفاق، غير أن حمولته تشكل خطرا على المصلحة العليا للبلاد في ظل مجريات الأحداث».وبالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية، يقول أتلاتي إنه «يتجه نحو المآل السابق نفسه، ألا وهو العزلة المفروضة»، «يكفي أن نشير إلى إعلان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن حزبه تقدم إلى كل من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، بمقترح للعمل المشترك في أفق إنجاز تحالف سياسي على قواعد واضحة، لكن ظل ينتظر، ولم يتلق أي جواب حول مبادرته، خصوصا أن العزلة بعد طول انتظار في كرسي المعارضة، قد تفقده ثقة قاعدته الناخبة في ظل ظهور أحزاب جديدة».ويعتقد أتلاتي أن حزب العدالة والتنمية، وإن حصل على أغلبية المقاعد، «لن يتمكن من الظفر برئاسة الحكومة، ويبقى الاحتمال الوارد أن يشارك إلى جانب الكتلة في تدبير الحكومة إن تمكنت الكتلة من العودة إلى طبيعتها التعبوية، غير أن سياق الحراك الشعبي سيحمل مفاجآت جمة على مستوى النتائج، إن تحققت النزاهة وعدم استعمال المال بحرامه وحلاله». ويستحضر أتلاتي الظرفية السياسية الحالية التي طبعت بشكل قوي بمجريات أحداث الربيع المغربي المتأثر بدوره بالسياق الإقليمي، ولعل المشهد السياسي اليوم يعيش مرحلة الضبابية القاتمة لأمرين اثنين يرتبطان بالأساس بتكريس أزمة النسق الحزبي من جهة، ودخول مرحلة التيه السياسي من جهة أخرى. وعلى إيقاع هذين العطبين، ينطلق موسم التموقعات في الخريطة الانتخابية والسياسية بمحاولة التهيؤ لنسج تحالفات، أو بالأحرى ائتلافات حكومية تمليها كالعادة اعتبارات غير مفهومة تتمثل في عجز الأحزاب عن الحصول على الأغلبية المطلقة التي تؤهلها لتشكيل الحكومة.ويرى أتلاتي أن المرحلة المقبلة تحمل في ثناياها استمرارية التحالف الاستراتيجي الموسمي للكتلة الديمقراطية كصورة مستقطبة. نادية البوكيلي

العدالة والتنمية أمام سيناريو العزلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عادل العثماني هدد من يبلغ عنه بالتصفية الجسدية

الاستقلال يسعى إلى قيادة الحكومة المقبلة

مقالات ذات صلة