قاموس حيواني في سجال البقالي والوديع

كلمات من قبيل خنازير وقطط وقرود تعكس سقوط السياسة في حرب الاستقلال و"البام" بلغ التراشق الإعلامي والسياسي أوجه بين حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة. وكانت آخر حلقة من هذا المسلسل الهجوم الذي شنه عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في إحدى افتتاحيات جريدة العلم، على عناصر من قيادة "البام"، ناعتا إياهم "بأنهم حفنة من الانتهازيين الوصوليين الذين راهنوا على الارتماء في أحضان المجهول، تطلعا إلى تحقيق ترق اجتماعي واقتصادي". وزاد البقالي أن هؤلاء "لا يجدون من بديل لمواجهة الغضب الشعبي العارم الذي يستهدفهم غير توجيه سهامهم المسمومة إلى جسد الأحزاب الوطنية الديمقراطية"، موضحا أنهم يفعلون ذلك محاولة للتفريغ مما يطول نفوسهم من تذمر واستياء، بل وسخط الرأي العام عليهم. وثانيا بهدف توجيه الاهتمام إلى قضايا أخرى. كما شدد المتحدث، في افتتاحيته، على أن عناصر من قيادة "البام" غيروا جلودهم "من أجل مجالسة فؤاد عالي الهمة وغيره"، واعتبر هذا الأمر "امتدادا طبيعيا لما عاشه المغرب في السابق ويعيشه اليوم مع بقايا أوفقير وأحفاد الفديك الشرعيين". ونعت البقالي قيادة البام بـ "القرود المروضة التي دخلت المشهد السياسي بوجوه مستعارة وبأنياب مؤجرة لا يمكنها، بأي حال من الأحوال، أن تخيف"، بل ذهب إلى وصفها بـ "الكلاب التي تنبح، بعد أن تطوعت باقتلاع أضراسها ولا يمكنها أن ترعب".وخاطبهم قائلا "نقول لهؤلاء الانتهازيين الصغار. نقول لكل هذه الأنواع من الحيوانات... إنكم لا تخيفون أحدا".من جانبه، لم يتردد صلاح الوديع في الرد على كلام البقالي لما قال "إن هناك نظرية في علم النفس تقول إن الإكثار من سب الآخرين بأسماء الحيوانات هو نوع من التنفيس عن الذات مما تشعر به من تقارب أو تشابه مع الحيوان المعني"، مضيفا أن "ذلك يستتبع أن ارتفاع منسوب السباب يعني بالتبعية كثافة الشعور إياه."وتساءل الوديع عما إذا كان البقالي يدرك بالمناسبة معنى كلمة "حيوان"، موضحا أنها تعني في القواميس والمعاجم وفي القرآن الكريم كل ما يحمل الحياة، تقابلها كلمة "مَوَتان"، وتعني كل ما به موت بالمعنى الحرفي أو المجازي، موجها سهام نقده إلى البقالي بالقول "لا نشك أن ما بالسيد عبد الله هو بالضبط هذا الشعور الذي يعكس الموت ويحقد على الحياة". أضاف الوديع «السيد عبد الله ينعتنا بأقدح النعوت وأسفل الأوصاف لأثر عملنا السياسي على الشأن العام. وإذ أهمس في أذنه بأننا قادرون على نقد أخطائنا بمحض إرادتنا لا بإرادة الغير، أزيد فأذكره بأنه لو قام بمقارنة بين عدد السنوات التي قضاها حزبه في تدبير الشأن العام منذ الستينات وبين عدد السنوات التي لم نقضها نحن، لتَواضعَ وصمتَ. ولكن الحياء عملة قليلة».واتهم الناطق الرسمي لـ «البام» حزب الاستقلال بمجالسة إدريس البصري في الحكومات المتعاقبة منذ 1972، لما كان من ينعتهم البقالي، على حد قوله، بأحقر النعوت، «يصرخون في وجه الطغيان ويقضون عقوبات طويلة يوم كانت الشجاعة الأدبية يؤدى عنها بالعملة الصعبة». وختم الوديع رده بالإشارة إلى أن المواطن ينتظر من الفاعل السياسي شيئا آخر، من قبيل مناقشة المشاريع والأفكار، غير السب واللعن والتجريح، متسائلا «لكن، ما حيلة المرء إذا ابتلي بعشاق المعاجم الاسطبلية»، معتبرا أن كلمات «خنازير، كلاب، قطط، حمير، جرذان…»، من صميم معجم الأنظمة الشمولية وآخرها نظام القذافي المنهار. ر. ب

قاموس حيواني في سجال البقالي والوديع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استنفار أمني بعد سرقة سيارة تابعة للقصر

محاكمة شبكة يتزعمها برلماني سابق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات