اعتقالات وقنابل مسيلة للدموع بمريرت

نجحت مسيرة حاشدة نظمتها فعاليات المجتمع المدني بمريرت بإقليم خنيفرة أول أمس (السبت) إلى منجم "تيغزا" بضواحي مريرت في تكسير حصار ضربته قوات التدخل السريع منذ صباح الجمعة الماضي على قبيلة آيت سيدي أحمد أوحمد وفتح المجال لعودة عشرات الشباب الذين لاذوا بالجبال مخافة الاعتقال. وقالت مصادر مطلعة إن سكان القبيلة وشبابها العاطل عن العمل فوجئوا صباح الجمعة الماضي بتدخل عنيف في حقهم استخدمت خلاله الهراوات والقنابل المسيلة للدموع، قبل أن يلوذ الشباب بالجبال المحيطة بمنجم "تيغزا" حيث كانوا يعتصمون منذ الخميس الماضي، لتباغتهم قوات التدخل السريع في وقت مبكر من اليوم الموالي، وتفكك الاعتصام بالقوة. وأضافت المصادر ذاتها أن عناصر التدخل السريع استخدمت العنف في حق نساء إصابة خمسة منهن خطيرة، وأوقفت مجموعة من المعتصمين قبل أن تنقلهم إلى خنيفرة في انتظار إحالتهم على استئنافية مكناس، كما أكدت المصادر ذاتها، مضيفة أن القوات ذاتها ضربت حصارا على المنطقة طيلة يوم الجمعة ولم تسمح للمصابين حتى بالذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.وسارت المسيرة الحاشدة باتجاه القبيلة حيث كانت العناصر الأمنية تضرب طوقا عليها، وتمنع كل وافد أو خارج من التحرك، قبل أن تتدخل فعاليات المجتمع المدني لمريرت ولتيغزا لإقناع السلطات بفك الحصار والسماح للمصابين بالتوجه إلى المستشفيات للعلاج، فيما ظل الشباب الهاربون متخفين في الجبال، بعضهم نجح في العودة والاختباء من جديد مخافة الاعتقال، وبعضهم لا يعرف مصيره.وكان المعتصمون ينتظرون أن تفتح معهم عمالة الإقليم حوار والاطلاع على ملفهم المطلبي والأسباب التي حملتهم على الاعتصام، إلا أن الأمر أخذ منحى آخر، حين تدخلت قوات التدخل السريع لتنكل بسكان القبيلة كبيرا وصغيرا وتستفز رغبة آخرين في الاحتجاج حتى لو لم يكونوا قد انضموا إلى الاعتصام الأول، كما حركت، تقول المصادر المذكورة، سخط فئات واسعة من المهمشين في تيغزا ومريرت والقرى المجاورة لها للاحتجاج بقوة ضد هذا التدخل العنيف وتنظيم مسيرات احتجاجية للمطالبة بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين عن إهدار كرامة سكان قبيلة آيت سيدي أحمد أوحمد المنتفضة.من جهة أخرى، تعيش قبيلتا سيدي أحمد أوحمد وإرشكيكن وضعية مأساوية نتيجة التلوث البيئي التي يتسبب فيها أكبر منجم في المنطقة لاستخراج الرصاص والزنك والفضة والذي يواصل مجموعة أشغال أخرى للتنقيب عن الذهب. وقالت مصادر من المنطقة إن الشركات المتعاقبة على تسيير وتدبير أمور المنجم بدأت تتراجع عن ضمان حقوق ومكتسبات سكان القبيلتين، إذ كانت في البداية تشغل نسبة مهمة من أبناء المنطقة قبل أن تتراجع عن ذلك وتصبح نسبتهم هزيلة جدا، كما تسببت في تلويث الفرشة المائية وحولت المنطقة التي تقع في قلب الأطلس المتوسط إلى أراض جرداء، ما تسبب في القضاء على الأنشطة الموازية التي كان يمارسها السكان ومنها الفلاحة والرعي. وذكرت المصادر ذاتها أن السكان لا يعانون فقط الفقر والجوع والعطش لأسباب يتحملها المنجم الذي يستغل المنطقة لأزيد من نصف قرن، بل كذلك أمراضا ناتجة عن تسمم مياه الشرب بالرصاص وانتشار مواد كيماوية تستخدم في المنجم. ض. ز

اعتقالات وقنابل مسيلة للدموع بمريرت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمة "البام" تتفاقم قبل موعد الانتخابات

شبكة نسائية: مقترح الداخلية بشأن اللائحة الوطنية غير دستوري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات