الشبيبات “تحاكم” قيادات الأحزاب

وجهت ثلاث منظمات شبابية حزبية انتقادات شديدة إلى قيادات الأحزاب، بسبب ممانعتها في الإشراك الحقيقي والواسع للشباب في مواقع المسؤوليات داخل الأحزاب، وإغلاق الأبواب أمامهم، في ظل استمرار ظاهرة شيخوخة الزعامات. وانتقدت المنظمات الشبيبة لحزب الحركة الشعبية، والاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، خلال لقاء أطرته شبيبة الحركة الشعبية، مساء أول أمس(الخميس) بالرباط، الأحزاب الرافضة لتخصيص لائحة وطنية للشباب، معتبرة هذا الموقف إقصائيا، ولا يخدم التوجه القاضي بتجديد وتشبيب النخب. ودعت هذه الشبيبات قيادات الأحزاب إلى دعم الشباب في المؤسسات المنتخبة، في مقدمتها البرلمان. وقال عزيز الدرمومي، الكاتب العام للشبيبة الحركية، إن الشباب المغربي تعرض للحيف في ما يتصل بإسهامه في العمل السياسي، وفي التمثيلية داخل المؤسسات، رغم الدور التاريخي البارز الذي لعبه في مجابهة الاستعمار، إذ أن جل الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال كانوا من الشباب. وأضاف الدرمومي، أن الشباب تعرض، منذ السبعينات، إلى التهميش والإقصاء من التمثيلية الوازنة في مواقع المسؤولية داخل الأحزاب، وداخل المؤسسات المنتخبة، والإدارات. ووصف العقود الماضية بالفترة المظلمة بالنسبة إلى الشباب، إذ تم إبعادهم من مواقع المسؤوليات. وأكد أن على الفاعلين السياسيين أن يغيروا موقفهم، على اعتبار أن 60 من المغاربة شباب، وأن عليهم أن يتبنوا سياسة تُتيح تموقعا مناسبا لهذه الشريحة داخل الأجهزة الحزبية والمؤسسات. وانتقد خطابات الأحزاب، التي وصفها بأنها لا تزال بعيدة عن الواقع، مشيرا إلى أن مشاركة الشباب في الانتخابات بكل أنواعها، التشريعية والجماعية والجهوية، لا ترقى إلى المستوى المطلوب. واتهم الأعيان وأصحاب المال واللوبيات الضاغظة بأنها تؤثر سلبا على تمثيلية الشباب داخل المؤسسات، ومنها البرلمان. وتأسف أن بعض الأحزاب عبرت عن رفضها للائحة الوطنية التي تضم النساء والشباب، كما تأسف أن الحركة النسائية كانت ضد إشراك الشباب في اللائحة الوطنية.في السياق ذاته، قال عادل بنحمزة، نائب الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، إن الشباب تعرض لانزياح تدريجي من العمل السياسي بعد الاستقلال الذي لعبت فيه هذه الفئة دور الريادة. وأضاف أنه كان من المفروض أن يتعمق دور الشباب في الحياة السياسية منذ الاستقلال، لكن ذلك لم يحصل، إذ وقع تراجع لاعتبارات عدة. ونفى بنحمزة أن تكون اللائحة الوطنية امتيازا، على اعتبار أن العديد من الأنظمة الديمقراطية، على رأسها ألمانيا، تعتمد الآلية، وانتقد من يعتبر اللائحة الوطنية ريعا سياسيا، وقال إن ثمة مبررات تغذي هذا الطرح، منها أنه لم يتم تحديد عدد الولايات بالنسبة إلى اللائحة الوطنية، وأن إعداد اللوائح الوطنية يخضع لمنطق العائلة والزبونية والقرب من المكتب السياسي والزعيم. واعتبر أن اللائحة الوطنية ضرورية في المرحلة الانتقالية التي يعيشها المغرب، والتي تفرض إشراكا واسعا للشباب على أن تُلغى هذه الآلية مستقبلا. ونبه بنحمزة إلى الخطورة التي يشكلها توظيف المال في الانتخابات، وكذا تجار المخدرات الذين أصبحوا يلعبون دور الأعيان اليوم. وحذر من توظيف اللائحة الوطنية للمواجهة بين الشباب والنساء، لأن ذلك سيكون خطأ استراتيجيا، ودعا الأحزاب إلى تبني خطاب واضح بخصوص التعاطي مع إشراك الشباب في العمل السياسي.من جهته، انتقد علي اليازغي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، الأعيان الذين أفسدوا الفعل السياسي، لأنهم تسببوا في أزمة ثقة بين الشباب والمؤسسات المنتخبة، وهو ما شجع ظاهرة العزوف السياسي لدى الشباب. جمال بورفيسي

الشبيبات “تحاكم” قيادات الأحزاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفاسي يهاجم المتشبثين بمواقع المسؤولية

قتيل آخر في عاصفة خنيفرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات