20 سنة لموثق وقريبة الملياردير بفاس بتهمة التزوير (2/1)

شقيق الملياردير طعن في عقد بيع قطعتين أرضيتين في ملكيته والمتهمان ينفيان تزويره قضت غرفة الجنايات باستئنافية فاس، أخيرا، بإدانة الموثق «م. ه. ح» و»ع. ت» قريبة الملياردير المرحوم التاجموعتي، ب10 سنوات سجنا نافذة لكل منهما، بتهم «التزوير في محرر رسمي» للأول، و»المشاركة في ذلك» للثانية، طبقا للفصلين 129 و353 من القانون الجنائي، وبرأتهما من جنحة النصب. يتعلق هذا الملف، بعقد بيع البقعتين 5 و6 بتجزئة «عزيزة» بطريق إيموزار، طعن «ع. ت» شقيق الملياردير عبد الهادي التاجموعتي المتوفى في يوليوز الماضي، بالزور في صحته، من خلال شكاية تقدم بها إلى الوكيل العام لدى استئنافية فاس، فتحت المصلحة الولائية للشرطة القضائية تحقيقا فيها. مرض ملياردير في شهر مارس 2005، أصيب المرحوم عبد الهادي التاجموعتي، المدير العام لمجموعة من الشركات بمدينة فاس ومدن أخرى، متخصصة في الإنعاش العقاري والتجاري والمالي، (أصيب) بوعكة صحية، تمثلت في جلطة دماغية تسببت له في ضعف شامل في فكره وحركته، واختلاط ذهني. لم يعد هذا الملياردير الذي له عدة مبادرات خيرية وإحسانية يذكرها الرأي العام، ، قادرا على تسيير شؤونه الخاصة أو إبرام عقود وصفقات بسبب هذا المرض. وهي المهام التي تولاها لاحقا، شقيقه «ع. ت» شريكه في عدة مشاريع وشركات وكفيل متضامن معه اتجاه مؤسسات بنكية. خلال تلك الفترة، اكتشف «ع. ت»، العقد المذكور المبرم بمكتب الموثق م. ه. ح» في فاتح غشت 2005، بين عبد الهادي التاجموعتي والشقيقتين «خ. م» و»آ. م» بواسطة والدتهما «ع. ت» ابنة شقيقه «م. ت» المتوفى، قبل أن يشكك في صحة ذاك العقد ويلجأ إلى المحكمة للطعن فيه. يثبت العقد، بيع عبد الهادي، للبقعة رقم 5 بالتجزئة المذكورة، البالغة مساحتها 5318 مترا مربعا، وبقعة رقم 6 مساحتها 3755 مترا مربعا، عبارة عن فيلا، بثمن إجمالي قدره 5 ملايين و800 ألف درهم، أدت منها «ع. ت»، 3 ملايين و800 ألف درهم نقدا، خارج مكتب الموثق، والباقي بشيك بمكتبه. طعن بالزور لاحظ الطاعن، أن التوقيع الوارد في العقد، على أساس أنه توقيع عبد الهادي التاجموعتي، «ليس توقيعه الحقيقي ولا يتطابق قطعا معه»، ورأى أن هذا العقد مزور اعتبارا لذلك وعدم حاجته إلى المال، ولأن تقدمه في السن ومرضه، حالا دون امتلاكه الشروط القانونية لإبرام العقود أو الالتزامات. لم يستسغ الطاعن «ع. ت»، أن يبيع شقيقه، فيلا اتخذها مسكنا له وتشهد على بصمات أعماله الاقتصادية والخيرية، لأن له طرقا أخرى لتجاوز ضائقته المالية، إن وجدت. وأكد أن عبد الهادي، لم يتسلم قط ثمن العقد المبرم لا نقدا ولا بواسطة الشيك، مستبعدا سحب قيمته من حساب «ع. ت». اتهم «ع. ت»، الموثق (40 سنة، متزوج) و»ع. ت» قريبة الملياردير (57 سنة، مطلقة وأم لابنين)، بالتواطؤ في تحرير عقد شهد من خلاله الموثق بتوصل شقيق الملياردير، بالأداءات، في حين أنها «لم تتم»، ما «يؤكد جليا عملية الزور التي كان ضحيتها شقيقه العاجز عن الحركة والتنقل». على إثر تلك الشكاية، استمعت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس، إلى «ع. ت» الذي كان تقدم بطلب الحجر على شقيقه إلا أن الأقدار حملته إلى دار الآخرة، إذ أكد سابق ادعاءاته، قبل أن تستمع إلى الموثق و»ع. ت» ابنة أخ عبد الهادي وابنة أخت زوجته. خلاف العائلة ذكرت «ع. ت» في محضر الاستماع إليها، تفاصيل علاقتها بعمها عبد الهادي الذي لازمته باستمرار لرعايته بعد إصابته بوعكة صحية، ساردة كيفية بنائه مسكنا بتجزئة يملكها بطريق إيموزار كلم 2، بعد أن أحس في بداية التسعينات، أن سكنه القديم لم يناسبه، قبل أن يبني مسكنه الخاص. استفادت «ع. ت» من واحدة من 6 فيلات بناها عمها بالتحزئة نفسها ووزعها على أشقائها بموجب عقود بيع، وحازت «م. ت» ابنة المشتكي «ع. ت»، على فيلا. وأكدت المتهمة أنه بعد اكتشاف عمها المشتكي، أن الجمعية الخيرية التي يملكها، أصبحت لفائدة المصلحة العامة، أصابه غضب شديد. واستنادا لأقوالها في محضر الشرطة القضائية، فعمها المشتكي، ادعى أن شقيقه الملياردير عبد الهادي التاجموعتي، تسبب في ضياع الملايير منه، قبل أن يقوم بجرد ممتلكاته و»يحاول إبعاد الأشخاص القريبين منه»، ما نتج عنه خلاف نشب أمام أعين العم المريض، بينها وبين عمها المشتكي. وأوضحت أن عمها عبد الهادي، نظرا لخوفه على مسكنه من شقيقه الذي حجر عليه فيما بعد، فقد قرر تفويته إليها وإلى ابنتيها «خ. م» و»آ. م» بموجب عقد بيع، مشيرة إلى أنه باقتراح منها، قرر تفويته إلى ابنتيها فقط، بموجب العقد المطعون فيه المنجز بمكتب الموثق المشتكى به. إجراءات التوقيع أوضحت «ع. ت» حين الاستماع إليها من قبل الشرطة القضائية، أن عمها اعتاد التعامل مع الموثق «م. ه. ح»، إذ طلبت منه الحضور إلى مقر سكناها، لأن عمها كان يقيم معها بعد خروجه من المصحة، بعد أن أخبرته هاتفيا برغبته في تفويت سكنه لابنتيها بموجب عقد بيع. وأبرزت أنها زودته بثمن البيع، مؤكدة حضور عبد الهادي وخالتها زوجته، وشقيقتها «ر. ت» و»ح» البستاني لديها. وأكدت توقيعها العقد نيابة عن ابنتيها، أما عبد الهادي ونظرا لارتجاف يده وعدم قدرته على وضع توقيعه المعروف، فقد تولت باقتراح من الموثق، وضع يده اليسرى بالجهة المخصصة للتوقيع. ولم تنف أن عمها عبد الهادي، كان حين توقيعه العقد، متعبا، لكنه «كان في كامل قواه العقلية التي تجعله في مستوى إبرام العقد»، مؤكدة أنها بدأت في تلاوة محتوى العقد، عليه، لكنه طلب منها التوقف. وأبرزت أنه لم يستطع وضع توقيعه المعتاد، لارتعاش يده. حميد الأبيض (فاس)

20 سنة لموثق وقريبة الملياردير بفاس بتهمة التزوير (2/1)

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة: من القضاء إلى سلطة القضاء (الحلقة الأولى)

الحبس لمتهم باع شققا وهمية بسلا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات