بانوراما رمضان: مغاربة العالم 2

الروداني: مقاربتي للاحتجاجات ليست سباحة فكرية رجال و نساء يجمعهم الانتماء المغربي بفضل أصولهم أو هاجروا لسبب من الأسباب، صنعوا لأنفسهم جميعا اسما في بلد المهجر في المجالات التي اختاروا الاشتغال فيها، يعدون جميعا مفخرة المغرب وكل المغاربة. “الصباح” قاسمتهم بعض التفاصيل الصغيرة في حياتهم واستلذت معهم بنشوة نجاحاتهم. حوار اليوم مع الدكتور الروداني الشرقاوي، المحلل السياسي الذي برز اسمه في وسائل الإعلام الدولية، وهو في الوقت نفسه حاصل على دكتوراه في مجال الطيران. ما الذي حملته الهجرة من إضافات إلى ياة الأكاديمي الروداني الشرقاوي؟الهجرة أداة لفهم الآخر وجعل الإنسان أكثر تشاركية و نسبية في تعاطيه مع كل ما يحيط به. فإذا كان الآخر هو الجحيم، كما يقول بول سارتر، فإن الهجرة تكمن إضافتها في أنها تجعل من الإنسان يشعر بأن الآخرين ليسوا إلا فرصة تتيح إمكانية لقراءات أخرى في الحياة. الهجرة التي تبنيتها، رغم صعوبات الابتعاد عن الوطن، كانت ومازالت تحصيل العلم والاحتكاك العلمي بالآخر. مساري الدراسي سمح لي بتقلد مناصب في مجالس إدارات قوية ولها سمعة كبيرة داخل الساحة الفرنسية. للوصول إلى هذه المجالس الإدارية، تجرى عملية الانتخاب ويكون غالبا الصراع قويا بين المرشحين. قوة المقاربة التي يحملها المرشح في وضع إستراتيجية وإيصال صوت المهندسين والباحثين العلميين إلى صناع القرار داخل جموع شركات المانحة والمؤثرة في المجال العلمي هما اللذان يحددان قوة أي شخص. انتخبت في أول مجلس إدارة، وسني لا يتجاوز السابعة والعشرين، بعد ذلك، أصبحت عضوا في ثلاثة مجالس إدارات تهتم بعلوم الفضاء والطيران. في مثل هذه التجارب، يكون الإنسان في طموح لاستنساخ مثل هذه المقاربات التي تعتمد على الكفاءة والحنكة والاستحقاق للنهوض بالوطن ورفع قيمته. هذه المحطة كانت قوية في حياتي حيث ترسخت فكرة الاجتهاد أكثر وسلك مسارات العلم والتكوين. ما هي الأماكن أو الفضاءات التي لها وقعها الخاص على حياتك في المهجر؟في كل بلد أزوره أول ما أبحث عنه هو المكتبات وبعد ذلك المتاحف. التاريخ الغربي قوي، وفي غالب الأحيان هناك تقاطعات فكرية بين الحضارة العربية والتاريخ الغربي وفلسفاته المتميزة. أميل إلى الهدوء، فهو يكون قوة للتفكير وإعادة ترتيب الأفكار، بل أكثر من ذلك تكون المدن الهادئة فرصة للكتابة والبحث. ما هي المدينة التي تشدك أكثر في المغرب ولماذا؟المغرب جنة فوق الأرض بطيبوبة سكانه و أخلاقهم التي لها جذور في تاريخ الحضارة المغربية. هذه التراكمات مستنبطة من جميع جهات المغرب بثقافاته وروافدها الغنية. لهذا، فان المغرب ومدنه تشدني بقوة وأستمتع كل ما سنحت لي الفرصة لزيارة كل مرة منطقة مغربية، لكن مدينتي بني ملال وفاس لهما وقع خاص في حياتي نظرا للصيرورة و قطار الحياة. مرورك عبر العديد من وسائل الإعلام الدولية للتعليق على قضايا مغربية، هل تحضر فيه الموضوعية أم تضع مسألة الانتماء إلى الوطن في المقدمة عند أي مقاربة بهذا الخصوص؟قبل الإجابة عن هذا السؤال أود أن أقول شيئا مهما، إنه إذا أرادت حضارة أو أمة أن تتقدم فيجب على أهلها أن يفكروا في أن يغرسوا أشجارا لن يفكروا أن يجلسوا تحث ظلالها أبدا. هذه المقاربة هي التي تحركني في تدخلاتي في وسائل الإعلام الدولية، لأن الهدف هو البناء وخلق آليات تشاركية لبناء مغرب قوي.لهذا فإن الموضوعية تكون دائما العنوان الأبرز و المصداقية هي التميز. في قضايا المغرب نظرا لقربي من الساحة والمشهد السياسي المغربي من خلال متابعاتي اليومية لأحداث تجعل من قول الحقيقة مواطنة حقيقية. وكما أقول دائما الوطنية بدون مواطنة حقيقية، لا تغدو أن تكون انتهازية ووصولية اللتين قد أصفهما بالدم الفاسد الذي يعطل مسار النخبة النزيهة في الوطن الحبيب، المغرب، لكن هذا لا يمنعني أن أقول إن كل مواطن صالح هو جندي دائما تجده مستعدا للدفاع عن الوطن و صورته في الخارج، إنها مسؤولية وتاريخ الدول يصنعه سفراؤها. انتقاد لم يرقك سمعته أو قرأته حول تدخلاتك لحساب إحدى وسائل الإعلام الأجنبية؟في خضم الحراك المجتمعي الذي يشهده العالم العربي والانتقاد الكبير التي كنت أوجهه إلى النظامين التونسي والمصري وحتى الليبي في مثل هذه الوضعية تكون الأصوات مختلفة خاصة في بداية الحراك والاحتجاجات، لكن بعد ذلك من ينتقدون يصبحون يؤمنون بالتغيير الذي نحلم به لهذه الشعوب. الاختلاف هو حق والنقد محرك للاجتهاد أكثر. في ما يخص المغرب، كنت منذ انطلاق الاحتجاجات أقول إنه سيشكل الاستثناء وكانت لي مواجهة قوية، في مجموعة من القنوات، مع مجموعة من المفكرين في هذا المجال. في الأخير المغرب شكل بالفعل الاستثناء، والمطالب، إن قمنا بقراء ة سوسيولوجية وسوسيو- سياسية، فهي مطالب الشريحة القوية نفسها التي لم تصوت في آخر انتخابات تشريعية. لهذا، فإن مقاربتي كانت دائما منذ بدء الاحتجاجات اتسمت بقراءة علمية و لم تكن أبدا مجرد سباحة فكرية. هل تخامرك فكرة العودة النهائية من حين لآخر إلى البلد؟السؤال قوي جدا وفي طياته يوحي بأن الروداني غائب دائما عن المغرب. بالعكس أنا في زيارات دائمة ومنتظمة للمغرب. حقيقة الإقامة ليست منتظمة، لكن حب الوطن يجعل من الإنسان يحمله في كل اللحظات ويحلم بأن يكون دائما وأبدا في تقدم و ازدهار. ما هي النظرة الصائبة إلى المغرب، أهي تلك الملقاة من الخارج أو التي تلتقط التفاصيل من الداخل؟النظرة الثاقبة هي التي تجمع بين معطيات الرؤية الخارجية وقراءة فلسفات التجاذبات الداخلية. لا يمكن أن ترى الشيء بموضوعية إن لم تأخذ بعين الاعتبار المقاربة الخارجية لأن آليات تأسيس الفكرة و القراءة تختلف تماما. النظرة من الخارج تكون شمولية و تتسم غالبا بالتجرد لكن دون لمس الواقع اليومي لا يمكن أن تكون القراءة كاملة وموضوعية. لهذا، فالوضوح في النظرة لا يجب أن يستثني الرؤية الخارجية، خاصة أننا نعيش في عالم يتغير بسرعة فائقة وقوية. العولمة تستوجب أخد المبادرة والتعاطي بشكل جدي مع القراءات الخارجية. في نظري عندما أبني فكرة ما تخص خاصة المغرب، فهي تبنى من خلال مقاربة فكرية بآليات فلسفية علمية سياسية حديثة بدون أن أقصي التفاصيل التي هي من الداخل. لهذا تجدني يوميا وفي كل ساعة على اتصال دائم بالمغرب. بوعلام غبشي (باريس)

بانوراما رمضان: مغاربة العالم 2

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بانوراما رمضان: " على السريع" 10

بانوراما رمضان: في رحاب الزوايا 8

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات