تيزنيت تتبنى ميثاق “المدينة من أجل التربية”

صادق المجلس البلدي لتيزنيت، أخيرا، على ميثاق أُطلق عليه «المدينة من أجل التربية»، يستند على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وعلى العهود الدولية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبالتنوع الثقافــي وتلك الخاصة بالتربية وحقوق الطفولة، إذ من المنتظر أن يُفتح نقاش واسع مع مختلف شرائح المجتمع التيزنيتي حول هذا الموضوع ودور المدينة في جعل التربية أهم محركات الإبداع والابتكار الإنساني لتحقيق حياة أفضل. فمدينة تيزنيت التي توفر عناصر عديدة للتكوين المندمج الذي يحمل في الوقت نفسه عوامل التربية المستمرة المتعددة الأوجه والقادرة على مجابهة ومواجهة العوامل المضادة لدينامية التربية والتكوين، تستحق أن تحمل لواء «المدينة المُرَبيَّة»، وهي مدينة تتفاعل في ارتباط وثيق بمحيطها المباشر، وبالمراكز الحضرية الأخرى التابعة إلى مجال تأثيرها، وبمدن من بلدان أخرى، إذ يكمن هدفها المستمر في التعلم والتبادل والتقاسم، وبالتالي في إثراء وإغناء حياة سكانها من خلال التلاقي وتلاقح التجارب المشتركة. كما ينتظر منها أن تمارس وتطور هذه الوظيفة بالموازاة مع وظائفها التقليدية، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والخدماتية، مع إيلاء الاهتمام بصفة خاصة للتكوين ورفع مستوى جميع سكانها، غير أن الأولوية ستعطى للأطفال والشباب، من خلال إظهار الرغبة الأكيدة، لتقديم الخدمات التربوية والتكوينية للسكان من مختلف الأعمار طيلة فترات حياتهم.من جهة أخرى، تروم وظيفة «المدينة المربية» تحقيق مشروع ثقافي وتربوي يتوخى الفعالية والإدماج المشترك لكل الفئات المجتمعية، ويرتكز على جملة ركائز رئيسية، أولها «الاستثمار» في مجال التعليم، في كل فرد، بحيث يكون، أكثر من أي وقت مضى، قادرا على التعبير، وتطوير قدراته الإنسانية، وتنمية تفرٌده وتميزه، وإثبات قدراته الإبداعية وخصال المسؤولية، ثانيها، تعزيز المساواة الكاملة، بحيث يمكن لأي شخص أن يشعر بالاحترام ويكون محترما ومنفتحا على قيم الحوار، وثالثها، الجمع بين كل هذه العوامل، لكي نتمكن، من خلق وبناء مجتمع المعرفة الحقيقية من دون حرمان أي كان من المشاركة، والذي من أجله، يتحتم علينا أن نوفر، من بين أمور أخرى، الولوج السهل والميسر لتكنولوجيا المعلومات والاتصال لكل السكان، لتمكينهم من تطوير وتنمية قدراتهم.داخل المدينة المربية، حماية الأطفال والشباب ليست محددة فقط في تحسين أوضاعهــم، بــل تتعداه إلى أن نجد لهم في الواقع موقعا يستحقونه، بجانب الكبار، الذين يملكون من فضائل المدنية والتمدن، فضيلة إشباع رغبة التعايش بين الأجيال. ففي بداية القرن الحادي والعشرين، يتأكد أن الأطفال والكبار على حد سواء في حاجة إلى التعلٌم طوال فترات الحياة، وإلى التدريب والتكوين المتجدد باستمرار. إن المدينة المربية بحكم وعيها بأن الإنسان يعيش في عالم مليء بالشكوك في غياب الأمن وغياب الثقة المتبادلة، فإنها لا تبحث عن حلول بسيطة وأحادية الجانب، إنها بالتأكيد تقبل التناقض، وتشجع عمليات المعرفة، وتحبذ الحوار والمشاركة، باعتبار هذا أفضل وسيلة للعيش المشترك رغم هيمنة الشكوك والتردد وانعدام الثقة. إبراهيم أكنفار (تيزنيت)

تيزنيت تتبنى ميثاق “المدينة من أجل التربية”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بلخياط: حصيلة عملنا تجاوزت سقف الأهداف المسطرة (1/2)

إفطار جماعي بطعم الاعتصام بعمالة برشيد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات