موسم مولاي عبد السلام… محطة سنوية تجمع بين زوايا الشمال والجنوب

أكد عبد الهادي بركات، نقيب الشرفاء العلميين بالمغرب، أن قبيلتي العروسيين والركيبات في الصحراء المغربية من حفدة مولاي عبد السلام بن مشيش، المتحدر من ذرية مولاي إدريس الأكبر مؤسس الدولة المغربية.وقال بركات، في تصريح أدلى به لـ «الصباح»، إنه «لا أحد من القبائل الصحراوية، بمن فيهم أعضاء من بوليساريو، يمكنه أن ينكر انتماءه للولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، ويتجلى ذلك في حرص سكان قبائل الجنوب على زيارة أبناء عمومتهم في الشمال لصلة الرحم، والتأكيد على أن أصول الصحراويين واحدة تجمعهم بباقي إخوانهم في أقصى شمال المملكة».وأوضح نقيب العلميين أن عددا من الصحراويين، زاروا ضريح جدهم مولاي عبد السلام، بمجرد أن عادوا إلى الوطن، وعلى رأسهم المرحوم خطري ولد سيدي سعيد الجماني، الذي بادر إلى زيارة الضريح مباشرة بعد استقباله من طرف المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، إذ بعد ذلك، أصبحت هذه المبادرة عرفا يقتدي به كل المغاربة العائدين من مخيمات الذل والعار. كما أشار النقيب، وهو يتحدث عن الموسم الأخير الذي صادف هذه السنة التاسع من يوليوز الماضي، إلى الوفد الصحراوي الرفيع المستوى الذي حضر مراسيم الافتتاح، وكان يضم ممثلي كبرى القبائل الصحراوية كالعروسيين والركيبات وآل ماء العينين، موضحا أنه (الوفد) قام بهذه الزيارة لتأكيد الصلة المتينة التي تربط بين الزوايا الصحراوية وشقيقاتها في الشمال، وليعيش الطقوس الروحية المعطرة بالابتهالات الصوفية، التي بقيت خالدة من تراث هذا الشيخ الجليل.من جهته، أكد ممثل القبائل الصحراوية، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن مشاركتهم في إحياء الذكرى السنوية لموسم الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش تأتي من أجل تأكيد التعلق والارتباط الذي يجمع بين كل الشرفاء في المناطق الصحراوية وأبناء عمومتهم أحفاد مولاي عبد السلام بن مشيش، ولإعطاء الدليل الواضح على الروابط التاريخية التي تجمع بين شمال المغرب وجنوبه، مبرزا في كلمته أن مغربية الصحراء «موضوع لا يتعلق بالتاريخ والقانون فحسب، بل بالجذور والأصول والأنساب والعلاقات العائلية المتجذرة». وكان الحاجب الملكي، إبراهيم فرج، أشرف أخيرا على تسليم هبة ملكية إلى الشرفاء العلميين، وذلك بمناسبة الاحتفال بهذه التظاهرة الدينية الكبيرة، التي تعمل نقابة الشرفاء العلميين والمدرسة المشيشية الشاذلية على إحيائها كل سنة في الفاتح من يوليوز، إذ حضرها هذا العام فقهاء ينتمون لعدد من الزوايا وتمت خلالها تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وابتهالات صوفية وأدعية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والأسرة الملكية الشريفة. يذكر أن الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، (559 – 622 هجرية)، حفظ القرآن الكريم وسنه لا يتجاوز الثانية عشرة، ولم يكن منكبا على العبادة كما يرى البعض، بل كان يقسم حياته بين العمل والعلم والانشغال بالأولاد والجهاد، وقد تتلمذ على يده عدد من الأئمة من بينهم الإمام أبو الحسن الشاذلي، مؤسس الطريقة الشاذلية، وخلف وراءه تراثا علميا نقله عدد من الرواة وتوارثته الأجيال. المختار الرمشي (طنجة)

موسم مولاي عبد السلام… محطة سنوية تجمع بين زوايا الشمال والجنوب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الواد الحار يقلق سكان حي إيماض ببولمان

امرأة تضع حملها على رصيف مستشفى بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات