الواد الحار يقلق سكان حي إيماض ببولمان

يثير تدفق سوائل الواد الحار، المحملة بروائح تزكم الأنوف، غضب سكان وعابري شارع الحسن الثاني بحي إيماض ببولمان، خاصة في رمضان، ومع ارتفاع حرارة غشت، التي تزيد تلك المستنقعات عفونة، دون التفاتة تجنب تحول المدينة المحاطة بجبال الإهمال، إلى «مستنقع للقذارة».وتطالع تلك التسربات الناثرة ماء «حارا» بدرجة حرارة «الحكرة» في أفئدة أبناء المدينة، الزائر بمجرد أن تطأ قدماه مدخل الشارع المذكور، قرب «كورنة» البلدية، حيث تحاصر الروائح الكريهة المنبعثة منها ومن مزبلة المجزرة البلدية، السكان من كل جانب، دون أن يكون لهم «حول ولا قوة» لصد هذا القدر.«النصيحة النصوح ألا ترفع بصرك إلى أعلى، كي لا تسوقك خطاك العمياء إلى حفر هذه «الحارة الجميلة» التي تدفقت فيها مياه الأودية الحارة، فتسقط أرضا، إما مكسورة ساقك أو مغميا عليك، أو كلاهما معا» يقول أحد أبناء المنطقة.وفتح هذا الوضع، حسب مصدر حقوقي، المجال واسعا أمام الحشرات والقطط، لاحتلال الموقع نهارا قبل أن تتعزز بانضمام الكلاب الضالة ليلا، ليتحاموا جميعا، ويتفننوا في إزعاج السكان وتهديد حياتهم وصحتهم، فيما تقف السلطة والمنتخبون، موقف المتفرج على انفجار الواد الحار. وما يزيد في خطورة انفجار قناة الوادي الحار، ما تحمله الرياح التي تهب من جانب المجزرة في اتجاه منازل الحي الذي تقطنه مئات العائلات، ناقلة الروائح الكريهة ومعها الجراثيم، ما يجعل النوم صعبا في مثل هذه الأيام أمام كثرة الحشرات ونتانة الروائح التي تجعل الكثيرين يغلقون نوافذ منازلهم. أكوام «مكومة» من بقايا الذبائح ودماء خارج بناية «الكورنة» تحيط بها الكلاب والقطط من كل صوب وحدب، منتشية بالتهام «صيد ثمين».. صورة لا تحتاج إلى تعليق، تصادف كل عازم الدخول إلى حي إيماض خاصة من معبره عبر الجانب المحاذي للمجزرة التي انفجرت مياه قنواتها هذه الأيام. ويقول مصدر حقوقي إن «السلطات على علم بهذه الحقيقة، وبعض أعضاء البلدية، عمدوا إلى وضع حجر أمام حفرة القناة المتفجرة للوادي الحار، في غياب أي إشارات إلى وجود أشغال».ولم يقف سكان الشارع وحي إيماض في قلب بولمان، مكتوفي الأيدي حيال ما يتهددهم من خطر، ووقعوا شكايات وجهوها إلى الجهات المعنية دون جدوى، قبل أن يستنجدوا بفرع جمعية حقوقية، تبنت ملفهم في إطار حقوقهم البيئية، وراسلت عامل الإقليم، في هذا الموضوع في انتظار التفاتة منه. وزار أعضاء من فرع بولمان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الثلاثاء الماضي، الموقع موضوع احتجاج السكان، ووقفوا على هول الانفجارات المتكررة لقنوات الوادي الحار، التي «جاءت في إطار مشروع التأهيل الحضري للمدينة، الذي لم يستكمل حلقاته المفرغة حتى بدأت «أوراشه» تنفجر».واستمع أعضاء الفرع لشهادات النساء والأطفال، ممن لم يخفوا تخفوهم من هذا الوضع، لأنهم «ليسوا في مأمن من عدة أمراض، خاصة الأطفال الذين تتعرض عيونهم إلى الإصابة بالحساسية المفرطة»، حسب ما جاء في تقرير حقوقي ذكر حالة طفل بوسالم، للبرهنة على ذلك. وتساءل الحقوقي محمد بلكميمي، عما إن كانت مدينة بولمان، تحولت إلى مستنقع للقذارة وهي المدينة الطبيعية المحاطة بالجبال، وإن كانت أزقتها استحالت إلى شرايين مياه الأودية الحارة وقنوات الفيضانات التي اختلطت بمجاري «البول وأجسام أخرى»، تتضح ليل نهار. ويستفسر ذوي الأمر والنهي بالمدينة، عما إن كانت قنوات الوادي الحال، ضاقت عن استقبال المياه المستعملة فقذفتها إلى الخارج لتضحي عيونا ومستنقعات تقض مضجع الناس، متسائلا عن إن كانت بولمان وهي في وضع لا تحسد عليه، بحاجة إلى هذا المشكل الذي لم تحرك السواكن لحله. حميد الأبيض (فاس)

الواد الحار يقلق سكان حي إيماض ببولمان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سكان ثلاثاء تاغرامت ينتفضون ضد المقالع

موسم مولاي عبد السلام... محطة سنوية تجمع بين زوايا الشمال والجنوب

مقالات ذات صلة