صغار التجار يشتكون المنافسة غير المتكافئة مع المساحات الكبرى

ينظر مجلس المنافسة في شكاية تقدم بها صغار التجار، من خلال الاتحاد العام للمقاولات والمهن، وتهم المنافسة الشرسة التي يواجهها هؤلاء التجار من طرف المساحات التجارية الكبرى، التي ارتفع عددها وتنوعت خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت تفتتح مقراتها داخل الأحياء الشعبية. وتجدر الإشارة إلى أن الفصل 15 من القانون المنظم للمجلس يعطي الإمكانية للهيآت النقابية والمهنية بالتقدم بشكايات إلى هذه المؤسسة، ما جعل التمثيليات الجهوية للاتحاد العام للمقاولات والمهن بكل من فاس والبيضاء تطالب بضرورة اللجوء إلى مجلس المنافسة، بعد أن أصبحت المساحات التجارية الكبرى تمارس منافسة شرسة وغير متكافئة، حسب واضعي الشكاية، تجاه التجار الصغار، ما انعكس سلبا على نشاطهم. وما يزال المجلس يدرس هذه الشكاية، ولم يبد رأيه رغم أنها وضعت في مارس الماضي، علما أن هذه الشكاية صادفت إعداد المكتب لدراسة حول المنافسة في المساحات التجارية الكبرى، والتي قدمت خلاصاتها في بداية يوليوز الماضي، وقدمت الجمعية المغربية للتجارة المعاصرة ملاحظاتها عليها.ورغم أن الدولة خصصت 900 مليون درهم في إطار برنامج "رواج" من أجل عصرنة تجارة القرب، المكون أساسا من التجار الصغار، فإن هذا المخطط لم ينجح ولقي فشلا ذريعا. وأوضح الاتحاد أنه ليس ضد المساحات الكبرى، ولكن يجب أن تراعى أيضا مصلحة التجار الصغار والأسر ذات الدخل المحدود، التي تلجأ إلى هذه المتاجر يوميا، إذ تقرض هذه المحلات زبناءها دون فوائد، وذلك من خلال تمكينهم من السلع على أن يؤدي المستفيدون في آخر الشهر، وهي بذلك تصبح تلعب دور شركات التمويل لكن بدون فوائد. وهكذا، فإن الدفاع عن هذه المحلات لضمان استمراريتها نابع، حسب الاتحاد العام للمقاولات والمهن، من الدور الاقتصادي والاجتماعي الذي تلعبه تجارة القرب.وتجدر الإشارة إلى أن لائحة مقارنة تضمنتها الدراسة التي أعدها أحد مكاتب الدراسات لفائدة مجلس المنافسة، أبانت أن فتح المساحات التجارية الكبرى يتم في أغلب البلدان التي شملتها المقارنة في ضواحي المدن، عكس المغرب، الذي تنشأ فيه هذه الوحدات التجارية في الأحياء الشعبية، التي تعتبر عادة من الأماكن التي تزدهر فيها تجارة القرب. وتؤكد مصادر من الاتحاد العام للمقاولات والمهن، الذي يضم 40 ألف منخرط، أن 70 في المائة من المحلات التجارية التي فتحت بالقرب منها المساحات التجارية الكبرى أغلقت أبوابها أوغير أصحابها نشاطهم، على غرار أحياء درب السلطان وسيدي مومن، التي فتحت بها بعض المساحات التجارية الكبرى، التي تعلن في مناسبات عديدة تخفيضات، ما يجعل سكان هذه الأحياء يقبلون عليها، تاركين المحلات التجارية الصغرى، التي كانت بالأمس القريب ممونها المميز. وعرفت السنوات الأخيرة افتتاح العديد من المساحات التجارية الكبرى، كما ولج السوق فاعلون أجانب، ما ضيق الخناق على التاجر الصغير، ورغم أن الحكومة اعتمدت برنامج رواج في صيغة جديدة تحدد مجموعة من الأهداف يتعين تحقيقها في أفق 2020، فإن التجار الصغار يطالبون، بشكل استعجالي، بمعالجة الإشكالية المتمثلة في فتح المساحات التجارية الكبرى في الأحياء الشعبية، من خلال التقيد بما هو معمول به في الخارج، إذ تلزم هذه المساحات بفتح محلاتها في ضواحي التجمعات الحضرية، وليس في قلب الأحياء الشعبية. عبد الواحد كنفاوي

صغار التجار يشتكون المنافسة غير المتكافئة مع المساحات الكبرى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إضراب جديد بالجماعات المحلية

ارتفاع أسعار مواد غذائية في رمضان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات