سوس تشهد جرائم مروعة لقتل الأبناء

أم تقتل خمسة أبناء وأب يقتل زوجته وابنتيه ويحاول الانتحار ستظل سنتا 2007 و2010 منحوتتين في أذهان السوسيين، وتاريخ الإجرام الدولي والوطني بشكل عام، نظرا لارتباطهما باثنتين من أبشع الجرائم شبه الجماعية للأبناء بالعالم. ففي فبراير من سنة 2007 اهتز سكان أكادير لنبأ قتل جنيفياف ليرميت (42 سنة) لخمسة من أبنائها، طفل وأربع بنات تتراوح أعمارهم ما بين 3 و14 سنة من زوجها المغربي بوشعيب المقدم، وحاولت جنيفياف ليرميت وضع حد لحياتها بطعن نفسها بالسكين التي ذبحت بها أبناءها الخمسة. أما يوم الأحد 19 شتنبر 2010 فقد استفاق سكان حي الكرسي بأولاد تايمة على وقع جريمة بشعة بطلها أب ذبح زوجته وطفلتيه اللتين يتراوح عمراهما ما بين سنتين وأربع سنوات على الساعة الثانية ليلا وهن نائمات، قبل أن يعمد إلى توجيه طعنة بالسكين لوضع حد لحياته.الحالة النفسية لم تشفع للقاتلةأدانت محكمة التمييز بنيفيل (جنوب بروكسيل) ببلجيكا يوم الجمعة 19 دجنبر 2008 الأم المتهمة بقتل أبنائها الخمسة والحكم عليها بالسجن مدى الحياة دون الأخذ بعين الاعتبار التقرير الطبي الذي سعى إلى تبرئتها تحت ذريعة إصابتها بـخلل عقلي. وتحولت فصول الجريمة إلى مشروع فيلم يجسد أقصى درجات الرعب الواقعي ضد الفروع تحت عنوان»حب حتى الجنون»يروي فصول قتل الأم لأبنائها الخمسة، طالب بوشعيب مقدم والد الأطفال الخمسة الذين ذبحتهم أمهم البلجيكية في نيفيل من مجلس الدولة البلجيكي إلغاء قرار تخصيص منحة قدرها 620 ألف أورو، لتصوير فيلم سينمائي حول المجزرة. كما سيلجأ إلى استئناف قرار وزيرة الثقافة البلجيكية فضيلة لعنان إذا لم يوافق مجلس الدولة على طلب إلغاء الدعم. وكانت الأم قتلت أولادها المغاربة ذبحا بسكين الواحد تلو الآخر، مبتدئة بابنها الأصغر مهدي (3 سنوات) ثم منى (7 سنوات) فمريم (10 سنوات) ونورة (12 سنة) ثم ابنتها الكبرى ياسمين (14 عاما)، قبل أن تحاول الانتحار، وذلك عندما كان والد الأبناء في طريق عودته من أكادير، حيث تلقى الخبر المهول عند وصوله إلى مطار بروكسل، قبل حمل الجثامين لدفنها بمقبرة الشهداء ببنسركاو مسقط رأسه.أب يقتل زوجته وأبناءه في حالة غير طبيعيةأما الأب قاتل زوجته وطفليه بأولاد تايمة فقد أكد بدوره أثناء الاستماع إليه من قبل الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بأكَادير يوم الثلاثاء 28 شتنبر2010 أنه ارتكب جريمته النكراء وهو في حالة غير طبيعية وتحت ضغط الاضطرابات النفسية. وأقر المواشي في محضر الشرطة القضائية أنه قتل أفراد أسرته في منتصف الليل في غفلة منهم عندما كانوا يغطون في نوم عميق، إذ ذبح زوجته أولا من الوريد إلى الوريد، ثم بالطريقة نفسها قضى على طفلتيه على الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وذلك بالطريقة نفسها، قبل أن يحاول الانتحار بتوجيه طعنة لنفسه على مستوى العنق بالسكين ذاتها. وتابعه الوكيل العام من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، مقررا إحالته على قاضي التحقيق في حالة اعتقال في انتظار تعميق البحث معه. "ادبحت المرا والدراري وكملت براسي"، هذه هي الكلمات التي تمكن اخليفة عزاب، قاتل زوجته وبنتيه الصغيرتين بصعوبة وهو يترنح ما بين الحياة والموت والدماء تتدفق من حنجرته التي حاول قطعها بالسكين التي ذبح بها أفراد أسرته الصغيرة، وهو يحدث أخاه الكبير عزيز عزاب أمام بيته. "كان مذبوحا لم نكن نميز كلامه"، يقول أخوه عزيز.الاب يذبح زوجته وابنتيه ويحاول الانتحار"بعد أن ذبح الجميع ومددهم بفناء البيت، غادر مسكنه متوجها إلي ليخبرني بما قام به في حق زوجته وطفلتيه الصغيرتين"، يقول أخ الجاني. "وصلنا إلى الدار فوجدناها مقفلة، أدركنا بأنه أغلق باب المنزل وكذا نوافذه بالمفاتيح. أخبرت حينها رجال الشرطة، الذين جاؤوا واقتحموه من عند الجيران. دخلنا فوجدنا الزوجة ممددة هناك- في إشارة منه إلى المكان الذي كانت جثة الأم مرمية عليه وإلى جانبها طفلتيها الصغيرتين سميرة ومريم. لقد غسلنا تلك الدماء، لم نستطع الاستمرار في مشاهدة ذلك. كان منظرا بشعا لا يصدق. لا حول ولا قوة إلا بالله. كان صباحا استثنائيا في أولاد تايمة، فما أن استفاق سكانها حتى التقطت آذانهم هول الجريمة التي ذهبت ضحيتها أم في عقدها العشرين وابنتها مريم، وشقيقتها، التي كانت تتابع تعليمها بكتاب النخيل في المستوى الثاني، إذ بالكاد تلقت تهنئة من أسرة المؤسسة بانتقالها من المستوى الأول إلى الثاني، وقد اشترى لها ذابحها محفظة جديدة وأدوات الكتاب لتفرح بها.انتشر الخبر لبشاعة الجريمة وتجاوز كل الحدود المحلية والإقليمية، إذ اهتز الرأي العام الذي استفاق على وقع ذبح الزوج لزوجته وابنتيه ومحاولة ذبح نفسه. نقلت الجثث الثلاث ومعها الزوج المذبوح الذي نجا بأعجوبة من الموت إلى مستشفى الحسن الثاني لتلقي العلاج وفتح تحقيق معه حول ملابسات ارتكابه جريمة القتل. عند ولوج"الصباح" مسكن الأسرة، كانت غرف البيت ما زالت على حالها، آثار وجبة العشاء التي تناولتها العائلة ليلة الغدر ما زالت بقاياها فوق الصينية الموضوعة على المائدة داخل المطبخ الصغير المليء بالأواني التي كانت تنتظر الغسل من قبل ربة البيت في الصباح. محفظة الهالكة المسماة قيد حياتها سميرة وبجانبها تهنئة إدارة الكتاب شاهدة على استعدادها للذهاب إلى المدرسة. ألبسة هنا وهناك، تحيل على العيش البسيط لأفراد العائلة، وأخرى مبعثرة تدل على مرور رجال الأمن من هناك، بعد تفتيش البيت عما قد يفيد في التحقيق. هل تأخذ المحكمة بادعاء المتهم بأنه مختل عقليا، أم أن محكمة أكادير ستسير على ما سارت عليه المحكمة البلجيكية؟؟ محمد إبراهمي (أكادير)

سوس تشهد جرائم مروعة لقتل الأبناء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيك عصابة دولية تزور العملة الجزائرية بالمغرب

الحمداوي: اضطرابات النمو والتنشئة من أسباب العنف ضد الفروع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات