جريمة تحت المجهر: تفاصيل السطو على كازينو بمراكش

كانت مجرد مزحة تبادلها الظنينان لتتحول إلى حقيقة لم يكن يعلم مارسلان الفرنسي، والمهدي ذو الأصول الجزائرية، والحامل للجنسية الفرنسية العاملان بغرفة المراقبة بكازينو السعدي بمدينة مراكش مند ثلاثة أشهر تقريبا أن مزحة سرقة أموال من مداخيل خزينة الكازينو التي يشرفان على حراستها ستتحول يوما ما إلى حقيقة بفعل ترديدها فيما بينهما بشكل يومي. يقيم المهدي ومارسلان في شقة بزنقة ابن عائشة بإقامة الحديقة الكبرى بحي كليز، ويشتغلان بالكازينو المذكور ضمن عناصر شركة المراقبة، وبراتب شهري مهم، لكن وجودهما بشكل دائم ويومي بجوار خزينة الكازينو جعل أطماعهما تكبر بشكل كبير، إذ انطلقت تخطيطاتهما لتنفيذ عملية السطو، وبالتالي أخذا يرسمان سيناريو وصفته المصالح الأمنية بمخطط مبتدئين في الإجرام، إذ حدث أن صادفت العملية جمع مدخول أربعة أيام للكازينو لكون المسؤولة عن المداخيل كانت في عطلة، وظل مبلغ حوالي 100 مليون سنتيم بالخزينة التي يشرف عليها الظنينان، إذ اتصل مارسلان ليلة الحادث بالمهدي الذي كان وحيدا بالشقة يأخذ قسطا من الراحة، وأخبره أن بالإمكان تنفيذ مخطط السرقة، وبالفعل حضر المهدي الذي ولج غرفة المراقبة من الباب الخلفي للكازينو على مستوى الحديقة عبر السطح، بعدما فتح له مارسلان بوابة الولوج، ومكنه من السطو على المبلغ المالي المذكور، وقد استغل الأخير مغادرة شخص آخر كان معه في غرفة المراقبة، ليقوم المهدي بوضع غطاء على وجهه ليمكنه مارسلان من الخزينة التي فتحها بمفتاح كان بحوزة مارسلان، وبالتالي الاستيلاء على مبلغ 100 مليون سنتيم الذي كان داخل 6 أكياس مختومة، ليغادر المكان من الوجهة التي ولج منها، بعدها قام مارسلان بتوجيه ضربة إلى رأسه، وإحداث انتفاخ بعينه، كما قام بتكسير باب ولوج غرفة المراقبة وتمزيق ملابسه، ليوهم المحققين أنها عملية سطو مسلح، كما جاء في تصريحاته لمصالح الأمن الوطني بالدائرة الأولى باب دكالة، وأكد مارسلان أن شخصا مختلا عقليا كان يهدده بشكل دائم، مضيفا أنه فوجئ بشخص بغرفة المراقبة التي ولجها بطريقة غامضة يهاجمه من الخلف مهددا إياه بالسلاح الأبيض، وبالتالي يستولي على المبلغ المالي المذكور ويلوذ بالفرار.واستمع المحققون، الذين انتقلوا إلى مكان الحادث، إلى عدد من المسؤولين والعاملين بالكازينو في محاضر رسمية لجمع بعض المعطيات، التي ستمكنهم من الوصول إلى المتورطين، وبالتالي فك لغز اختفاء المبلغ المالي المذكور.ولم تنطل حيلة مارسلان وزميله على محققي المصلحة الولائية للشرطة القضائية الذين استقدموا الظنين إلى مقر المصلحة ليخضع لتحقيقات معمقة ووجه خلالها بتناقضات تصريحاته، وبالتالي اعتمد المحققون في الوصول إلى حقيقة ما جرى على مجموعة من المعطيات أبرزها الضربة التي تعرض لها مارسلان من طرف السارق حسب مازعم ولم تفقده الوعي، كما أنه لم يبد أي مقاومة تذكر، وقميصه مزق، كما أنه قام بحذف المكالمات الأخيرة من هاتفه المحمول، ولم يطارد الجاني، إلى جانب شهادة أحد عناصر الأمن الخاص بالكازينو والذي أكد أنه عاين الأجنبي مارسلان وأحد الأشخاص، وهما يغادران مقر الكازينو وبحوزتهما حقيبة.ومن المعطيات المهمة في التحقيق قيام أحد عمال الكازينو بنزع السلك الموصل للكهرباء لكاميرا المراقبة، في الوقت الذي قامت المصلحة الولائية للشرطة القضائية باستخراج صور الكاميرات، والتي أوضحت أن الجاني ولج الكازينو بسهولة تامة، كما تم الاستماع إلى المدير المالي والإداري للفندق، وبعض حراس شركة الأمن الخاص، ليتضح أن الجاني لايعدو أن يكون سوى مستخدم في الكازينو، وهو ما قاد بالفعل إلى اعترافات مارسلان بعد مواجهته بالحقائق ليؤكد أن العملية نفذها بمعية زميله المهدي، والتي انطلقت في البداية مزحة لتتحول إلى حقيقة، ليصطحب المحققين إلى الشقة التي يقطنها رفقة المهدي بحي كليز، وبطابقها الجوفي وضع مارسلان الحقيبة التي تحتوي على المبلغ المالي المسروق حيث وضعه بزاوية بموقف السيارات .مارسلان والمهدي يتابعان بتهمة خيانة الأمانة وإهانة الضابطة القضائية عن طريق الإدلاء ببيانات كاذبة . أبحاثوكانت فرقة أمنية من المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، بناء على تعليمات الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، فتحت تحقيقا في موضوع اختفاء 100 مليون سنتيم من كازينو «السعدي»، الذي سبق أن احتضن مجموعة من التظاهرات الدولية والوطنية في لعبة البوكير. نبيل الخافقي (مراكش)

جريمة تحت المجهر: تفاصيل السطو على كازينو بمراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مذكرة بحث دولية عن ثلاثة متهمين بالقتل فروا إلى سبتة

إدانة متهم بالاتجار في المخدرات بسطات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات