المبادرة الوطنية للتنمية البشرية…التنمية أولا وأخيرا

قلصت نسبة الهشاشة وخفضت نسبة الفقر في العالمين الحضري والقروي قبل حوالي 6 سنوات أعطى الملك محمد السادس انطلاقة برنامج توجهت إليه كل الأنظار، بل اشرأبت إليه أعناق الفقراء والذين يعيشون في وضعية هشاشة، فأعلن الملك عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وعن أهدافها الأساسية كما هي معلنة، في تقليص نسبة الفقر ومحاربة الهشاشة والتهميش، والإقصاء الاجتماعي. وذلك عبر مجموعة من الآليات التي يبدو أن بعضها نجح بالفعل في توجيه السهم إلى قلب الهدف، وبعضها الآخر زاغ عنه وسار في الاتجاهات التي رسمها له قطاع طرق المبادرات الحسنة. من ضمن هذه الآليات التي تطمح إلى إنجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعم الأنشطة المدرة للدخل وتنمية القدرات وتحسين وضعية الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الأساسية من تعليم وصحة وطرق وماء صالح للشرب وتطهير وحماية البيئة..، وكذلك دعم الأشخاص في وضعية هشاشة قصوى، لكن هل حققت المبادرة ما صبت إليه وخصصت له أزيد من 250 مليون درهم في الشطر الأول ل2005، ثم 10 ملايير درهم لبرامجها لسنوات 2006-2010، أم أنها تعثرت بمجموعة من الاختلالات التي تنصبها في طريقها لوبيات الفساد؟ وفي هذا الإطار يقول فاعل جمعوي، «بعض الجماعات استطاعت عبر ما خصص لها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن تخفض نسبة الهشاشة، وأن تطبق أغلبية البرامج التنموية، لكن البعض الآخر حاذ عن الهدف، وتلاعب بأموال المبادرة قدر ما شاء»، ويشرح الفاعل الجمعوي ذلك بالقول «في بعض العمالات كانت هناك تواطؤات بين مسؤولين عن الإشراف على المبادرة وبعض رؤساء الجمعيات، كما أن جمعيات فاعلة في الميدان حرمت من الاستفادة من هذا البرنامج، فيما منحت الفرصة لجمعيات ليست لها أدنى خبرة وصرفت أموالا باهظة في مشاريع فاشلة»، بل الأكثر من ذلك يقول الفاعل الجمعوي ذاته إن بعض هذه المشاريع لم تكن لتصحح الفوارق الاجتماعية الصارخة، وما كان يجب أن تدرج أصلا، «أغلبها ركز على عربات البيع بالتجول، وهذا في حد ذاته تناقض صارخ مع القانون، فمن جهة نحارب الباعة المتجولين الذين يتناسلون هنا وهناك، ومن جهة أخرى نشجعهم عبر منحهم عربات يجولون بها، كما أن بعض الجمعيات ركزت على تكوين نساء في الخياطة، لكن يصعب على هؤلاء النساء استغلال هذه الحرفة لضمان مدخول يومي وبالتالي تحسين مستواهن المعيشي، وتنمية قدراتهن، وهناك أيضا مشاريع لتسويق منتوجات تعرف منافسة شديدة ولا يمكن بأي حال من الأحوال صمود المستفيدين من المبادرة في إطار السوق، كما ركزت بعض الجمعيات على تكوينات بينت تجربة التكوين المهني أنها لا توفر منصب شغل لحامل شهادتها».الاختلالات أو التعثرات التي سجلتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لا تعني أن الأخيرة سجلت الفشل الذريع، ولم تحقق أي إنجازات، بل قطفت ثمارها في مجموعة من المشاريع، إذ مثلا في برنامج محاربة الفقر بالعالم القروي استفاد من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى غاية يوليوز 2009 ، مليون و508 آلاف و750 شخصا من خلال أزيد من ستة آلاف مشروع تنموي، كما استفاد من برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالعالم الحضري، مليون و374 ألفا و570 شخصا في 42 إقليما وعمالة، من خلال حوالي أربعة آلاف مشروع أنجزت بغلاف مالي يناهز 4000 مليون درهم.وكان البحث الوطني حول مستويات عيش الأسر خلال 2007 الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط أكد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكنت من التقليص وبشكل جوهري من معدل الفقر بالجماعات المستهدفة من 36 إلى 21 في المائة. مبرزا أن معدل الفقر في العالم الحضري انتقل من 6.7 في المائة سنة 2001 إلى 4.8 في المائة سنة 2007، فيما تراجع في العالم القروي من 25.1 في المائة إلى 14.5 في المائة . كما انتقل معدل الهشاشة من 22.8 في المائة سنة 2001، إلى 17.5 في المائة سنة 2007. ضحى زين الدين

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية…التنمية أولا وأخيرا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المنصوري: المبادرة الوطنية هيأة تكميلية فقط

عـودة اضطـرارية إلـى الخوصـصة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات