سكان يمنعون حافلات الفوسفاط من ولوج الجرف الأصفر

علمت «الصباح» من مصادر عليمة أن عددا من سكان الدواوير الواقعة بمنطقة الجرف الأصفر نظموا الثلاثاء الماضي وقفة احتجاجية أمام المدخل المؤدي إلى البوابة الرئيسية للمركب الكيماوي الجرف الأصفر بسبب ما أسموه سياسة التهميش التي تنهجها إدارة المركب الفوسفاطي تجاه سكان المنطقة ومطالبتهم بمنح أبنائهم الأسبقية في الشغل.ورفع المحتجون الذين انطلقت مسيرتهم الاحتجاجية بداية من الساعة السابعة صباحا، شعارات طالبوا من خلالها بضرورة التزام المكتب الشريف للفوسفاط بإعطاء الأولوية لأبناء المنطقة في التشغيل وإيجاد دخل قار لهم ولأسرهم، سيما أنهم الفئة الأكثر تضررا من وجود المركب بمنطقتهم، خصوصا أن منهم من نزعت ملكياتهم في سبيل إنشاء هذه المؤسسة الاقتصادية الكبرى.وتمكنت المسيرة الاحتجاجية، التي شارك فيها قرابة 300 شخص، من شل حركة السير بالطريق المؤدية إلى مدخل المركب الكيماوي، إذ ظلت العشرات من الحافلات والسيارات الخاصة بنقل العمال والمستخدمين متوقفة مدة تناهز ثلاث ساعات، قبل أن تتدخل السلطات المحلية من خلال حضور كل من نائب رئيس الدائرة والقائد الجهوي للدرك الملكي بالجديدة وقائد قيادة أولاد بوعزيز الشمالية إضافة إلى عدد من المسؤولين، الذين وعدوا بفتح حوار جاد ومسؤول مع إدارة المكتب الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر من أجل التوصل إلى حلول تحفظ للسكان حقهم في الاستفادة من وجود هذه المؤسسة بمنطقتهم.إلى ذلك، كان ممثلون عن السكان دخلوا في حوار مفتوح مع ممثلة المكتب الشريف للفوسفاط، إضافة إلى باقي الأطراف المتدخلة من سلطات ومسؤولين، إذ تم التركيز حسب أحد المحاورين، على ضرورة أخذ إدارة المركب الكيماوي حاجيات السكان المحيطين به بعين الاعتبار، من خلال وضع حد لسياسة اللامبالاة التي جعلت من تهميش وإقصاء أبناء المنطقة أمرا معروفا منذ 26 سنة، سيما أنهم عانوا منذ إنشاء المركب ظروفا بيئية متأزمة ساهمت فيها الغازات الكثيفة المنبعثة من وحدات المركب الكيماوي التي أهلكت الحرث والنسل وأدت إلى ارتفاع نسبة الحالات المرضية الخطيرة في صفوف سكان المناطق المجاورة، مع احتضار الأنشطة المرتبطة بالزراعة وتربية المواشي جراء هذا الوضع البيئي المتأزم.وأضاف المتحدث أن إدارة الفوسفاط كانت وعدت خلال لقاء سابق لها مع ممثلي السكان بنهج سياسة إدماجية للشباب العاطل في سوق الشغل من خلال تشغيل أبناء المنطقة من ذوي الشهادات والكفاءات المتعددة وتنظيم دورات تكوينية للشباب الراغب في العمل ممن لا يتوفر على أي شهادات، ودعم المقاولات الصغرى لأبناء المنطقة، إذ تم الاتفاق على استدعاء المعنيين بناء على مجموعة من المعايير والشروط وهو ما لم يتم احترامه بحسبه، الأمر الذي استدعى القيام بهذه الخطوة التصعيدية في أفق التوصل إلى حلول ترضي السكان وتمكنهم من تعويض الأضرار البليغة التي يتسبب فيها المركب الفوسفاطي بمنطقتهم. محمد أكياس (الجديدة)

سكان يمنعون حافلات الفوسفاط من ولوج الجرف الأصفر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشواطئ الخاصة لـ"دار بوعزة"... "إلدورادو" البيضاء

المجزرة البلدية بالشماعية مهددة بالانهيار قبل تدشينها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات