تونس تستلهم التجربة المغربية في معالجة ماضي الانتهاكات

قال توفيق بودربالة، رئيس اللجنة التونسية للتحقيق وتحديد المسؤوليات عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، إن تونس تتطلع إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال معالجة صفحة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وأضاف أن المغرب يجسد نموذجا في هذا المجال. وأوضح بودربالة ، في حديث إلى “الصباح”، أن المغرب كان من البلدان الرائدة في المنطقة العربية، على مستوى تسوية ملف ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، من خلال آلية الإنصاف والمصالحة. وأبرز أن تونس عرفت خروقات في مجال حقوق الإنسان خلال مرحلة ثورة الياسمين، وأن البلد يسعى إلى بلورة الآليات الكفيلة بمعالجتها، وإنصاف الضحايا. وأكد بودربالة، الذي ترأس وفد اللجنة التونسية للتحقيق وتحديد المسؤوليات عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، خلال لقائه بمسؤولي المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أخيرا، بالرباط، أن الهدف يتجلى في الخروج من النفق الذي عاشته تونس إبان حكم بن علي، وإرساء لبنات الدولة الديمقراطية الحقيقية. وقال الحقوقي التونسي، إن البلد يطمح إلى الاستئناس بالتجربة المغربية من حيث جبر ضرر ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن تونس عرفت، بعد تخلصها من نظام بن علي، تشكيل ثلاث لجان، الأولى مكلفة بالإصلاحات السياسية، والثانية مهتمة بمحاربة الفساد، والثالثة بتقصي الحقائق بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ولم يستبعد الناشط الحقوقي التونسي، أن يمتد عمل اللجنة ليشمل فترة بنعلي برمتها.في السياق ذاته، قال إدريس اليزمي، إن الهدف من اللقاء مع فريق اللجنة التونسية للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، يتمثل في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التعامل مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، خاصة على مستوى تجميع المعطيات، والاستماع إلى الضحايا، وبلورة قاعدة بيانات إلكترونية، وإعداد تقرير نهائي في الموضوع. وأضاف أن السؤال المحوري الذي طرحه الشارع التونسي إبان اندلاع ثورة الياسمين، هي إمكانية التحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان منذ حصول البلد على استقلاله.وكان المجلس الوطني لحقوق الإنسان نظم، أخيرا، بشراكة مع المكتب الجهوي لشمال إفريقيا التابع لهيأة الأمم المتحدة للمرأة، لقاء مع اللجنة التونسية للتحقيق وتحديد المسؤوليات عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، تميز بعرض مقومات تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة وآليات عملها. وتضمن برنامج هذا اللقاء، الذي تميز بمشاركة أطر وأعضاء سابقين في هيأة الإنصاف والمصالحة، عددا من القضايا، أبرزها “تقنيات الاستماع وتجميع المعطيات”، و”الاحتياطات الواجب اتخاذها مراعاةً لحالة الضحايا النفسية”، و”تقنيات تحليل الملفات”، و”إنشاء قاعدة بيانات”، و”تقنيات تحرير التقرير الختامي”، بالإضافة إلى برمجة زيارة للمقر السابق لهيأة الإنصاف والمصالحة، ومقر المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، ومؤسسة بنزكري لحقوق الإنسان، وعدد من منظمات المجتمع المدني. وأكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان حرصه على تقاسم تجربة المملكة المغربية في مجال العدالة الانتقالية، مع كل جهة ترغب في خوض تجربة مماثلة لتسوية ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، إذ يعمل على عرض مقومات تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة وطريقة اشتغالها والخبرة التي راكمتها ودورها في تسوية ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالمغرب، للمساهمة في إنجاح مثل هذه التجارب. وفي هذا السياق، أعلن المجلس أنه شارك، على سبيل الذكر لا الحصر، في ورشات تفكير لإنشاء هيأة للحوار والحقيقة والمصالحة بكوت ديفوار، وهيأة للحقيقة والمصالحة، بجمهورية بوروندي، ولجنة الحقيقة والعدالة والمصالحة بالطوغو. جمال بورفيسي

تونس تستلهم التجربة المغربية في معالجة ماضي الانتهاكات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حقوقيون يحذرون من خطر استنزاف غابة الأرز بخنيفرة

وزارة الفلاحة تقرر تنظيم تفريخ الكتاكيت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات