بنعبيشة: صفعة ليبيا أيقظتنا

مدرب منتخب الشباب قال إن التتويج العربي ثمرة جهود الأندية وتزكية لإستراتيجية الإدارة التقنية اعتبر حسن بنعبيشة، مدرب المنتخب الوطني للشباب، الفوز بالبطولة العربية الأخيرة التي احتضنها المغرب في الرباط والقنيطرة، ثمرة مجهودات شهور من العمل القاعدي، ساهمت فيه الإدارة التقنية، والأندية على حد سواء.وأوضح بنعبيشة أن الصفعة التي تلقاها الأشبال خلال مشاركتهم في دوري دولي بلبييا في فبراير الماضي، كانت حاسمة في تغيير ملامح المنتخب، وتوضيح الرؤية بالنسبة إلى الطاقم التقني الذي أعاد ترتيب أوراقه.وكشف مدرب الأشبال في حوار أجراه معه “الصباح الرياضي” أن الفوز في مباريات إعدادية بمركز المعمورة أصاب اللاعبين بالغرور، قبل أن يتدارك الطاقم التقني الأمر ويعيد ترتيب البيت بدعوة لاعبين خضعوا إلى تكوين علمي وممنهج، وخوض أزيد من 26 مباراة في 13 معسكرا تدريبيا في ظرف خمسة أشهر.وناشد بنعبيشة الأندية الوطنية، بالسير على نهج الإدارة التقنية، لما فيه مصلح الفرق والمنتخبات الوطنية على حد سواء، واعتبر استراتيجية موحدة سبيل كرة القدم الوطنية للتطور، واستعادة مكانتها بين الكبار.وأكد بنعبيشة أن هناك تنسيقا بين مؤطري منتخبات الفئات الصغرى، تحت رعاية الهولندي بيم فيربيك، المنسق العام بين هذه المنتخبات. ولم يستبعد اللاعب الودادي السابق أن يستعين بخدمات لاعبين من منتخب الفتيان المشارك أخير في الدورة العربية بالسعودية في المرحلة المقبلة، لإيمانه بالعمل القاعدي الذي ينجزه زميله عبد الله الإدريسي، وتأكيدا لسياسة الإدارة التقنية التي تهدف أساسا إلى التكوين، وليس إلى البحث عن النتائج. وفي ما يلي نص الحوار: ما هي الأشياء التي تغيرت في المنتخب الوطني للشباب، جعلته يتوج باللقب العربي؟بداية الاستعدادات كانت في فبراير الماضي، بالمشاركة في دوري دولي بليبيا، وكانت الصفعة التي تلقيناها سواء على مستوى الأداء أو النتيجة، كافية لتجعلنا نعيد حساباتنا من جديد، إذ تأكدنا بما لا يدع مجالا للشك، أن إستراتيجيتنا خاطئة، وأن الاكتفاء بمواجهة الوداد والرجاء والجيش في مباريات إعدادية بمركز المعمورة، والفوز عليها، لن يعطينا منتخبا قويا قادرا على مقارعة كبار إفريقيا.الفوز في المباريات الإعدادية في مركز المعمورة، جعل الغرور يتسرب إلى بعض اللاعبين، وجاءت مشاركة المنتخب في ليبيا لتعيدهم إلى حجمهم الطبيعي، وتؤكد للطاقم التقني أن عملا كبيرا ينتظره.لكنكم كنتم على دراية بقيمة المنتخبات المشاركة في ذلك الدوري؟مشاركتنا كانت بمنتخب غابت عنه مجموعة من الثوابت الأساسية من فريق الرجاء الرياضي، وأكاديمية محمد السادس، لكن ذلك لم يكن أبدا مبررا للصفعة التي تلقيناها، بل كانت هنالك أمور أخرى يجب إعادة النظر فيها، بداية بالمسائل التنظيمية، ومرورا بالوقوف لأداء تحية الشعار الوطني، ويأتي بعد ذلك الانتشار الجيد داخل رقعة الميدان. وهل شكل هذا الدرس انطلاقة جديدة بالنسبة إليكم؟بالفعل، فبعد العودة إلى المغرب بدأنا في عملية التنقيب من جديد، واستعدنا لاعبي الأكاديمية والرجاء الرياضي، ولم يبق من المنتخب المشارك في ليبيا سوى ثلاثة أو أربعة عناصر، وبدأنا نشتغل تدريجيا في إطار إعداد منتخب قوي للدورة العربية.ما هي المراحل التي قطعتموها قبل أن تحققوا هدفكم؟البداية كانت بالتنقيب، وخوض أكبر عدد من المباريات، في 13 معسكرا تدريبيا، خضنا خلالها حوالي 26 مباراة إعدادية، كانت كافية لخلق التجانس بين اللاعبين، وإبراز عيوب المجموعة للتقنيين.بعد استعادة كافة اللاعبين، كيف كانت الاستعدادات؟طبيعي أن تكون الاستعدادات جيدة، لأن هنالك لاعبين متجانسين (ستة لاعبين من الأكاديمية إضافة إلى لاعبي الرجاء والمحترف حمزة الحفيظي)، ولم تبق سوى اللمسة الأخيرة للمدرب، رغم إكراهات الإصابة المفاجئة لبعض اللاعبين وأخص بالذكر أنس الورداني، وزكرياء بلمعاشي، لاعبي الرجاء، اللذين أصيبا بطريقة كان من الممكن تجنبها لو تم التنسيق بين طاقمي المنتخب والرجاء.بخصوص هذه النقطة هل توصلتم إلى اتفاق مع الأندية حول طريقة الاشتغال؟للأسف، مازالت هنالك بعض الأمور العالقة، والتي يجب توضيحها للأطقم المشرفة على الأندية، لاكتمال العمل لما فيه مصلحة النادي والمنتخب. فالعمل المنجز رفقة المنتخب لا يمكن أن يعطي أكله إلا إذا تم الحفاظ على وتيرته داخل النادي، الذي يعتبر نقطة الانطلاق الأساسية لأي لاعب كيفما كانت قيمته ومستواه.هل أبلغتم رسالتكم للمؤطرين في الأندية؟بطبيعة الحال، والحمد لله، بلغني أن الرجاء وجه الدعوة إلى مجموعة من اللاعبين الشباب لخوض التداريب رفقة الأمل، وهذه خطوة ستنعكس لا محالة بالإيجاب على مستوى اللاعبين.إذا أنتم داخل الإدارة التقنية تعتبرون عملكم تكميليا لما ينجز داخل النادي...بطبيعة الحال، فالجزء الأكبر من العمل ينجز داخل النادي، وبعد ذلك حينما يأتي اللاعب إلى المعمورة، فمن أجل تطوير إمكانياته والانصهار مع المجموعة.هل تعتبر المنتخب المتوج باللقب العربي ثمرة مجهودات الأندية؟لا شك في ذلك، الحمد لله هنالك أندية تشتغل وفق مناهج علمية حديثة، ومنها أكاديمية محمد السادس، وأشكر بالمناسبة لارغيت على المساعدات والتسهيلات التي ما فتئ يقدمها لنا، خصوصا أن نواة المنتخب تتكون من لاعبي الأكاديمية، ناهيك عن العمل المنجز داخلها.متى أدركتم أنكم قادرون على إحراز اللقب؟بعد تجاوز المنتخب السوري القوي، حينها أدركنا أننا قادرون على الفوز باللقب العربي، وأن إمكانياتنا تسمح لنا بصعود منصة التتويج، بعد أن تشبع اللاعبون بنهجنا التكتيكي، وأصبحوا يرتكبون أقل عدد من الأخطاء في المباريات.هل يمكن لك أن تقيم لنا أداء المنتخبات العربية التي شاركت في هذه الدورة؟مستوى المنتخبات العربية تطور بشكل كبير، ومن دون الحديث عن المنتخب السعودي الذي واجهناه في النهائي والإمكانيات المتوفرة له، ونظيره الجزائري الذي يستعد منذ حوالي سنة ونصف تقريبا لأمم إفريقيا التي سيستضيفها، هناك المنتخب السوري الذي أعتبره ضحية نظام الدورة الذي يقضي بتأهل المتصدرين إلى الدور النهائي، فلو لعبنا بنظام نصف النهائي لكان حاضرا فيه وبقوة بالنظر إلى الإمكانيات التي يتوفر عليها لاعبوه.آخذكم المتتبعون على قلة التهديف في هذا الدورة؟بالفعل، ولكن هناك مبررات موضوعية لقلة التهديف، فهدافا المنتخب أصيبا في آخر لحظة، فبلمعاشي لم يشارك بالمرة، والورداني مهاجم الوداد الرياضي الفاسي، شارك بخمسين بالمائة من إمكانياته، وهذا ما حد من إمكانياتنا التهديفية، إذ لعبنا بمهاجم واحد من الأطراف. ومع ذلك حققتم الأهم في جميع المباريات وهو الظفر بثلاث نقاط...أكيد، فبفضل لعبنا الرجولي، وتنظيمنا الدفاعي فزنا على منتخبات قوية، على رأسها المنتخب السوري، الذي فاز على الجزائر بثلاثية، فاللاعبون كانوا يدركون أن الأداء الجماعي هو سبيلهم نحو التتويج. لعبنا وفق خطة مدروسة، بعد دراسة جيدة لإمكانياتنا قبل إمكانيات المنافس، والحمد لله تحقق المراد.لكن مباراة الجزائر استنزفت مجهوداتكم، قبل أن تحصلوا على تعادل أهلكم إلى المباراة النهائية؟بالفعل، بل أكثر من ذلك، تعرض لاعبون أساسيون لإصابات متفاوتة غيبتهم عن المباراة النهائية، بسبب الاندفاع البدني الذي شهدته المواجهة، وأعتقد أن اللعب على الفوز فقط، أفضل بكثير من البحث عن الفوز أو التعادل، نفسيا، خصوصا أن اللاعبين مازالوا صغارا، قدرتهم على تحمل ضغط المباريات الكبيرة والمصيرية ضعيفة، وسيكتسبونها مع اكتساب التجربة والتقدم في السن.على ذكر السن، ما هو معدل أعمار لاعبي المنتخب؟المنتخب الوطني كان أصغر منتخب مشارك في الدورة، فأغلب لاعبيه من مواليد 1994 وما فوق، عكس باقي المنتخبات، وهنا تكمن قوتنا. تابعت بطبيعة الحال مشاركة منتخب الفتيان في دورة السعودية، وخروجه من الدور الأول، ما هو تقييمك لمردود هذا المنتخب؟سياسة الإدارة التقنية واضحة ولا تحتاج إلى مزيد في التفسير، فهي ترتكز بشكل كبير على التكوين. صحيح أن النتائج مهمة، وتوفر مزيدا من الاستقرار للاشتغال في ظروف جيدة، لكنها ليست الهدف الأساسي. أعرف جيدا قيمة العمل الذي يقوم به زميلي عبد الله الإدريسي، وأنا متأكد أنه مع مرور الوقت سيؤتي أكله.هل هناك تواصل بينكما، وهل بالإمكان أن نرى لاعبين من الفتيان في صفوف الأشبال؟بطبيعة الحال، وهذا هو الهدف الأساسي من سياسة الإدارة التقنية بقيادة الهولندي بيم فيربيك، ضمان استمرارية المنتخبات إلى غاية بلوغ منتخب الكبار، وأعتقد أننا في الاتجاه الصحيح.على ذكر فيربيك، هل اتصل بكم بعد التتويج؟أكثر من ذلك، فلقد عاد من هولندا خصيصا لمتابعة النهائي، وكان سعيدا بمردود اللاعبين، وهنأهم على أدائهم، فكما يعلم الجميع فإن أخ فيربيك الذي يوجد ضمن الطاقم التقني لمنتخب الشباب عادة ما يرافقنا في جميع المباريات، لكن هذه المرة ترك مكانه للمسؤول الأول عن الفئات الصغرى، وقد كان للأمر انعكاس إيجابي على نفسية اللاعبين الذين أدركوا أن هناك من يتابع خطواتهم ويرصد تحركاتهم، وأن الفرصة متاحة أمامهم لتسلق الدرجات، إلى غاية تحقيق أمانيهم. وهذا في حد ذاته حافز معنوي لحثهم على بدل المزيد من الجهد. هل وضعتم برنامجا لمتابعة المواهب التي تمارس خارج أرض الوطن؟بطبيعة الحال، فالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تتوفر على وكيل أعمال للاعبين يتابع كل صغيرة وكبيرة تخص اللاعبين من أصول مغربية بالمهجر، وقد عقد اجتماع في الأيام القليلة الماضية بخصوص هذا الموضوع لتنظيم تجمع إعدادي لهؤلاء اللاعبين الذين من حقهم الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني، وهي تجربة سبق أن قام بها الإطار الوطني فتحي جمال، وأعطت أكلها في مونديال هولندا للشباب، وقبله أمم إفريقيا في البنين.هذا يعني أن لديكم أهدافا تفوق بكثير اللقب العربي؟نعم، وهذا يظهر جليا من البرامج المسطرة والمباريات الإعدادية التي نخوضها، وإن شاء الله سنحقق الأمل ونقارع كبار إفريقيا، ونتأهل إلى كأس العالم للشباب، ولم لا تكرار ملحمة الأراضي المنخفضة، فالمادة الخام متوفرة، والإرادة موجودة، وما علينا سوى أن نواصل في هذا الاتجاه لنحقق الأماني، ونعيد للكرة الوطنية هيبتها بين الأمم. أجرى الحوار: نورالدين الكرف

بنعبيشة: صفعة ليبيا أيقظتنا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: بنعبيشة...الأستاذ

مانشستر يواصل انتصاراته الاعدادية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات