بانوراما الصيف: القذافي… نيرون ليبيا (الحلقة العاشرة)

القذافي... أغنى أثرياء الزعماء العرب قدرت ثروته ب131 مليار دولار وتقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا في 2011 هو حاكم لا يشبه غيره من الحكام العرب، رغم أن القاسم المشترك بينهم يكاد يكون واحدا، هو كثير من تسلط وجبروت، وتاريخ مليء بالدم وفترة حكم طويلة عنوانها الظلم، وشعارها، الطغيان أولا وأخيرا. وإذا كان قدر الشعوب العربية أن يحكمها الجبابرة، فإن قدر الشعب الليبي كان أشد قسوة، لأنه ظل، ولمدة حوالي 42 سنة، يحاول العيش تحت سطوة حاكم طاغية جبار، ومجنون مريض، اسمه القذافي.لا يعتبر القذافي نفسه حاكما عاديا. إنه ليس رئيس دولة، ولا هو بملك. إنه "القائد"، "ملك ملوك إفريقيا"، صاحب أطول فترة حكم عرفتها ليبيا منذ أن أصبحت ولاية عثمانية سنة1551، وأقدم حاكم على وجه الأرض.وحتى في عز "الربيع العربي"، ظل القذافي يشكل الاستثناء. صحيح أنه تمسك بالكرسي بشكل غريب مثلما تمسك به، إلى آخر قطرة دم، جميع من سبقه من الرؤساء العرب المخلوعين والهاربين، إلا أن "صموده" أمام ثورة الشعب كان له شكل خاص جدا.تمسك القذافي بكرسي الحكم كان مسرحية من نوع الكوميديا السوداء، أضحكت العالم حد البكاء. وفي عز الحرب التي شنها على أبناء شعبه، "زنكة زنكة"، لم يكن الرئيس الليبي يتوانى عن إلقاء خطاباته المثيرة للدهشة والسخرية حد الغثيان، التي كان العالم العربي يتابعها بكثير من الشغف، وينتظرها بغير قليل من اللهفة، حتى يستمتع بآخر "قفشات" صاحب الكتاب الأخضر، الذي فاق حسه الكوميدي العفوي، موهبة أكبر زعماء الإضحاك في العالم كله.اليوم، يختبئ القذافي في مكان ما من "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى"، هاربا من قصف قوات "الناتو"، متوعدا الغرب بهزيمة نكراء، في وقت يتنبأ فيه الكثير من المراقبين والمحللين الدوليين بسقوطه خلال مدة وجيزة. من خلال هذه الحلقات، نستعرض محطات مهمة من حياة العقيد وبعض أفراد أسرته، ونقدم للقراء "بورتريها" مطولا عن حاكم غير عاد، اسمه معمر القذافي... "نيرون" ليبيا. نشر موقع «ويكيليكس» تقارير قالت إن العقيد معمر القذافي يتصدر قائمة أثرياء الزعماء العرب بثروة تقدر ب 131 مليار دولار، وهي ثروة تقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا لسنة 2011، البالغة 22 مليار دولار. وتقول التقارير إن معظم استثمارات القذافي في إيطاليا بسبب العلاقة الوثيقة التي تربطه برئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، كما أنه يمتلك حوالي 5 في المائة من كبرى الشركات الإيطالية، وأسهما في نادي «يوفنتوس" وشركة نفط «تام أويل» وشركات تأمين واتصالات وشركات ملابس شهيرة. وتقدر الإحصاءات أن ثروة القذافي يمكن أن تسد حاجة العالم العربي الغذائية التي تقدر بين 20 و25 مليار دولار، مدة ثلاث إلى أربع سنوات.وكشفت وثائق «ويكيليكس» عن احتكار القذافي وأبناءه جميع القطاعات المنتجة والحيوية في البلاد، كما أشارت إلى أن عائلة الزعيم الليبي أقامت مصالح تجارية واسعة في قطاعات مختلفة من النفط إلى الفنادق، خلال فترة حكمه التي امتدت إلى 42 سنة.واستثمر القذافي سنة 2009 ما قيمته 21.9 مليون دولار في مجمع فندقي في مدينة لاكويلا الإيطالية. وذكرت جريدة «فاينانشال تايمز» إلى أن ناشطين ضد الفساد طالبوا السلطات المالية الأجنبية بالتحقيق في ثروة عائلة القذافي، التي أشرفت أيضا على استثمارات ضخمة في الخارج وتحكمت بالقطاع الخاص في ليبيا».ونسبت الجريدة إلى تيم دانيال، وهو محام في لندن شارك في الجهود المبذولة لاستعادة الأصول التي نهبتها أنظمة سابقة في نيجيريا وباكستان وأندونيسيا، قوله إن عائلة القذافي تملك استثمارات كبيرة في الخارج، بينها حصة في يونيكيريدت، أكبر مصرف في إيطاليا من حيث الأصول، وممتلكات في لندن، وحصة مقدارها 3.01 في المئة من أسهم شركة بيرسون مالكة صحيفة «فاينانشال تايمز»، وحصة في نادي يوفنتوس الإيطالي لكرة القدم.من جهتها، نشرت صحيفة «الغارديان» تقريرا عن ثروة القذافي وملياراته، وقالت إنه جرى تحويل ثروة ليبيا النفطية إلى خارج البلاد من قبل القذافي وأبنائه التسعة.ونقلت الصحيفة نفسها عن تقرير أعده خبراء في الشرق الأوسط أن عائلة القذافي «قد يكون لديها مليارات من الدولارات من التمويلات المخبأة في حسابات بنوك سرية في دبي وجنوب شرق آسيا والخليج العربي، معظمها من عائدات النفط الكبيرة التي تحققها ليبيا». وقال نيبلوك، إن هناك «فجوة» تقدر بعدة مليارات سنويا، بين ما تحققه ليبيا من عائدات نفطية والإنفاق الحكومي، ويتوقع أن تكون هذه الفجوة قد أسهمت في ثروة القذافي وأبنائه التسعة». وأكد «صعوبة تحديد الثروة الدقيقة للقذافي، باعتبار أن النخبة الحاكمة تخفيها في أماكن عدة، لكنها تقدر بمليارات الدولارات، وربما تكون أكثر من ذلك بكثير، رغم صعوبة التنبؤ بها». بدوره، أكد الباحث السياسي في بنك نومورا الياباني، أليستار نيوتون، صعوبة تحديد ثروة القذافي بدقة، لكنه قال إنه سيندهش ما لم تكن هذه الثروة بالمليارات.وكانت تقارير أمريكية قد نشرت في وقت سابق أن الاستثمارات التي ضخها نجل العقيد سيف الإسلام في بريطانيا بعد تحسن العلاقات الليبية البريطانية عرفت تحسنا ملحوظا منذ عام 2009، وأنها تبلغ أكثر من 3 مليارات دولار، وكانت مهندسة هذه الاستثمارات عائلة يهودية تدعى روتشيلد في شرق أوربا.وحسب بحث عن الأمن الغذائي العربي، فإن واردات الوطن العربي من الغذاء سنويا تتراوح بين 20 و25 مليار دولار، ما يعني أن ثروة القذافي تكفي لسد حاجة سكان الوطن العربي، من مستوردات الغذاء بين 3 و4 سنوات. نورا الفواري

بانوراما الصيف: القذافي… نيرون ليبيا (الحلقة العاشرة)

القذافي… أغنى أثرياء الزعماء العرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

القذافي… أغنى أثرياء الزعماء العرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بانوراما الصيف: رائد الأغنية الأمازيغية 8

بانوراما الصيف: على نفسها جنت براقش... أنظمة تتهاوى 1

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات