تفاصيل تحطم طائرة عسكرية قرب كلميم

مقتل أم وثلاثة من أبنائها كانوا على متن الطائرة ومصرع ضباط ودركيين من الداخلة والعيون إلى حدود الساعة الخامسة من مساء أول أمس (الثلاثاء)، وصل عدد شهداء فاجعة تحطم الطائرة العسكرية من نوع هيركليس سي 130 التي ارتطمت بقمة جبل ساير على بعد 7 كيلومترات شمال مدينة كلميم إلى 80 شخصا وفق الرواية الرسمية، بعد أن لفظ أربعة من الركاب الذين نُقلوا إلى المستشفى العسكري الخامس بكلميم أنفاسهم الأخيرة لينضافوا إلى 76 من الركاب الذين ماتوا بعين المكان. وحسب شهادات متفرقة، فإنه يوجد ضمن الشهداء أزيد من 20 ضابطا في سلك القوات المسلحة الملكية وعشرات من الجنود من مختلف الرتب العسكرية، بالإضافة إلى 12 مدنيا، أغلبهم نساء وأبناء عسكريين. وذكر مصدر موثوق أن أمًّا وثلاثة من أبنائها توفوا في الحادث. أرجعت مصادر عسكرية أسباب الحادث إلى كثافة الضباب الذي خيم على المنطقة مما تستحيل معه الرؤية، إذ كان من المقرر أن تهبط بمطار كلميم الدولي قادمة من مدينة السمارة، إلا أن التقنيين من برج المراقبة بالمطار طلبوا من ربان الطائرة الانتظار قليلا لأن ظروف النزول كانت صعبة لضعف الرؤية بسبب الضباب، ما جعله يستجيب لهذه التعليمات ويغير منحى الطائرة بعيدا، حينئذ اصطدمت بقمة الجبل ساير الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 400 متر، بعد انقلبت مرتين قبل أن تنزلق على السفح على شكل كتلة من النيران الملتهبة. وأثناء انزلاقها انفصلت إلى جزءين، الجزء السفلي المحتك مع الأرض احترق بالكامل ولم يبق منه إلا الهيكل المعدني الذي أحرق جميع النباتات والشجيرات ليرسم مسارا أسودا من أعلى الجبل إلى أسفله على مسافة 200 متر تقريبا. أما الجزء الثاني المتكون من الأجنحة الخلفية فلم تصله النيران بحكم انفصاله عن الكل وسقط جانبا. واستنادا إلى شهادات شهود عيان الذين كانوا يراقبون الحادث في بدايته، فإن جثث الضحايا تمزقت وتشتتت بفعل قوة الاصطدام، أغلبها احترق، وانتشرت بعين المكان روائح كريهة وقوية، ما دفع فرق الإنقاذ لاستعمال واقيات التنفس، حيث اشتغلت في ظروف جد صعبة. وأضاف الشهود أن أولى الجثث التي عثر عليها تخص الربابنة الثلاثة في أعلى الجبل، حيث الاصطدام الأول، الشيء الذي يرجح فرضية اصطدام الطائرة بالجبل على مستوى جناح القيادة، بالإضافة إلى عثور فرق الإنقاذ على محركي الطائرة بقمة الجبل.حضور المسؤولين المدنيين والعسكريين والمنتخبينوأكد مصدر لـ «الصباح» أنه بمجرد أن انتشر الخبر بالمدينة، حضر إلى عين المكان عشرات من عناصر الوقاية المدنية التي تمكنت من نقل أربعة من الركاب الذين كانوا ما يزالون على قيد الحياة إلى المستشفى العسكري الخامس بكلميم، بعد ذلك انطلقت عناصر أخرى في إخماد الحرائق باستعمال الوسائل اليدوية الملائمة لصعوبة الولوج إلى مكان الحادث عن طريق السيارات والشاحنات. كما كان من أول الحاضرين والي جهة كلميم السمارة والقائد الجهوي للدرك الملكي والقائد الجهوي للقوات المسلحة الملكية والقائد الجهوي للقوات المساعدة والقائد الجهوي للوقاية المدنية ورئيسا المجلس البلدي والمجلس الإقليمي لكلميم ورئيس المنطقة الإقليمية للأمن ووكيل الملك، وفي وقت لاحق حضر النائب البرلماني ورئيس المجلس القروي لتيمولاي ورئيس المجلس العلمي ومدير الإذاعة الجهوية بالعيون. كما قدرت «الصباح» التي زارت مكان الحادث وعاينت عملية الإنقاذ عدد أفراد القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة الذين أبلوا بلاء حسنا بحوالي 300 فردا، واستعملوا أسلوبا خاصا في جمع أشلاء الشهداء، إذ قاموا في بداية الأمر، بإشراف محكم من القائد الجهوي للدرك الملكي بتحديد مكان تدخلهم باستعمال حبل ملون، لتنطلق بعد ذلك عملية تمشيط للمنطقة من قبل العناصر، شبرا شبرا،على شكل سلسة بشرية مسحت المنطقة من الأسفل إلى الأعلى. وأضاف المصدر ذاته أن الطائرة المحطمة انطلقت من مطار مدينة الداخلة وكان على متنها 83 راكبا ثم توقفت قليلا بمطار العيون لتنزل منها مجموعة من الركاب ويستقلها آخرون في اتجاه مطار السمارة، حيث نفس عملية الصعود والنزول إلى أن وصلت أجواء مطار كلميم ليقع ما وقع قبل أن يصل الشهداء قيد حياتهم إلى العاصمة الرباط لأداء القسم بمناسبة عيد العرش الذي يصادف يوم السبت المقبل. إبراهيم أكنفار (موفد الصباح إلى كلميم)

تفاصيل تحطم طائرة عسكرية قرب كلميم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مكاوي: إمكانية وقوع مثل حادث كلميم قليلة جدا

بانوراما الصيف: معاني شيوخ الكلام (الحلقة الرابعة عشرة)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات