الحمص يقفز عاليا قبيل رمضان

أثمنة المواد النباتية شهدت ارتفاعا ملحوظا بسبب الطقس والمضاربة «حريرة المغاربة هاد العام، حريرة»، وذلك بعد أن شهدت أغلب المواد المستعملة في إعداد شربة «الحريرة»، الطبق الأساسي على مائدة المغاربة خلال شهر رمضان، ارتفاعا ملحوظا في أثمنتها. والسبب كما أكدت جهات مختلفة راجع بالأساس إلى التساقطات المطرية التي عرفتها عدد من الجهات، وأخرى تتعلق بـ»مزاجية الباعة». "كلها وثمانو"أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان. الأجواء غير عادية بجل شوارع الدار البيضاء. رائحة «الشباكية» و»سلو» تغزو الأزقة، والمواد الغذائية حتى «الفاسدة» منها التي انتهت صلاحيتها مند مدة، على أرصفة الشوارع الشعبية للمدينة. وحتى الشوارع الراقية، التحقت بأجواء شهر رمضان، إذ وضعت بها إعلانات لشركات مختلفة جاءت بالجديد بمناسبة هذا الشهر.الكل يستعد، والكثيرون يفكرون في مستلزمات رمضان. موضوع أضيف إلى قائمة ما يرهق البيضاويين، فإلى جانب الاحتجاجات وأشغال الترامواي «المقلقة»، أصبحوا يتحدثون عن «الحمص والعدس والفول»، وأخذت أسئلة أخرى تأخذ مكانها «واش كاين ارخى هاد العام؟» لكن الجواب على هذا السؤال يحير الكثيرين أيضا، مادام أن كل بائع وتاجر «يلغي بلغاه».أثمنة بعض المواد من أصل نباتي عرفت قفزة نوعية، «الحمص الغليض»، أصبح ثمنه يتجاوز 20 درهما للكيلو غرام الواحد في سوق الجملة، وبالتالي فالثمن في المحلات العادية يتجاوز ذلك بكثير، في حين أن ثمن الصنف الثاني، والذي يعتبر أقل جودة، 18 درهما. «للي بغى الحريرة يشربها بلا حمص أحسن» كما علق أحد الباعة، مضيفا أن ارتفاع ثمن الحمص كان متوقعا سابقا.كما ارتفع ثمن «لحم الفقراء» قبل أيام من دخول شهر رمضان، إذ من المفترض أن يعيش الغني ما يعيشه الفقير طول السنة، إلى 15 درهما للكيلوغرام الواحد في سوق الجملة، وبالنسبة إلى العدس المستورد من كندا، بلغ 13 درهما. والشيء ذاته بالنسبة للأرز، إذ أن ثمنه ارتفع أيضا، باختلاف أنواعه ، وكمية استهلاكه خلال شهر رمضان. لكن الفول، هو الوحيد، من بين جل المواد من أصل نباتي الذي حافظ على ثمنه «بقا في صباغتو»، وظل ثمنه لا يتعدى 8 دراهم للكيلوغرام، وذلك، لأن شهر رمضان تزامن مع فصل الصيف، إذ أنه ناذرا ما ستفكر العائلات المغربية في استعماله في إعداد أطباقها التقليدية، عكس ما يقع خلال فصل الشتاء.من جانبه، قال عبد الحق مبارك، رئيس جمعية سوق الحبوب والقطاني بالدار البيضاء، إن عوامل متعددة ساهمت في ارتفاع بعض المواد من أصل نباتي، ومن بينها الحمص، مؤكدا أن التساقطات المطرية التي عرفها المغرب أخيرا، أضرت بالمحصول، وكانت سببا واضحا في تراجع جودته.وأضاف المتحدث ذاته، أن جودة القطاني، تحدد ثمنها، إذ أن الفلاحين الذين يتوفرون على محصول جيد، يبيعونه بأثمنة عالية، مسترسلا في حديثه مع "الصباح": "المليح غالي...وللي بغى على قد الحال راه موجود". وأوضح مبارك أن ارتفاع أثمنة القطاني قبل شهر رمضان كان متوقعا، مضيفا أنه يتوقع أن ينخفض أثمنة بعض تلك المواد بعد دخول رمضان.المشترون سبب ارتفاع الثمن الاحتجاجات تصل قمتها قبل حلول شهر رمضان، ليس احتجاجات "20 فبراير" ولا حتى "المعطلين"، لكنها احتجاجات مواطنين على أثمنة المواد الأساسية في هذا الشهر. ورغم أنهم يحتجون في صمت ودون الخروج إلى الشوارع وحمل شعاراتهم الخاصة، إلى أن وقع ذلك يكون كبيرا على ميزانيتهم وعلى نفقاتهم الشهرية.الذين يحتجون على ارتفاع الأثمنة، سيما أثمنة مواد من أصل نباتي نظرا لأن استهلاكها يكون قويا في هذا الشهر، يساهمون هم في ذلك دون قصد. فهم الذين يحفزون الكثير من الباعة على أن يرفعوا تسعيرة تلك المواد، وهم الذين يتهافتون عليها وكأنهم سيدخلون معركة، وأن تلك المواد سلاحهم الوحيد لمواجهة العدو. "بعض المغاربة يبالغون في الأمر، ويبدؤون في شراء المواد التي تعرف إقبالا كبيرا في رمضان وتخزينها". ويضيف صاحب محل تجاري أن بعض الباعة يستغلون الوضع، وتصبح التسعيرة بين أيديهم، مؤكدين أن "السلعة من بلاصتها غالية".فالارتفاع الذي أصبح متكررا ومنتظرا في مثل هذه الفترة من كل سنة، يفتح المجال أمام عدة تساؤلات حول طبيعة ومشروعية هامش الأرباح الذي يفرضه الباعة بالتقسيط للحفاظ على مردود اقتصادي مربح في مقاولاتهم الصغيرة والمتوسطة.ونظرا لأن الكثير من المواد تعرف ارتفاعا قبل شهر رمضان، سواء بسبب عوامل طبيعية أو مضاربة بعض الباعة، فإنه من الضروري التكثيف من مراقبة المحلات التجارية، وهم ما يطلبه الكثير من المواطنين من أجل حمايتهم من بعض الباعة الذين يبالغون في الأمر. إيمان رضيف

الحمص يقفز عاليا قبيل رمضان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوداد وخريبكة في قمة كأس العرش

سوق التمور بالبيضاء...سلع أجنبية وإقبال ضعيف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات