توقف العمل بمركز استخراج الملح بسيدي عابد بالجديدة

العمال ينتظرون صرف رواتبهم والشركة المنتجة في طريقها إلى الإفلاس على بعد 30 كيلومتر جنوبا من الجديدة، تمتد "الملاحة" التابعة للشركة الشريفة للملح، شرع في العمل فيها منذ أربعينات القرن الماضي، تشغل أكثر من 100 عامل بالإضافة إلى الأطر والتقنيين. الشركة الآن توجد على حافة الإفلاس بسبب تلاشي التجهيزات وغياب رؤية واضحة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات بالمغرب. ويقضي العديد من العمال يومهم بمركز الملاحة بسيدي عابد، ينتظرون الفرج، وهم على بعد أيام قليلة من شهر رمضان. "ثلاثة أشهر تقريبا بدون عمل وبدون راتب على علاته (ماي ويونيو ويوليوز)، الديون أرهقت كاهلنا"، يقول أحد العمال مؤكدا أن الآليات متوقفة عن الإنتاج والملاحات جفت من شدة الحر، إذ لم يتم ملؤها بمياه البحر منذ أكثر من ثلاثة أشهر. إنها بوادر أزمة ملح تلوح في الأفق. وعبر العمال عن ضيقهم واستيائهم جراء ما حصل للشركة، إذ ظلوا يعملون في غياب شروط واضحة ومنصفة، يتقاضون 52 درهما في اليوم مع اقتطاعات من رواتبهم الشهرية لأداء مستحقات الضمان الاجتماعي والتأمين الإجباري عن المرض وصندوق التقاعد، دون أن يستفيدوا من أي تعويضات تذكر، علما أنهم يشتغلون 26 يوما في الشهر وأكثر، ولا يتقاضون سوى واجبات 18 أو 20 يوما فقط.وتشغل الشركة الشريفة للملح أكثر من 100 عامل وإطار، بالإضافة إلى عمال موسميين بكل من مركز العرائش والشماعية وسيدي عابد والمكتب المركزي بالبيضاء، فيما يصل الإنتاج السنوي إلى 35 ألف طن، موزعة على ملح المطبخ وملح المعامل والمصانع والمراكز التجارية. ومن جهته، أكد عبد اللطيف بلشهب، المسؤول المحلي، أن الشركة ملتزمة عبر تعاقدات واتفاقيات بتوريد الملح لها في أوقات معينة وهو ما يعرضها لجزاءات وعقوبات مالية، مؤكدا أن الديون تراكمت بشكل فظيع وأن البنوك والممولين، توقفوا عن التعامل مع الشركة، إذ لم يعد البنزين يصل في وقته، كما أن الماء والكهرباء قد ينقطع في أي لحظة بعد عجز الإدارة عن أداء واجبات الاستهلاك.وأكدت مصادر "الصباح" أن الإنتاج انخفض بفعل غياب سياسة واضحة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات بالمغرب، الذي يوجد تحت إشراف وزيرة الطاقة والمعادن، أمينة بنخضرة. وأضافت المصادر ذاتها أن الشركة ككل في حاجة إلى تدخل الدولة لإنقاذها من الإفلاس، مشيرة إلى أنها في حاجة إلى مليوني درهم، وهو مبلغ غير عصي على الوزارة ذاتها، مقارنة مع ما ساهمت به في مهرجانات سابقة.وفي اتصال هاتفي مع يوسف العراقي، المدير العام للشركة الشريفة للملح، صرح أنه منذ تحمله مهمة الإشراف على الشركة، لاحظ تدني الإنتاج، سيما بعد انسحاب الشركاء الفرنسيين، مشيرا إلى أنه حاول العمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالاتصال بوزارة الاقتصاد والمالية من جهة ووزارة الطاقة والمعادن من جهة ثانية. وأكد المصدر ذاته، أنه تحمل المسؤولية رغم الخصاص المالي، ما فرض عليه فتح باب الحوار مع الشركاء والبنوك التي سدت الباب في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعانيها القطاع الصناعي ككل.وقال المدير العام "إنه حاول تصفية مركز العرائش، الذي لم يعد ينتج بفعل تسرب مياه الأمطار إلى "الملاحات"، إذ أصبح يشكل عبئا على الشركة، وفكر في بيعه، وقدم طلب العروض وينتظر تقدم الراغبين في شرائه في أفق شهر شتنبر المقبل". وأكد أن كمية الإنتاج تراجعت بفرعي الشماعية وسيدي عابد بالجديدة، وأنه باع 5000 طن من الملح إلى بلجيكا وهولندا لاستعمالها في تذويب الثلج. وأكدت مصادر "الصباح"، أنه في الوقت الذي بيع فيه الملح إلى بلجيكا وهولندا ب250 درهما للطن فقط، تم بيع كمية مهمة من ملح الشماعية، قدرت ب 10 آلاف طن ب400 درهم للطن الواحد.وفي موضوع ذي صلة، أفادت مصادر "الصباح"، أن كلا من مصالح الضرائب والبنوك، قامت بالحجز على الحساب البنكي للشركة بعدما علمت بضخ مبالغ بيع الملح للخارج. وتدخل المدير العام وحاول الوصول معها إلى حل مؤقت كإعادة جدولة الديون. وأكد المدير ذاته، أنه راسل البنوك، أخيرا، في أفق الحصول على سلف لأداء واجبات العمال قبل حلول شهر رمضان المقبل، وأنه يعمل كل ما في جهده، للإسهام من أجل إنقاذ الشركة وتعويض العمال عن الضرر الحاصل. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

توقف العمل بمركز استخراج الملح بسيدي عابد بالجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مواجهات بين الأمن وعاطلين عرقلوا دورة جماعة تطوان

بانوراما الصيف: أرقام لها مغزى 5

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات