“علب ليلية عائلية” بعين الذياب بأثمنة مناسبة

المقاهي والحانات غيرت نظامها وعرضت فقرات غنائية لمحبي الفن الشعبي لم يعد الشريط الساحلي عين الذياب بالدار البيضاء، يضم الحانات والعلب الليلية الراقية والمتوسطة بعد أن تحولت جل مقاهيه إلى «حانات» تدخلها العائلات، تقدم فقرات غنائية بأثمنة مناسبة لا تتعدى 50 درهما. إيقاعات الفن الشعبي، أخذت مكانها على الشريط وفرضت وجودها، ونجاح تجربة تحويل تلك المقاهي إلى «علب» في الهواء الطلق خلال فصل الصيف، دفع أصحابها إلى تكرارها، وحتى الذين لم يعجبوا بالفكرة السنة الماضية، أغرموا بها هذه السنة، وحاولوا تطويرها لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن."علب" في الهواء الطلق«إلى غادي العلوة تعالى نوصيك بعدا...» على نغمات أغنية «العلوة»، الأغنية المفضلة لدى الكثير من البيضاويين، كان الشريط الساحلي عين الذياب، نهاية الأسبوع الماضي، يرقص فرحا بحلول فصل غير ملامحه وجعله وجهة الكثير من المغاربة نهارا، سيما محبي الشمس والبحر والرمال، وليلا للذين يفضلون الرقص والغناء في الهواء الطلق بأثمنة مناسبة. الفصل ذاته (الصيف)، كان كفيلا بأن يضفي الكثير على حياة المغاربة، سيما الذين أصبحوا زبائن لتلك العلب، ما دامت استطاعت أن تخرجهم من الجو الروتيني الذي كانوا يتخبطون فيه، وتحول ليلهم نهارا تشرق فيه شمس الأغنية المغربية ورقصات «الشيخات» و»عبيدات الرمى».على باب تلك المقاهي، يقف شباب ببذلات سوداء اللون، بعضهم يحمل أرواقا كبيرة، لكنهم لا يريدون أن يعرف أحد محتواها، يشيرون إلى داخل المقهى، مؤكدين أن هناك عالما آخر، عالم الموسيقى والرقص الشعبي بامتياز. «تفضلوا دخلوا استمتعوا بالموسيقى، راه ديال العائلة»، يؤكد الرجال أن المكان خاص بالعائلة، وليس غير ذلك من أجل حث أكبر عدد من مرتادي الشريط الساحلي على دخول المقهى وتشجيعهم على ذلك.الأجواء داخل تلك «العلب»، ليست مختلفة عن حفلات الأعراس، الفرق الوحيد أنه لا يوجد المحتفل به، رغم أن أصحاب تلك المقاهي يعتبرون زبنائهم، الذين تختلف أعمارهن، «مالين الحفلة». في الوهلة الأولى، الكل كان يجلس ويراقب من بعيد، في انتظار أن يأتيهم النادل بمشروبهم، ورغم إيقاعات الموسيقى العالية، كان زبناء تلك المقهى يحركون رؤوسهم ويدندنون دون أن يبرحوا أماكنهم. لكن فجأة احتلت النساء والرجال والأطفال، المنصة، بعضهم كان يرقص رقصة «الهيب هوب» على إيقاعات «باغي نساها»، وآخرون يرقصون رقصة «تحيحيت» على إيقاعات «البيضة مونامور». المهم، أن الجميع رقص وتراقص فرحا. حتى أن عائلة، احتفلت بعيد ميلاد ابنها الصغير «الحيحة كاينة والموناضا كاينة، خاص غير الحلوة حنا جبناها»، وتضيف العائلة في حديثها مع «الصباح» أنها اعتادت أن تزور المكان في كل نهاية أسبوع من أجل الاستمتاع بالفقرات الموسيقية التي يعرضها المقهى في الهواء الطلق. والفرقة الموسيقية من جانبها، احتفت بالطفل وغنت أغاني أهدتها إلى العائلة.المئات يفدون على المقاهي يوميا لا فرق بين نهاية الأسبوع وبحره، فالشريط الساحلي عين الذياب في كل يوم خلال العطلة الصيفية يعرف رواجا وإقبالا كبيرين، وكأن رواده يحاولون الاستمتاع أكثر بكل تفاصيله قبل أن يفاجئهم رمضان، ويحرمهم منه. وبما انه أصبح قبلة الكثير من البيضاويين، لم يضيع بعض الشباب الفرصة وعرضوا سلعا مختلفة، جعلته يرتدي حلة جديدة.لكن تلك «العلب» الخاصة بالعائلة، كما يؤكد أصحابها، أصبحت اكسسوارت وضعت على حلة عين الذياب الجديدة. اكسسورات زادته تألقا وأناقة، حتى إذا اعتبرها الكثيرون، فوضى وسخافة لا جدوى منها، وأنها مضيعة للوقت، كما أكد أحد مرتادي الشريط، لكن غياب البديل يجعل الشخص يتقبلها.تستقبل المقاهي التي أصبحت بين ليلة وضحاها علبا ليلية منتشرة على طول الشريط الساحلي، المئات من الزوار كل يوم، ويتضاعف العدد كل نهاية أسبوع، الأمر الذي دفع أصحابها إلى الزيادة في الثمن، فالمقاهي التي تتطلب دخولها 20 درهما بحر الأسبوع تصبح 25 دهما، والتي حدد ثمنها في 50 درهما يصبح 60 درهما، ورغم ذلك، فالإقبال يتزايد في كل مرة. وكل ما يبقى على عاتق المقهى تقديمه إلى زوارها، بالإضافة إلى مشروب غازي أو قهوة، أن تبرهن على مدى قوتها على دفع الزبناء إلى العودة من الجديد والاستمتاع بالموسيقى التي اختارتها لهم.«المقاهي في حلتها الصيفية تستفيد أكثر مقارنة مع باقي الفصول»، هكذا قال مسير مقهى اختارت هي الأخرى عرض فقرات موسيقية لاستقطاب زوار الشريط الساحلي، مضيفا أن حتى المقاهي التي كانت تغلق أبوابها سابقا تفتحها خلال فصل الصيف، وبمعداتها البسيطة تستطيع أن تعوض ما فاتها. إيمان رضيف

“علب ليلية عائلية” بعين الذياب بأثمنة مناسبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إسبانيا تقرر عدم اعتماد اليد العاملة المغربية

حكاية موظف يسهل إدخال المخدرات إلى السجن بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات