بانوراما الصيف: تجارة النساء…الوجه الجديد للاسترقاق – الحلقة السابعة –

من الأرجنتين إلى المكسيك... أسلحة ومخدرات وجنس (2/2) أرليو الشقراء الجميلة التي كشفت خبايا المافيا أثارت قصة أرلي ضجة في المكسيك قبل سنوات، بعدما تمكنت من الفرار من شبكة كبرى لاستغلال الفتيات، وسرد تفاصيل اعتقالها وهروبها من قبضة مافيا كبرى تعمل في مناطق مختلفة من العالم. «كنت أرغب في أن أدرس وأصبح سيدة أعمال مهمة»، تقول أرلي، الفنزويلية الشقراء التي لا يتجاوز عمرها التاسعة عشرة. «توفيت والدتي وأنا صغيرة جدا. خرجت للعمل في الشارع، حيث كنت أبيع الحلوى لمساعدة جدتي. شاهدتني امرأة تدعى مارييل وأثنت على جمالي، ودعتني إلى العمل عارضة في إحدى الوكالات الشهيرة في المكسيك. تكلفت بكل إجراءات السفر وأظهرت لي موقع الوكالة على الأنترنت لتؤكد مصداقية كلامها»، تقول أرلي، التي اكتشفت بعد وصولها إلى المكسيك أنها لن تعمل عارضة كما وعدت، بل راقصة في ناد ليلي، قبل أن تجبر على ممارسة الدعارة. «أخبرني صاحب المحل، ويدعى «ديابلو»، أنه معجب بي، لكن علي إجراء جراحة لتكبير الصدر لكي أكون كاملة الأنوثة. بعد إجرائي للجراحة، أصبحت أجالس الزبناء وأمارس الجنس معهم، لكي أرد دين 10 آلاف دولار ثمن تذكرة الطائرة والسكن والمأكل والملابس التي قدمت لي. كنت أعيش رفقة عدد من الفتيات اللواتي يعملن أيضا في الدعارة في منزل جميل، يتوفر على قاعة كبرى وشاشة تلفزيون تعرض طيلة اليوم برامج وأفلاما بورنوغرافية، تخبرنا المشرفة على المنزل أن علينا أن نصبح «راقيات» مثل فتيات البلايبوي اللواتي يظهرن فيها!».تحكي أرلي كيف التقت بخوان كارلوس، شاب في العشرينات من العمر كان يتردد على النادي الذي كانت تعمل فيه، وتبدو عليه مظاهر الثراء. أصبح خوان كارلوس يتودد إليها بتقديم الهدايا والمجوهرات، ويوهمها برغبته في الزواج منها. «قدم إلي شريطا لفيلم «بريتي وومن»، وقال لي إنه فيلمه المفضل»، تقول أرلي، التي كانت تنتظر أن يطلبها إلى الزواج كما فعل ريتشارد غير مع جوليا روبيرتس في الفيلم. حكت قصتها لإحدى الفتيات الأخريات اللواتي يعملن معها واكتشفت أنه وعد قبلها العديد منهن بالزواج، وأنه يعمل تحت إمرة «ديابلو»، مهمته منح الفتيات بعض الأمل. «سئمت من الأجواء التي كنت أعيش فيها. لم أعد أطيق إجباري على ممارسة الجنس مع ثملين تفوح منهم رائحة كريهة. حاولت السفر في طائرة متوجهة إلى فينيزويلا دون توفري على جواز السفر الذي كان بحوزة رجال ديابلو. أخبرت أنه لا يمكنني السفر دون جواز السفر، ففررت هاربة بعدما رأيت عناصر مصالح الهجرة الذين سبق أن رأيتهم رفقة ديابلو، يستعين بهم من أجل تسوية أوضاع الفتيات اللواتي يستقدمهن من الخارج. استقللت سيارة أجرة لم أتمكن من دفع ثمنها، فأخذني سائقها إلى مخفر الشرطة، فتم إيداعي السجن حيث اغتصبني أربعة شرطيين»، تؤكد أرلي، التي تم تحويلها لاحقا إلى مركز لاستقبال الفتيات ضحايا الاستغلال الجسدي، قبل أن يتمكن من ترحيلها إلى فينزويلا، بعدما أرسل أهلها وثائق جديدة مكنت السفارة الفينزويلية من استخراج جواز سفر جديد لها. قضية أرلي لم تنته هنا. تفجرت القضية بعد ذلك على صفحات الجرائد المكسيكية، التي أكدت ضلوع شخصيات هامة سياسية فيها. حاول نيميسي لوغو فيليكس، الكاتب العام للجنة الخاصة بمكافحة تهريب واستغلال الأشخاص التحقيق في الموضوع. بعد فترة من ذلك، وجد مقتولا بطلقات نارية غير بعيد عن مكتبه. المصير نفسه لاقاه غامالييل لوبيز، صحافي شاب يعمل في إحدى القنوات التلفزيونية في المكسيك، كان يتوفر على صور ومعلومات هامة تفيد ضلوع شبكات كبرى في تهريب واستغلال فتيات لا تتجاوز أعمارهن 13 سنة، وتصويرهن في وضعيات جنسية. في أحياء الدعارة بالعاصمة المكسيكية، لا مكان للصحافة، أو «للمشبوهين». فرجال المافيات يقيمون رقابة صارمة على الأحياء والوافدين إليها. الأشخاص الوحيدون الذين تمكنوا من نيل ثقة العاهرات وشبكات الدعارة، والذين يسمح لهم بالدخول، هم رجال الدين والكنيسة، والذين يلعبون في أغلب الأحيان دور الوساطة بين السلطة والمهربين، ويتمكنون في أحيان كثيرة من إنقاذ فتيات وترحيل بعضهن. صفاء النوينو

بانوراما الصيف: تجارة النساء…الوجه الجديد للاسترقاق – الحلقة السابعة –

من الأرجنتين إلى المكسيك… أسلحة ومخدرات وجنس (2/2)

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

من الأرجنتين إلى المكسيك… أسلحة ومخدرات وجنس (2/2)

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بانوراما الصيف: أرقام لها مغزى 4

جمعيات للأحياء بمكناس تعوض عمال النظافة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات