حكاية عصابة “السماوي” ببوزنيقة

المتضررات رفضن التبليغ لتخوفهن من بطش شركائه من الإنس والجن قضت المحكمة الابتدائية بابن سليمان، بسنتين حبسا نافذا في حق (ع .ع) الذي كان يترأس عصابة متخصصة في النصب والاحتيال على النساء بمدينتي ابن سليمان وبوزنيقة والضواحي، باستعمال طقوس السحر و الشعوذة المسماة (السماوي). اعتقل المتهم من قبل الشرطة القضائية ببوزنيقة، بعد توصل المفوضية بعدة شكايات من نساء، تعرضن لعمليات نصب بطريقة «السماوي»، ونصبت له فرقة أمنية كمينا عند حلوله بالمدينة قادما من البيضاء رفقة شركائه، تمكنت إثره من اعتقال المتهم الرئيسي (ع . ع)، فيما تمكن باقي أفراد العصابة من الفرار. واعترف المتهم بعشرات عمليات السطو، التي نفذها مستغلا سذاجة مجموعة من النساء(فتيات ومتزوجات)، إذ فاق مجموع المبالغ المحصل عليها من طرف المتهم ورفاقها العشرين مليون سنتيم، إضافة إلى الحلي والهواتف المحمولة، فيما ظل البحث جاريا عن شركائه الذين يفوق عددهم الستة، معظمهم من مدينة الدار البيضاء . السطو على طريقة "السماوي"لن تشك ولو لحظة أن مخاطبك الذي وفر لنفسه كل شروط الهيبة والوقار من لباس تقليدي متناسق وشيب في لحيته وأدب في السلام والسؤال والحديث، يمكن أن يكون نصابا يسعى إلى سلبك أموالك، لن تساورك أدنى الشكوك في أن الفقيه الغريب الذي ينطق بالسور القرآنية والأحاديث النبوية عند التحية وأثناء طلب المساعدة وخلال الخوض في الحديث عن العموميات، ليس سوى زعيم عصابة تسعى وراء النساء لتجريدهن من ممتلكاتهن تحت طائلة سلاح السحر والشعوذة... إنها جمل استقتها الشرطة القضائية من أفواه بعض النساء اللواتي تعرضن للسطو، وأكدن أنهن اقتنعن بقدرات الأشخاص الغرباء الذين أطلعوهن على بعض من همومهن وأكدوا لهن أنهم قادرون على تخليصهن من تلك المعاناة وتحقيق مطالبهن. بينما أصرت أخريات على أنهن وقعن تحت تأثير كلام هؤلاء الغرباء، وأنهن لم يتذكرن متى وكيف منحنهم أموالهن وحليهن، بعد جلبها من دواليب منازلهن. كان الزعيم وشركاؤه ينتقون بعض النساء الميسورات من مظهرهن، بعد أن يعملوا على جمع معلومات عن الأحوال الشخصية والعائلية للمتزوجات منهن والوقوف على مشاكلهن مع الأبناء والأزواج أو معاناتهن الصحية، والبحث عن مشاغل ومعاناة العازبات منهن والوقوف على مطالبهن، سواء عن طريق مراقبتهن عن بعد أو استفسار بعض الجيران، أو الدخول معهن في حوارات ومناقشات موجهة، تبتدئ بالاستفسار عن شخص أو مكان ما، وتنتهي بإقناعهن بقدراتهم الخلاقة في فك (الوحايل، والثقاف، والعكس)، وتوفير الازواج والصحة والمال والوظيفة، وتغليبهن على أزواجهن و... وتنتهي حوراتهم الساخنة بإقناع الضحايا بضرورة الاستجابة لمطالبهم المادية، ومنحهم كل ما يتوفرن عليه مقابل تحقيق أمانيهن...منهن من يتوجهن إلى منازلهن من أجل جلب ذخائرهن من المال والحلي، بل حتى سرقة أموال وحلي آبائهن وأمهاتهن وأزواجهن والعودة بها إلى أحد أفراد العصابة، لكي لا تضيع فرصة تحقيق تلك الأماني. بحكم أن (فكاك لوحايل) ليس إلا عابر سبيل قد يختفي في أي لحظة. تصريحات الضحايا يلقي الغريب التحية بأسلوب يرغم النساء على ردها والاستماع إلى ما بعدها من حديث...أسئلة مختلفة المراد منها ربط الحديث معهن فرادى. يحاول إقناعهن بقدرته الخارقة على حل بعض المشاكل مثل السحر والشعوذة ،والمرض والمس وعودة حبيب أو قريب ... « ، تختلف أساليبه في الإقناع، اعتمادا على خبرته في المجال، أو بمساعدة بعض شركائه، الذين ينخرطون معه في الحديث مع الضحية، على أساس أنهم لا يعرفونه، يؤكدون انبهارهم بمدى قدراته، فتسقط الضحية في الفخ، الذي يبدأ في سرد طلباته وطلبات أسياده « أصحاب المكان «، وغالبا ما تكون الطلبات خاصة بجلب الأموال والمجوهرات التي تتوفر عليها الضحية ، من أجل « البخ فيها « و « القراءة عليها «، حتى يكتمل المراد، و» تفك العقد «، لكن الغريب يختفي وتستفيق المرأة أو الفتاة من غبائها لتجد أنها كانت ضحية نصب. العديد ممن تعرضن لعمليات مشابهة، فضلن عدم الإبلاغ، خوفا من استهزاء الرأي العام منهم، أو خوفا من قدرات الغريب، التي اعتبرنها حقيقية، وقد يصيبهم «مس» من الجن المتعاون معه، في حالة الإبلاغ . وقالت إحدى الضحايا «اقتنعت بما لديه من «سر إلاهي»، إذ كان كل ما يقوله عني صحيحا، حتى أنه تمكن من معرفة إسم ونسب أحد المارة، والمبلغ المالي الذي كان يخبئه، وأوصاه بأخذ الحيطة والحذر . كانت لدي مشكلة عائلية ، وتأكدت من أنه سيجد لها الحل، فنفذت ما طلبه مني.أحضرت له ما لدي من مال وحلي ، فاستعملهما، في عملية «فك العقدة «، وطلب مني أن أصلي ركعتين أمامه، وبعدها سأجد أمامي ما كنت أبحث عنه، وعند إتمامي للصلاة، التفت إليه فلم أجده، لقد هرب بكل ما أختزن من مال وذهب.وقالت أخرى : كنت واعية بما كان يحكي، لكنني فجأة، لم أعد أتذكر شيئا ، أظنه ألقى علي بعض «الغبار السحري» ، فقد منحته كل ما أحمل من أموال وذهب وهاتف محمول، وعدت إلى المنزل، لكي أجلب له طلبات أخرى لم أتذكرها ، فقد فاجأتني أمي وأنا أبحث في غرفتها، استغربت للأم، فنادت أبي، الذي ما إن عرف بما اقترفته حتى صفعتني، فعدت بعدها إلى وعيي، وحكيت لهم عن الشخص الغريب، وانتبهت إلى هاتفي وحليي فلم أجدها، وعرفت حينها أنني تعرضت لعملية نصب، وخرج أبي يبحث في المكان، الذي أرشدته إليه، لكنه لم يجد أحدا . بوشعيب حمراوي (بوزنيقة)

حكاية عصابة “السماوي” ببوزنيقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ابتدائية ابن أحمد تبرئ متهما بالاغتصاب

اعتقال مروج كوكايين بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات