مجلس مغاربة هولندا يهدد بمقاضاة الحكومة الهولندية

تبرئة "فيلدرز" من تهمة التحريض على الكراهية أثارت استنكارا واسعا هدد محمد ربيع، رئيس المجلس الوطني لمغاربة هولندا، بمقاضاة الحكومة الهولندية، وقال «سنتوجه إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، وسنرفع الدعوى ضد الحكومة الهولندية». ويأتي تحرك ربيع في أعقاب الحكم الصادر، اخيرا، في حق السياسي والبرلماني الهولندي المثير للجدل غيرت فيلدرز عن "حزب الحرية"، من لدن إحدى المحاكم الهولندية، والذي قضى بتبرئته من تهم «التحريض على الكراهية»، وهي التهمة التي كان تجمع مسلمي هولندا يتابع فيلدرز بها. وكان فيلدرز صرح، خلال إحدى الندوات حول اندماج المسلمين والتعددية الثقافية، أن «المشكل الجوهري هو الإسلام الفاشستي»، مشبها في الآن ذاته القرآن الكريم بكتاب «كفاحي»، الذي يروي السيرة الذاتية للزعيم النازي أدولف هتلر. واعتبر القاضي الذي حاكم «المتطرف» فيلدرز أن تصريحات الأخير «قريبة جدا مما هو مسموح به قانونا»، مقرا في الوقت نفسه بأن هذه التصريحات تكتسي صبغة «تهجمية» و»عدوانية» و»تحريضية»، لكنه قرر، وأخذا بعين الاعتبار «السياق الذي وردت فيه» تصريحات فيلدرز، أن «أقواله (فيلدرز) وتصريحاته لا تتوفر فيها العناصر المادية لجريمة يعاقب عليها القانون». وأثار هذا الحكم حفيظة الجالية المسلمة بهولندا، وفي مقدمتها الجالية المغربية وممثلها المجلس الوطني المغربي. كما استفز أيضا ممثل الجالية التركية الذي عبر عن «استيائه» من حكم البراءة الصادر في حق فيلدرز، وقال عايدين أكايا، رئيس مجلس الأتراك المقيمين بهولندا، في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام هولندية ناطقة بالانجليزية، إن «ما فاجأني هو قول القاضي إن السياق هو الذي يحدد المقبول من غيره، وبصيغة أخرى، فبإمكان المرء أن يتفوه بما يشاء وفيما بعد يبرر ذلك بسياق النقاش». وبدورهم أيد أساتذة من «جامعة ليدن» المواقف التي عبر عنها ممثلو الجالية المسلمة في هولندا، وحذر البروفيسور ليو لوكاسن رئيس شعبة التاريخ الاجتماعي، من أن قرار المحكمة «سيؤجج مشاعر كراهية الأجانب لدى الهولنديين، ويدفع إلى مزيد من الانغلاق على الذات»، واستطرد يقول إن «هذا الحكم سيكرس فكرة أن المهجرين هم أناس غرباء عن المجتمع الهولندي».واعتبر أندري كرويل، أستاذ بجامعة هولندا الحرة، أن الحكم يعد «خطئا لا يقبله العقل»، محذرا في الآن نفسه من أن أحكاما من هذا القبيل سيساهم في تفشي الخطاب الشعبوي المناهض لكل ما هو اجنبي».وعلق غيرت فيلدرز في أعقاب النطق بالحكم أن هذا «الحكم لا ليس تبرئة فقط، بل هو نصر لحرية الرأي والتعبير في هولندا»، وأضاف قائلا «لحسن الحظ أنه يسمح للمرء بالخوض في شؤون الدين الإسلامي من دون خشية التعرض للقمع أو تكميم الأفواه». إثارةيجدر بالذكر أن البرلماني غيرت فيلدرز لا يتوقف عن إثارة عواصف الجدل، إذ أخرج في ربيع سنة 2008 فيلمه القصير «فتنة»، مدته 16 دقيقة، الذي قدم فيه تصوره عن الإسلام، وأثار به يومها زوبعة في أوساط مسلمي أوربا. ويشار إلى أن الفيلم كان بدوره موضوع متابعة أمام المحكمة نفسها لكن الآخيرة ارتأت أنه «في سياق النقاش المجتمعي، فالفيلم ليس به أي تحريض على الكراهية». محمد أرحمني (صحافي متدرب)

مجلس مغاربة هولندا يهدد بمقاضاة الحكومة الهولندية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة (الحلقة الأولى): مؤسسة الوسيط تقويض للبيروقراطية وترويض للأوتوقراطية

استقالة جديدة تهز "الجزيرة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات