موسم أصيلة يناقش دور النخب في حركات التحديث العربية

المشاركون في ندوة الطاقات المتجددة يجمعون على توفر دول الجنوب على إمكانيات في المجال انطلقت، مساء أمس (الاثنين)، بأصيلة، فعاليات ندوة «انحسار دور النخب في حركات التحديث العربية»، المنظمة في إطار أنشطة الموسم الثقافي للمدينة في دورته الثالثة والثلاثين، الذي افتتحت أشغاله السبت قبل الماضي (2 يوليوز)، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء ونخبة من المثقفين وباحثين من المغرب وبعض البلدان العربية والأجنبية. ومن المنتظر أن يناقش المشاركون في هذه الندوة الدولية، التي تنظمها، على مدى يومين، جامعة المعتمد بن العباد الصيفية في إطار دورتها السادسة والعشرين، ثلاثة محاور أساسية، يتعلق الأول ب"انحسار دور النخب العربية في حركات التحديث: الأسباب والمعيقات"، والثاني ب"كيفية استعادة النخب العربية لدورها المؤثر في حركات التحديث"، بينما يتمحور الثالث حول "النخب العربية: أية أدوار في ضوء حركات التغيير الجديدة؟"، إذ يتعين على المشاركين، بعد تشخيصهم ومعالجتهم لموضوع هذه الندوة، أن يعرضوا نتائجها وأسئلتها على المؤتمر المقبل للنخب العربية المزمع تنظيمه في أصيلة السنة المقبلة.وكانت فعاليات الندوة العلمية "تكنولوجيات الطاقات المتجددة والنووية وأثرها على التنمية في عالم الجنوب"، أنهت أعمالها يوم السبت الماضي بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، بالتأكيد أن تطوير قطاع الطاقات المتجددة في العالم وتفعيل إسهامه في تلبية الحاجيات الطاقية لسكان المعمور، رهين بتعزيز التعاون بين الشمال والجنوب، وذلك من خلال منهجية تقوم على تقاسم الخبرات وتعزيز التعاون التقني بينهما.وأكدت جل مداخلات هذه الندوة، التي نظمت بتعاون مع "معهد العلوم والتكنولوجيا"، أن دول الجنوب، بما فيها المغرب، تتوفر على إمكانيات هائلة في مجال توليد الطاقات البديلة، خصوصا الشمسية والريحية، إلا أن افتقادها إلى التقنيات والوسائل التكنولوجية الكفيلة يجعلها لا تستغل هذه الموارد بالكيفية المطلوبة، وهو الأمر الذي يفرض عليها تعزيز التعاون مع دول الشمال، التي قطعت أشواطا هامة في هذا المجال، مؤكدين، في السياق ذاته، أن هذا المجال الجديد، يمكنه أن يفتح آفاقا اقتصادية واعدة بالنسبة إلى بلدان الجنوب، باعتباره عاملا يساهم بشكل كبير في تخفيض تكلفة الفاتورة الطاقية وتقليص اللجوء إلى المصادر الأحفورية، وعاملا مساعدا على إحداث مناصب شغل إضافية.وفي هذا السياق، ذكرت أمينة بنخضرة، وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، أن مسلسل تطوير الطاقات المتجددة يعتمد بالخصوص، على توفير التكنولوجيات الملائمة وتعزيز البحث في هذا المجال، باعتبارها مقاربة كفيلة في شموليتها بإفراز اقتصاد أخضر، مشيرة إلى أن المغرب ينهج سياسة تسير وفق رؤية شمال جنوب، التي تسعى، في أفق الأمد القريب، إلى تصدير الكهرباء المنتج من مصادر طاقية متجددة إلى أوربا.وقالت بنخضرة في كلمتها بالمناسبة إن «هذا القطاع، الحديث نسبيا، يفتح آفاقا اقتصادية واعدة بالنسبة إلى بلدان الجنوب، بما فيها المغرب، الذي يطمح إلى اقتصاد 12 في المائة من الطاقة المستهلكة في أفق سنة 2020، و15 في المائة في أفق 2030.ويسعى إلى بلورة مخططات للنجاعة الطاقية تهم عددا من القطاعات الأساسية، من قبيل النقل والصناعة والبناء، إذ ينصب التفكير حاليا حول إمكانية إيجاد إطار مؤسساتي وتنظيمي يزاوج بين الحداثة والمرونة، ويجمع بين القطاعين العام والخاص من أجل توفير التكلفة الاستثمارية لهذه المشاريع».من جهته، أكد محمد بنعيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، أن الشراكة في مجال الطاقات المتجددة ليست ممكنة بل واجبة بين الشمال والجنوب، نظرا لما يمتلكه الأول من قدرات معرفية وعلمية ووسائل تكنولوجية دائمة التطور، في وقت تحفل فيه دول الجنوب بمقومات معنوية ومادية داعمة، لعل أبرزها التطلع الكبير لدى سكانه إلى المعرفة وامتلاك أسباب الارتقاء بمستوى متقدم من نمط العيش.وقال بنعيسى في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن «تسوية النزاعات المترتبة عن مشاكل الطاقة، تنعكس وتؤثر بشكل إيجابي على الكثير من القضايا التي يحتدم حولها الجدل، خاصة في دول الجنوب التي تسعى إلى تعزيز الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والشفافية والحكم الرشيد، وضمان العيش الكريم لمواطنيها، دون إغفال مسألة فض النزاعات والتوترات الإقليمية».من جهة أخرى، أكد وزير خارجية إسبانيا السابق، ميغيل أنخيل موراتينوس، في كلمة مرتجلة، أن توفر مصادر الطاقات المتجددة لدى جل دول العالم، وبشكل أكبر لدى دول الجنوب، كفيل بإقرار توازن طاقي يمكن الجميع من الولوج إلى هذه الخدمة الأساسية، ويتيح إقرار نوع من «الديمقراطية الطاقية»، موضحا أن تعميم الولوج إلى الطاقة يكتسي أهمية بالغة في إنجاح مسلسل الإقلاع الاقتصادي بدول الجنوب، ويحتم على دول الشمال تقديم مزيد من الدعم والمساعدة للبلدان التي تعاني ربطا ضعيفا بالمصادر الطاقية، سيما في القارة الإفريقية.يذكر أن برنامج الدورة 33 من موسم أصيلة الثقافي الدولي، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 22 يوليوز الجاري، يشمل ندوة حول موضوع «الإعلام العربي والإفريقي: صورة الواحد في إعلام الآخر»، وستعقد يومي الخميس والجمعة المقبلين بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، ويشارك فيها نخبة من الصحافيين والإعلاميين العرب والأفارقة. المختار الرمشي (موفد "الصباح" إلى أصيلة)

موسم أصيلة يناقش دور النخب في حركات التحديث العربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دار نشر ليبية تعرض كتبا ممنوعة

محنة التقاضي داخل محاكم الأسرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات