شيراك يكتب مذكرات الزمن الرئاسي

قال في مذكراته إن الأسد هدد رئيس الوزراء اللبناني بالتصفية إذا رفض بقاء لحود في السلطة تطرق الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في الجزء الثاني من مذكراته الذي صدر أخيرا تحت عنوان «الزمن الرئاسي» ونشرته دار «نيل»، إلى تفاصيل تتعلق بمقتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. واختزلت 607 صفحات التي تضمنها الكتاب، أكثر من عقد من الزمن، تحدث من خلالها شيراك عن المراحل التي عايشها في قلب مركز القرار وأحيانا في قلب صناعته. وتحدث شيراك، في الجزء الثاني من مذكراته، عن قضية رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان المغتال، وعن تهديد بشار الأسد، الرئيس السوري، له ولوليد جنبلاط، حسب ما أكده له شخصيا الحريري. «رفيق الحريري أخبرني بالضبط بكل ما حدث في ذلك اليوم في مكتب الرئيس بشار الأسد، بحضور نائب الرئيس عبد الحليم خدام، الذي أكد ذلك لاحقا للجنة التحقيق الدولية. ذكر رئيس الوزراء اللبناني الرئيس السوري بالتزامه بعدم التجديد لإميل لحود. ورد عليه بشار الأسد بطريقة جافة أن هناك تغييرا في السياسة وأنه اتخذ قراره، مضيفا أنه يجب اعتبار لحود ممثله الشخصي في بيروت. ومعارضته تعني معارضة بشار الأسد. وهدد الرئيس السوري الحريري ووليد جنبلاط «بالثأر جسديا»، إذا ما أصرا على رفض الاعتراف بالدستور الجديد، وبالتالي القبول ببقاء إميل لحود في السلطة، حسب ما جاء في المذكرات. «إذا أراد شيراك إخراجي من لبنان، صرخ الأسد، فإنني سأكسر لبنان، وإما أن تنفذ ما أقوله لك، وإلا فسنطالك أنت وعائلتك أينما كنتم». ويقول شيراك إن الحريري أحاطه علما بتلك التهديدات مما جعل الرئيس الفرنسي السابق ينصحه بضرورة اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، بل إنه طلب منه مغادرة لبنان، كما اتفقا في الوقت نفسه على الإسراع بالتصويت على مشروع القرار في مجلس الأمن.«ورغم انشغالها بالتحضير للانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن كوندوليزا رايس، وبموافقة جورج بوش، ساهمت بنشاط في صياغة مشروع القرار، وأجرت عدة مكالمات هاتفية مع موريس غوردو مونتاني الذي كان يرد عليها من مكتبي، وكنت على الهاتف مع رفيق الحريري. وفي الوقت ذاته كان جان مارك لاسابليير يسعى لتجميع أكبر عدد من الأصوات في مجلس الأمن لإصدار القرار. وبشكل خاص التأكد من عدم استخدام روسيا أو الصين للفيتو». يقول. ثم يضيف حول الموضوع نفسه «علاقاتي الممتازة مع فلاديمير بوتين وهو جينتاو لعبت دورا في المفاوضات في الثاني من شتنبر ثم تبني القرار 1559 بتسعة أصوات وامتناع ست دول عن التصويت، بينها روسيا والصين والجزائر، وينص القرار على انسحاب القوات السورية وحل كل المليشيات اللبنانية وإجراء الانتخابات الرئاسية وفقا للقواعد الدستورية اللبنانية.وفي اليوم الثاني ناور بشار الأسد حتى النهاية، عبر الحكومة الإسبانية، لمنع صدور القرار، مطلقا الكثير من الوعود، وأعلن أنه لا يأخذ القرار بالاعتبار وأنه سيفرض التمديد للحود، وصب غضبه على رفيق الحريري الذي حمله مسؤولية الوقوف وراء المؤامرة بالتواطؤ مع فرنسا، التي خانته، وبدأت الاعتداءات في بيروت ضد خصوم سوريا. بعدها استقال رفيق الحريري من رئاسة الحكومة ليترأس المعارضة. وفي الوقت نفسه قررت إرسال برنار إيميه سفيرا إلى لبنان، وهو أحد الرجال الذين التقى بهم بشار الأسد».ثم ينتقل شيراك، عبر مذكراته، إلى الحديث عن خبر اغتيال الحريري، قائلا «قبل ظهر الرابع عشر من فبراير، كنت أعقد اجتماعا في قصر الإليزيه عندما أعلمت أن اعتداء استهدف رفيق الحريري في بيروت، ولم يكن معروفا إذا كان أصيب بجروح أم أنه قد توفي، وبينما كنت أسرع بالعودة إلى مكتبي، جاءني الخبر أنه لم يعد هناك أي أمل. رفيق الحريري قتل بالانفجار الذي استهدف سيارته في حي السان جورج بالقرب من البحر، بينما كان يتوجه باتجاه الكورنيش. لقد انهرت وكان خبر اغتياله واحدا من أسوأ الصدمات في حياتي، شعرت باغتيال رفيق كأنني فقدت أخا، أخا كنت قلقا عليه منذ عدة أشهر، وعبثا حاولت أن أحذره عدة مرات من التهديدات التي تتربص به. لقد كان رفيق واعيا لها، وهذا الرجل الكبير لم يرض بالرضوخ لها، وكان في الوقت ذاته يؤمن بالقضاء والقدر». ويضيف «أخبرت برناديت بالنبأ وتوجهنا إلى منزل رفيق الحريري الباريسي، لنقف إلى جانب زوجته نازك. ولدى وصولنا كان هناك أصدقاء آخرون يلتفون حولها وسارعوا إلى منزلها ما إن تلقوا النبأ، عانقت نازك وعبرت لها عن حزني وقلت لها إنني لن أترك هذه الجريمة دون عقاب. ورغم أنني نُصحت بعدم الذهاب إلى بيروت لأسباب أمنية، كان ضروريا بالنسبة إلي توجيه التحية لذكرى رفيق الحريري، والمشاركة في الحداد مع مواطنيه، ولكنني استبعدت فكرة المشاركة في التشييع لكي لا أجد نفسي إلى جانب الشخص الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في دورة العنف والكراهية، إميل لحود». بتصرف عن موقع "فرفش"

شيراك يكتب مذكرات الزمن الرئاسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كاتبة فرنسية تتهم ستروس كان بمحاولة اغتصابها

الاعتداء على مستشار جماعي بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات