تكتلات واحتجاجات في جمع الرجاء

الجمع العام دار في أجواء صاخبة وخول للرئيس صلاحية اختيار الثلث الخارج كادت التكتلات والمصالح الشخصية، أن تعصف بجمع بطل الموسم المنتهي، لولا خبرة أوزال الذي أقنع الحضور بتكليف عبد السلام حنات، الرئيس، باختيار الثلث الخارج من المكتب المسير.وشهد الجمع الذي استغرق أزيد من خمس ساعات، تلاوة التقريرين الأدبي والمالي في أجواء حميمية، وتمت المصادقة عليهما في أجواء مماثلة، رغم أن المصاريف تجاوزت خمسة ملايير، ومائتي مليون سنتيم (رقم قياسي في تاريخ الجموع العامة)، قبل أن يفتح الرئيس النقاش حول العديد من الأمور التقنية التي تهم الانتدابات والتعاقد والمدرب، ومدرسة الرجاء، وهي الاستفسارات التي رد عليها حنات بتلقائية في غياب مدير تقني، يتكفل بالمهمة. وعرف التوتر طريقه إلى القاعة بعد الإعلان عن طريقة اختيار الثلث الخارج من المكتب، فتضاربت الآراء بين مؤيد لفكرة تحميل الرئيس المسؤولية، ومنح فرصة اختيار الأعضاء الذين سيشتغلون إلى جانبه، وبين مؤيدي فكرة المرور عبر صناديق الاقتراع، ومن طالب بسقوط المكتب برمته، وإعادة انتخابه من جديد.وبعد أخذ ورد، واللجوء إلى عملية التصويت، على طريقة أوزال المعهودة، خولت الأغلبية للرئيس اختيار الثلث الخارج، لينتهي الفصل الأول من الجمع، في انتظار الفصل الثاني التي سيتم خلاله كشف الأسماء التي ستنضم إلى المكتب المسير، وتلك حكاية أخرى، لا يعرف خباياها سوى عبد السلام حنات، الذي كان يتمنى أن لا يوضع في هذا الموقف. لائحة الممنوعين من الجمعتضمنت لائحة الممنوعين من الجمع العام العادي للرجاء الرياضي لموسم 2010 – 2011، التي سلمت إلى حراس مدخل مركب ليدك، إضافة إلى رباعي المنخرطين المهدي البلغيتي، ورشيد البوصيري، وعبد الله بورواين، وعزيز عادل، نورالدين بشيشي، رئيس جمعية ديما ديما رجا، والمعروف داخل ملعب محمد الخامس، بالسهر على التنظيم، وموقع ديما ديما رجا، المشهود له بالمواقف الحازمة في الآونة الأخيرة، في العديد من الأمور التي تهم التسيير داخل الرجاء.وحتى إن كان كل هؤلاء تمكنوا في الأخير من حضور أشغال الجمع العام، بطريقة أو أخرى، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة في مثل هذه المواقف، هو من أعد لائحة الممنوعين، إذا كان جل أعضاء المكتب المسير، تنكروا للأمر وألقوا بالمسؤولية على مجهول.دبلوماسية أوزال تنقذ الموقف"أرجوكم... أرجوكم ثم أرجوكم"، عبارة رددها امحمد أوزال رئيس المكتب المديري لنادي الرجاء الرياضي، في أكثر من مناسبة في هذا الجمع، إما لامتصاص غضب القاعة أو إقناع أحد الأشخاص بالتراجع عن موقفه لما فيه مصلحة الفريق. كادت الأمور تتحول إلى ما لا يحمد عقباه، عقب منع البوصيري ومن معه من ولوج قاعة الاجتماع، ولولا تدخل أوزال الحازم قبيل انطلاقة الجمع العام بدقائق، وإقناع عبد السلام حنات بالتراجع عن قرار منع أربعة منخرطين من المشاركة في الجمع، والدبلوماسية التي لجأ إليها في إقناع البوصيري بالدخول إلى القاعة دون إحداث فوضى، لنحا الجمع منحى آخر، ووصل ردهات المحاكم.انطلق الجمع متأخرا عن موعده المحدد ب45 دقيقة، شهدت مناوشات وتكتلات، أمام أنظار ممثل الجامعة الملكية لكرة القدم، رشيد الوالي العلمي. وبعد التأكد من النصاب القانوني (159 منخرطا من أصل 267) كانت البداية هادئة، وسط اهتمام بالغ من الحضور.هدوء يسبق العاصفةاعتقد الحاضرون، أن زوبعة الاحتجاجات والتهديدات وتبادل التهم هدأت، وتابع الجميع تلاوة التقريرين الأدبي والمالي باهتمام كبير، ورغم أن الأمور لم تكن واضحة بالنسبة إلى مجموعة من المنخرطين، إلا أن نشوتهم بلقب البطولة والعبور إلى دوري المجموعتين، أنستهم الأخطاء المرتكبة، والتي ظلوا يحتجون عليها على امتداد الموسم المنتهي.كان التقرير الأدبي الذين تلاه محمد سيبوب، الكاتب العام، محط إجماع كل الحاضرين، في حين جاء التقرير المالي غامضا، واحتج عليه بعض المنخرطين، الذي اعتبروا التوصل به دقائق قبل انطلاق الجمع، خرقا سافرا للقانون، لأنهم لم يتمكنوا من الاطلاع عليه كما يجب، واكتفوا بالتقاط بعض الأرقام (المصاريف التي بلغت 5 ملايير و200 مليون سنتيم، والعجز المالي الذي حدد في 600 مليون، وارتفاع قيمة المنح والرواتب).وعكس الموسم الماضي، تمت المصادقة على التقريرين بالتصفيق، ليمر الجمع إلى التدخلات، التي ضبط إيقاعها باحترافية كبيرة، رئيس الفريق.حنات يلقي محاضرة تقنيةرد حنات على الاستفسارات التقنية للمنخرطين التي تمحورت في مجملها حول الانتدابات وقضية هنري ميشال، وتهميش التكوين، واللجوء إلى اللاعب الجاهز، بجرأة كبيرة، واعتبر انتدابات الموسم المنتهي ناجحة، وتلا أسماء جميع اللاعبين الذي التحقوا بالرجاء، ووصفهم بالمميزين، والذين لا يمكن التشكيك في إمكانياتهم، مستدركا أن ظروفا حالت دون تألقهم رفقة الرجاء.كما أثنى حنات على المجهودات التي ما فتئ يبذلها القائمون على مدرسة الرجاء، وتلا بافتخار كبير جميع النتائج التي حققتها الفئات الصغرى، وأكد للحضور أن لا خوف على مستقبل الفريق.وبخصوص عدم توقيع امحمد فاخر للعقد الذي يربطه بالرجاء بشكل رسمي، أرجع حنات الأمر إلى رغبة المدرب في الإطلاع على القانون الجديد للمدربين الذي سيصدر مع انطلاقة الموسم المقبل.وفي موضوع اللجنة التنظيمية، وتقلص المداخيل هذا الموسم كما جاء في التقرير المالي، وعد حنات المنخرطين، بالسهر على تحسين أوضاعهم داخل منصة ملعب محمد الخامس، وأكد أنه سيتكفل شخصيا الموسم المقبل بهذه اللجنة التي أثارت من حولها جدلا كبيرا.كما وعد حنات الحاضرين بتعيين مدير تقني الموسم المقبل، وقال إن ورش هيكلة إدارة تقنية داخل الرجاء، دخل مراحله الأخيرة، الأمر الذي أسعد كثيرا المنخرطين، وجعلهم يطمئنون على مستقبل فريقهم، رغم إبدائهم بعض الملاحظات التي رد عليها الدولي السابق يوسف روسي، المستشار التقني للرئيس، في وقت لاحق من الأمسية.روسي يخطف الأضواءخطف الدولي السابق يوسف روسي، المستشار التقني للرجاء الرياضي، الأضواء من جميع المتدخلين، وخلفت كلمته صدى طيبا داخل القاعة، وكانت الوحيدة التي حظيت بالإجماع، ولم يتعرض خلال إلقائها إلى أي اعتراض أو احتجاج.واستعرض روسي العمل المنجز خلال الموسم المنتهي، وشكر الرئيس على الثقة التي وضعها في شخصه، مما سهل عليه القيام بمهمته على أحسن وجه، خصوصا في مركب تيسيما، الذي اعتبره روسي في وقت من الأوقات عبارة عن مقبرة للنجوم، بسبب بعض التجاوزات التي كانت تمارس في الملعب.وقال روسي إن رواتب المؤطرين تضاعفت منذ تولي حنات رئاسة الرجاء، كما تمت محاربة ظاهرة الرشوة التي كانت متفشية بشكل كبير في تيسيما، من خلال استبعاد بعض المؤطرين الذين منحت لهم أكثر من فرصة، وضبطوا متلبسين.ولم يخف روسي أن هدفه الأساسي هو التكوين، وليس النتائج الآنية، لأن الرجاء كما جاء على لسانه، اعتبر على امتداد التاريخ، خزانا للنجوم، ويحز في نفسه الآن أن يرى الفريق ينفق هذه المبالغ الخيالية في انتداب اللاعبين، في الوقت الذي كان فيه يصدرهم إلى كل الفرق الوطنية، مختتما تدخله بتأكيد أن المستقبل لأبناء الرجاء، وهي العبارة التي رد عليها الحضور بعاصفة من التصفيق داخل القاعة.بداية التوتربعد المصادقة على التقريرين المالي والأدبي، والمداخلات، ورد الرئيس، بدأ التوتر يدب إلى القاعة، بمجرد الإعلان عن طريقة اختيار الثلث الخارج من المكتب المسير، فبدأت تتشكل تكتلات وبدأ الرئيس يفقد زمام الأمور تدريجيا، خصوصا بعد أن اختلف الحاضرون حول طريقة مواصلة الجمع، بين المطالب بنزول الجميع، وإعادة انتخاب المكتب المسير، أو منح الرئيس صلاحية تشكيل مكتبه، وبين المطالب باحترام القانون، والاكتفاء بانتخاب الثلث، وبين فئة أخرى بدأت تطالب بتحويل الجمع العام من عاد إلى استثنائي.ووسط عاصفة من الاحتجاجات، والاتهامات المتبادلة، حاول أوزال السيطرة على زمام الأمور، إلا أنه فشل هذه المرة، مما استدعى تدخل ممثل الجامعة الذي حاول عبثا إقناع الحضور بضرورة احترام القانون، وانتخاب الثلث الخارج، دون إسقاط جميع أعضاء المكتب المسير.وبعد أخذ ورد، وتوتر الأعصاب، وتصفية الحسابات، شعر معه الرئيس بإرهاق كبير، غادر إثره القاعة حوالي عشر دقائق، عاد الهدوء إلى القاعة، فاستغل أوزال الموقف، وأقنع الحاضرين بتكليف حنات باختيار الثلث الخارج، حفاظا على توازن المكتب المسير، فغادر الحاضرون القاعة منقسمين بين مؤيد ومعارض للقرار، وهلل البعض لانتصار لا يوجد إلا في قاموسه، لأسباب مجهولة، فيما التزم البعض الآخر الصمت، وحال لسانه يتساءل عن مستقبل الرجاء في ظل التطاحنات والتكتلات، وتغليب المصالح الشخصية على مصلحة الفريق.البوصيري يخلف وعدهلم يتمالك رشيد البوصيري أعصابه، ورغم وعد الرئيس بالتدخل شخصيا للحسم في قضيته وتسليمه بطاقة الانخراط، إذا ما ثبت أنه بريء مما نسب إليه وإلى مجموعته، أصر البوصيري على التدخل وتصفية بعض الحسابات العالقة بينه وبين مصطفى الأبيض من جهة، وسعيد حسبان من جهة أخرى.واتهم البوصيري العضوين، بالوقوف وراء الحملة التي شنت ضده في المقاهي والمطاعم كما جاء على لسانه، وقال إن الأبيض وحسبان ارتكبا مجموعة من الأخطاء في مسطرة الاستماع إليه ومن معه، وأكد أنه توصل باستدعاء في 21 من شهر يونيو، تدعوه إلى المثول أمام اللجنة في 18 من الشهر ذاته، وسلم نسخة من الاستدعاء إلى ممثل الجامعة. نورالدين الكرف

تكتلات واحتجاجات في جمع الرجاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النيران تلتهم براريك "سوق الرخا" بدرب غلف

الشيلي تتصدر مجموعتها بكوبا أمريكا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات