ملف قضية: 30 سنة لمتهم بالقتل العمد بآسفي

فشل في اغتصاب الضحية فوجّه إليها طعنات قاتلة لم يكن “عادل” يعتقد أن انسياقه وراء رغباته وشهواته الجنسية، سيقوده إلى غياهب السجون، بعدما وجد عقوبة قاسية تصل إلى 30 سنة، تطوّق عنقه، إثر وضعه حدا لحياة شابة في مقتبل العمل، رفضت الانصياع إلى شهواته الجنسية. ضنك العيشبأحد المداشر القريبة من جماعة العكارطة بآسفي، رأى “عادل” النور، في أسرة بدوية فقيرة، تتكون من ستة أفراد، لا معيل لهم إلا أب أخذ منه الزمن مأخذه، ورسم على وجهه تجاعيد واقع اجتماعي مر.لم يستطع “عادل” إتمام دراسته الابتدائية، لعدم قدرة والده على توفير مستلزمات الدراسة لابنه، الذي التحق بسوق الشغل مبكرا، في محاولة لإعانة أسرته على تكاليف العيش، إذ اشتغل في العديد من بآسفي.ظل “عادل” على هذا الوضع، يشتغل في الضيعات الفلاحية بإقليمي آسفي وسيدي بنور، قبل أن يقرر البحث عن شغل آخر، بإمكانه أن يوفر له ما يحتاجه من المال، وهكذا وجد نفسه تتقاذفه الضيعات الفلاحية والمحلات التجارية دون أن يحقق مبتغاه من هذا العمل، الذي لم يكن يوفر له سوى دريهمات قليلة لا تكفيه لسد رمقه، فبالأحرى مواجهة ضنك العيش، ليظل يصارع ألم الفقر والعمل الشاق بأجر زهيد جدا.خطوات في مسار الإجرامقاد “عادل” تفكيره إلى البحث عن طريق سهل للاغتناء أو على الأقل توفير مستلزمات الحياة، ولم تكن هذه الطريق سوى السرقة والنشل، أو بعبارة أخرى، ولوج عالم آخر، عنوانه الإجرام.تحدى “عادل” كل العقبات، وتسلح بعزيمة المجرمين، واستحضر مسيرة شباب من أبناء قبيلته، استطاعوا أن يتعايشوا مع عالم الإجرام، رغم سنوات الحرمان والسجن، التي يقضونها من حين لآخر.أولى العمليات التي قام بها “عادل” كانت من داخل إحدى الضيعات الفلاحية التي اشتغل بها، إذ سرق العديد من المستلزمات الفلاحية، وباعها بمدينة آسفي.وكان نجاح هذه العملية بمثابة مؤشر قوي لنجاح مسيرة “عادل” الذي أعاد الكرّة مرتين، لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة، إذ تم اعتقاله في إحدى المناسبات وتقديمه للعدالة التي قضت بإدانته بسنة واحدة ونصف سنة حبسا نافذا، بعد متابعته من أجل جناية السرقة الموصوفة. قضى “عادل” تلك المدة خلف القضبان بسجن آسفي، واعتقد العديد من سكان قبيلته، أن تلك المدة التي قضاها خلف القضبان، ستجعله يوقف مسيرته في درب السرقة والإجرام، غير أنه واصل مسلسله الإجرامي، غير آبه إلى أين سينتهي به هذا المسار. كانت فتيات الدوار، يحاولن دائما وضع مسافة بينهن وبين “عادل” خوفا من تعرضهن لمكروه على يده، لكن لم يساورهن الاعتقاد في أنه سيعمد في يوم من الأيام، إلى الاعتداء عليهن بالقوة أو يعترض سبيلهن.قتل بدافع الرغبة الجنسيةفي يوم صيفي حار، كانت الضحية التي لم تكمل عقدها الثاني بعد، تجلب الماء من بئر الدوار، في حين كان “عادل” في مكان منزو، يراقب “عائشة” التي ألهب جمالها رغبته الجنسية، فسارع إلى الاقتراب من البئر محاولا التحدث إليها من أجل إسقاطها في شراكه وحباله، غير أن الأخيرة لم تعره أي اهتمام.وفي الوقت الذي حاولت المسكينة مغادرة البئر، أمسك بها “عادل” محاولا إرغامها على مرافقته، إذ اختلى بها عنوة في مكان مقفر، وحاول إزالة ملابسها في محاولة لاغتصابها، غير أن الضحية أبدت مقاومة شديدة، ورفضت أن تستسلم لرغباته الحيوانية، رغم ضربه لها.وأمام فشله في تحقيق مراده، وصراخ وعويل الضحية، لم يجد الجاني بُدا من استخراج سكين كانت بحوزته، ووجه للضحية طعنة قوية في إبطها الأيسر، وطعنة أخرى في رقبتها، وإصابات أخرى على خذها ويدها، لتسقط المسكينة مضرجة في دمائها تصارع الألم بين الحياة والموت.شعر الجاني بعد ذلك، بفظاعة ما ارتكبه، قبل أن يطلق ساقيه للريح، محاولا الهروب من بطش سكان الدوار، غير أن مجموعة من الشباب، لحقوا به وأوقفوه بعد أن قطع مسافة تقارب 10 كيلومترات، ليتم إشعار عناصر الدرك الملكي التي انتقلت إلى مكان الحادث، حيث تمت معاينة جثة الضحية التي فارقت الحياة بعد دقائق عن تعرضها للاعتداء، في حين تم الاستماع إلى الجاني في محضر قانوني، حيث اعترف بالمنسوب إليه، لتتم إحالته على أنظار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بآسفي، من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.بعد انتهاء التحقيق الذي باشره قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، والذي خلص إلى ثبوت الفعل الجرمي موضوع المتابعة، أحيل المتهم على غرفة الجنايات، ومثل في عدة جلسات، حيث أكد ممثل الحق العام، أن كل القرائن تؤكد ثبوت الفعل الجرمي موضوع المتابعة في حق المتهم، بدليل اعترافاته التمهيدية أمام الضابطة القضائية وأمام قاضي التحقيق، ملتمسا مؤاخذته من أجل المنسوب إليه، وإدانته بأقصى العقوبات المنصوص عليها في فصول المتابعة، في حين التمس دفاع المتهم تمتيع موكله بأقصى ظروف التخفيف، بعد أن بسط الظروف المحيطة بالجريمة وكذا الأوضاع الاجتماعية للمتهم.وبعد أن كان المتهم آخر من تكلم انسحبت هيأة الحكم للمداولة قبل أن تعود وتصدر قرارها القاضي بإدانة المتهم من أجل المنسوب إليه، والحكم عليه من أجل ذلك ب 30 سنة سجنا وتحميله الصائر مجبرا في الأقصى. محمد العوال (آسفي)

ملف قضية: 30 سنة لمتهم بالقتل العمد بآسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف عصابة لسرقة السيارات بالبيضاء

جريمة تحت المجهر: جنايات فاس تبت في ملف عاهة مستديمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات