ندوة أصيلة تناقش مشكلات المهاجرين في دول الاستقبال

السنيورة: اليمين الأوربي استغل مشكلات الاندماج لوضع برامج معادية للمهاجرين العرب والمسلمين اختتمت، عشية أول أمس (الاثنين)، فعاليات ندوة "الهجرة بين الهوية الوطنية والهوية الكونية"، التي نظمت في إطار أنشطة موسم أصيلة الثقافي في دورته الثالثة والثلاثين، بمشاركة عدد من الفعاليات السياسية والدبلوماسية والثقافية من المغرب وبلدان عربية وأجنبية. وتبادل المشاركون في هذه الندوة الدولية، التي انطلقت أشغالها السبت الماضي ودامت ثلاثة أيام، مجموعة من الآراء والأسئلة السياسية والثقافية المتعلقة بقضايا الهجرة، ووقفوا بشكل خاص عند مسألة التوفيق والمواءمة بين الهوية الوطنية والهوية الكونية في عالم تشترك فيه عدد من القيم وطرق العيش والمشاعر، وكذا العوائق التي تحول دون إغناء التنوع في المجتمعات المستقبلة، وتقف في طريق التربية على الانفتاح في المجتمعات الأصلية للمهاجرين.وتناولت جل مداخلات هذه الندوة، التي نظمتها جامعة المعتمد بن عباد الصيفية في إطار دورتها السادسة والعشرين، مشكلات المهاجرين وأدوارهم الفعلية أو المفترضة في الحياة السياسية لعدد من بلدان الاستقبال، وذلك بطريقة كشفوا من خلالها عن العنصرية والكراهية التي يتعرض لها الأجانب، سيما العرب والمسلمين منهم، مشددين على الدور الذي تلعبه بعض وسائل الإعلام، التي تلجأ إلى الإثارة والاختزال والتعميم والخلط، وتجنح، في عدد من الحالات، إلى التواطؤ مع القوة التي تستثمر الاختلافات لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية.كما قدم المشاركون، في توصياتهم، عدة اقتراحات تؤكد ضرورة تعميق الحوار في مسألة الهويات المتعددة، انطلاقا من الخبرات الشخصية للمهاجرين، خاصة الشباب منهم، وكذا مواصلة البحث في موضوعات الهجرة بمشاركة أوسع للمهتمين في دول الاستقبال، بالإضافة إلى خلق حوار ما بين المنتمين إلى ثقافات وأديان مختلفة مع ضرورة قيامه على أساس التكافؤ والإنصاف والمعاملة بالمثل.وكان رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة، تحدث عن تجربة لبنان مع الهجرة طيلة القرن الماضي، واصفا إياها بـ «القصة الشيقة والشاقة»، مؤكدا أن هذه الظاهرة كانت لها سلبيات وإيجابيات على المجتمع والدولة اللبنانية، وكذا على بلدان الاستقبال بصفة عامة.وقال السنيورة، في كلمة تلاها نيابة عنه وزير الإعلام اللبناني السابق طارق متري، إنه «رغم المكاسب الاقتصادية والاجتماعية لهذه الحركات الإنسانية، لا يمكن غض النظر عن مشاكل هوية وخصوصيات المهاجرين العرب في بلدان الاستقبال الغربية»، مبرزا أن «مراجعة مواقف جميع الأطراف قد يجعل الهوية الوطنية مكملا للهوية الكونية، لا عاملا مناهضا لها»، إذ يرى السنيورة أن اليمين الأوربي استغل مشكلات الاندماج، خصوصا المتعلقة بالدين والهوية والأمن، لوضع برامج سياسية معادية للمهاجرين العرب والمسلمين، وهي سياسات تقوم على بند وحيد يتمثل في «العداء للعرب»، مؤكدا أن ممارسات بعض المهاجرين تشكل جزءا من أساس المشكل، ما يجعل «الكثرة تؤخذ بجريرة القلة».من جهته، ركز بيتر شاتزير، رئيس ديوان المدير العام للمنظمة العالمية للهجرة، على الدوافع الكامنة وراء تحريك تدفقات المهاجرين بين الدول، موضحا أن «الدافع الاقتصادي يشكل المحرك الأساسي لهذه الظاهرة العالمية، وذلك حسب حاجة المجتمعات والاقتصادات ببلدان المصدر والاستقبال»، مؤكدا في كلمته أن «الهجرة في حاجة إلى وجود دوافع ملحة لدى بلدان الاستقبال لتكون مربحة للمهاجرين ودول الاستقبال، وتصبح مصدرا لرفاهية الجميع»، مشددا على ضرورة الحد من الهجرة غير المشروعة لجعل الظاهرة إيجابية.من جهة أخرى، تطرق إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى المنظور الشامل للهجرة عبر العالم، وذكر أن العالم يعيش حاليا المرحلة الثالثة من عولمة الحركات الإنسانية الكبرى في العصر الحديث، بعد انتقال الأفارقة نحو الولايات المتحدة، وهجرة اليد العاملة مع عصر النهضة الصناعية، مبرزا أن هذه المرحلة تتميز بتنوع واتساع كبيرين لظاهرة الهجرة لتشمل جميع مناطق العالم، مبررا كلامه بإحصاء أصدرته الأمم المتحدة سنة 2009، ويشمل حوالي 214 مليون مهاجر، إذ ذكر أنهم يتوزعون بشكل شبه متساو بين الهجرات في اتجاه جنوب/ شمال، وجنوب/جنوب، وشمال/ شمال.يذكر أن الدورة 33 من الموسم الثقافي الدولي لأصيلة، تستضيف هذه السنة دولة الكويت، التي تحتفل بذكرى استقلالها الخمسين. المختار الرمشي (مبعوث «الصباح» إلى أصيلة)

ندوة أصيلة تناقش مشكلات المهاجرين في دول الاستقبال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

علماء يستخلصون الحمض النووي لشكسبير

سقوط نصاب أولاد برحيل في يد الدرك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات