بانوراما الصيـف: فـريـد مـخـتـار أول ضـحـايـا بـن عـلـي

وضع فريد مختار حدا لعلاقته بليلى الطرابلسي، التي دامت ثلاث أو أربع سنوات. وفي 1984 عاد بن علي من "منفاه" ببولونيا، ليلتقي، مجددا، بليلى الطرابلسي، بحكم شغفه بها. رافقها لتعيش في بيت فاخر مُريح بشارع "سكره"، الشهير بالعاصمة تونس. تخلت ليلى عن أنشطتها وعاشت في ظل بن علي، بعدما عينه محمد مزالي، الوزير الأول، وزيرا للداخلية. كان يُساورهما الطموح ذاته، في الوصول إلى قصر قرطاج. وفي هذا الصدد يورد الكتاب كلاما قاله بنعلي لليلى الطرابلسي، ذات مرة، بعدما كان يتأهب للمغادرة من أجل موعد مستعجل. قال لها "اصبري، فإننا سننتقل، عما قريب، إلى قصر قرطاج". كان ذلك في فترة خيم فيها التوتر في محيط مزالي، بين فريقين، الأول يضم زوجة مزالي، وصهره فريد مختار، وبعض الوزراء. والثاني يضم مزري شكير، وزير الوظيفة العمومية، ومستشار مزالي، المتحدر من موناستير ، التي يتحدر منها، أيضا، الرئيس بورقيبة. إلى جانبه وزير الداخلية، وكذا الإخوة كمال، ورؤوف، وصلاح الدين لطايف، المخلصين لبن علي. أكثرهم انخراطا في السياسة هو كمال لطايف، الذي يعتبر صانع مسار بن علي، فهو الذي تمكن في سنة 1984 من إرجاعه من "منفاه" ببولونيا، بفضل علاقاته مع مزري شكير، بالخصوص.أحس فريد مختار، بسرعة متناهية، بأنه أصبح مهددا من طرف بن علي، وله الحق في ذلك، لكن هل كان ذلك بسبب انتمائه إلى فريق معارض، أم بسبب علاقاته الماضية بليلى الطرابلسي؟ أم بسببهما معا؟ على كل حال، عكف بن علي على إعداد ملف الفساد ضده لتوريطه، مما ساعد على تعكير الأجواء. وفي ماي سنة 1986، انعقد اجتماع للحزب الاشتراكي الدستوري برأس الجبل، قريبا من بيزرت، وقرر فريد أن يحضره. في الساعة الثالثة صباحا، توصل محمد مزالي باتصال هاتفي ببيته، كان المتحدث هو بن علي نفسه. قال له هذا الأخير"سيدي الوزير الأول، صهرك تعرض لحادثة سير خطيرة، وأدخل المستشفى على طريق بيزرت". بعد ذلك بساعتين، توصل الوزير الأول بمكالمة ثانية من وزيره في الداخلية يخبره فيها بوفاة فريد مختار.في اليوم الموالي، توجه محمد مزالي، ككل يوم، إلى الرئيس بورقيبة. قال له الأخير، إن في المصاب خيرا، إذ كان من المقرر أن يتم القبض على صهره لمطالبته بالحسابات حول تدبيره للشركة التونسية للصناعات الحليبية. بطبيعة الحال، لم يكن أحد يؤمن، في محيط العاشق السابق لليلى، بما قيل حول وفاة فريد مختار، ولم تقنع أحدا منهم الرواية المقدمة حول حادثة السير، خاصة أنه في ذلك اليوم الذي وقعت فيه الحادثة، لم يتكلف سائق الضحية المعتاد، نفسه، بنقل فريد إلى بيزرت. بعد الحادث نُقل الضحية إلى مستشفى متخصص في الأمراض الصدرية، ولم يكلف الجنرال بنعلي نفسه حتى عناء تقديم التعازي إلى زوجة محمد مزالي، أخت فريد مختار. جمال بورفيسي

بانوراما الصيـف: فـريـد مـخـتـار أول ضـحـايـا بـن عـلـي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بانوراما الصيـف: حاكـمـة قـرطـاج (الحلقة الثانية)

بانوراما الصيف: سناء الرجاوية...سفيرة فوق العادة 2

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات