بانوراما الصيـف: رياضيون والمنشطات 1

حصدت المنشطات في السنوات الأخيرة أزيد من 40 رياضيا مغربيا، غالبيتهم في رياضة ألعاب القوى، إذ في كل سنة، يسقط عدد من العدائين في مختلف المنافسات والملتقيات الدولية، إلى درجة أصبح المغرب قبلة مفضلة للمختبر الدولي الموجود بإسبانيا، وأضحى العداؤون المغاربة فريسة سهلة للمتاجرين في هذه الآفة التي أصبح خطرها أكثر تهديدا مما تمثل المخدرات. عموري أول رباعة تسقط في فخ المنشطات لم يعد تعاطي المنشطات حكرا على عدائي ألعاب القوى الوطنية، إذ أعطى تورط الرباعة المغربية وفاء عموري في تعاطيها بعدا آخر في علاقة المنشطات بالرياضة الوطنية، بعد أن أعلن الاتحاد الدولي فشل عموري في اختبار خضعت له سنة 2004 على هامش الألعاب الأولمبية التي احتضنتها العاصمة اليونانية أثينا، وتسببت في تلقي الرياضة الوطنية ضربة موجعة في تلك الفترة. وأعلن الاتحاد الدولي عن توقيفها مدة سنتين، في الوقت الذي كانت فيه كل الآمال معقودة على عموري في الظفر بأول ميدالية أولمبية في رياضة حمل الأثقال، بالنظر إلى النتائج التي حققتها خلال منافسات البطولة الإفريقية التي احتضنتها تونس في السنة ذاتها، إذ تمكنت من إحراز ثلاث ميداليات فضية ونحاسيتين في وزن 63 كيلوغراما.ولم يكن لتوقيف عموري الأثر السلبي على مسارها الرياضي فحسب، بل كان مدربها بوشعيب أوزان أول من وصلته تبعات هذا التوقيف، قبل أن يعلن الاتحاد الدولي للعبة عن نتائج العينة "باء"، بعدما كان يمني النفس بأن تكون نتائج العينة الأولى غير صحيحة، إلا أن الاتحاد الدولي زكى القرار السابق وطرد الرباعة المغربية عموري من الأولمبياد إلى جانب سبعة رباعين دوليين من دول مختلفة، وتكون بذلك بخرت آمال المغاربة في الحصول على أول ميدالية أولمبية، علما أنها كانت أول امرأة مغربية تشارك في رفع الأثقال ضمن منافسات الألعاب الأولمبية.وتسبب قرار توقيف للرباعة المغربية في مشاكل نفسية كبيرة، بعد إصابتها باكتئاب أدخلها في عزلة طويلة حاملة معها هموم أسرتها البسيطة، بعدما كانت تمني النفس في إنقاذها من الفقر، من خلال تتويجها في الألعاب الأولمبية، وزاد من حدة أزمتها أن تنكر لها أغلب المسؤولين عن رياضة رفع الأثقال، فقادها تفكيرها في البحث عن حل لها في التجنيس أمام إغراءات العديد من الدول أبرزها فرنسا وإسبانيا والأردن وليبيا، ذلك أنها ظلت تتدرب لوحدها معتمدة على إمكانياتها المادية الضعيفة بمساعدة والدها سائق الطاكسي، ما طرح العديد من المعيقات أمامها سيما المادية منها، على اعتبار أن رياضة رفع الأثقال تتطلب تغذية متوازنة كفيلة بتأهيل جسمها لتحمل رفع الأثقال، إضافة إلى توفير لوازم رياضية تتناسب مع احتياجاتها.وأبت عموري إلا أن تعود إلى حلبات التباري بعد 24 شهرا من التوقيف المفروض من الاتحاد الدولي، واستطاعت بفضل إمكانياتها البسيطة أن تحتل الرتبة الثانية في بطولة إفريقيا التي احتضنتها مصر، واستطاعت أن تتغلب على مشاكلها النفسية وتتحمل النفقات من أجل عودة جديدة بعيدا عن المنشطات، في محاولة لنسيان الماضي والتفكير في استرجاع براءتها، بعد أن ظلت متمسكة بها إلى آخر رمق، معتبرة ما حدث لها في أثينا كان من فعل فاعل. صلاح الدين محسن

بانوراما الصيـف: رياضيون والمنشطات 1

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بانوراما الصيـف: مذكرات فنــــــان1

بانوراما الصيـف: حاكـمـة قـرطـاج (الحلقة الأولى)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات