شعباني: المجتمع المغربي أصبح منفتحا

قال علي شعباني، أستاذ باحث في علم الاجتماع، إن المجتمع المغربي عرف تغيرات عميقة مست جوهر الأسرة المغربية وعلاقات أعضائها وسلوكاتهم، خاصة الشباب والمراهقين.وأضاف أن أول ملاحظة يبديها المتتبعون والدارسون لهذه الظواهر، هي أن غالبية الأسر داخل المجتمع المغربي، أصبحت مغلوبة على أمرها، ولم تعد قادرة على ضبط سلوكات أبنائها، ومراقبة علاقاتهم المختلفة داخل وخارج بيت العائلة. وأوضح في حديثه مع «الصباح» أن الكثير من الآباء لا يقبلون مثل هذه السلوكات والتصرفات إلا على مضض، مسترسلا: «نجد أن العديد من الآباء أيضا يغضون الطرف عن علاقات أبنائهم من الجنسين، حتى ولو لم يكونوا على اتفاق معهم أو راضين عن ذلك، على أمل أن تمر هذه المرحلة بسلام، مع إقناع أنفسهم بأنها سلوكات وعلاقات مرتبطة بمرحلة عمرية، سرعان ما ستنقضي وتنقضي معها مشاكلها. وبالتالي سيعود هؤلاء إلى إتباع النسق العام السائد في الأسرة والمجتمع».وأوضح الأستاذ باحث في علم الاجتماع، أنه في الوقت الذي لا يتحمس الشباب الذين شاركوا في بحث مجلة "ليكونوميست" للدخول في علاقة الزواج، نلاحظ هذا الإقبال الكبير على ربط علاقة الرفقة الحميمية، أو المعاشرة بدون زواج، مؤكدا أن هذه الظواهر تحتاج إلى الكثير من الدراسة والبحث، لمعرفة تطورها ومختلف تبعاتها، "إذا ما أثمرت هذه المعاشرة أطفالا، وما هي ضمانات حقوق كل الأطراف في حالة الانفصال؟".وفي موضوع تراجع نسبة الشباب الذين أكدوا أنه، لم تكن لهم علاقة حب مع أي شريك آخر، مقارنة بما صرح به شباب 2006، قال شعباني، أن ذلك يدل على أن شباب 2011 أصبحوا أكثر جرأة وإقبالا على ربط علاقات الحب مع شركاء آخرين من الشباب. إلى ذلك، أوضع علي شعباني أن البحث يعطي انطباعا أن المجتمع المغربي أصبح منفتحا، إلى درجة أن الممارسة الجنسية أصبحت عامة وشائعة، إلى درجة أنها أصبحت تشمل حتى الأطفال.وأضاف في حديثه مع "الصباح" أن الأرقام التي قدمها البحث والمتعلقة بارتفاع نسبة الرفقة الحميمية في البوادي مقارنة بالحواضر، أنها ربما راجعة إلى أن نوعية وطبيعة العمل في البوادي، باعتبار أن المهام تنجز في فضاءات مفتوحة، ما يساعد ذلك في ربط تلك العلاقات.إلى ذلك، قال علي شعباني، إن أهم ما ورد في بحث المجلة، أن الآباء لم يعودوا يولون كبير اهتمام إلى علاقات أبنائهم مع شركاء أحرار آخرين، مشيرا إلى أنها مسألة يمكن أن تثير فضول الباحثين.وطرح عددا من الأسئلة منها "هل الأمر يتعلق بلا مبالاة الآباء بهذه المسألة، رغم المخاطر الكبيرة التي تكتنفها، خاصة في ما يتعلق بالصحة والوقاية من الأمراض المتنقلة جنسيا؟ أم أن الأمر يدخل في التغيرات الجوهرية التي همت بعض القيم الأخلاقية والعلاقات الاجتماعية؟".وذهب المتحدث ذاته إلى حد القول "هل هذه العلاقات والسلوكات تحدث في غفلة من الآباء؟ أم أن القضية تدخل في منح الكثير من الحريات للأبناء، وتعويدهم على تحمل المسؤوليات، وتقبل نتائج وعواقب مثل هذه العلاقات؟ هل يدرك الآباء بأن الركب تجاوزهم ولم يعودوا قادرين على ضبط الإيقاع السريع لما يحدث حولهم؟ أم أن المسألة تدخل في إطار التسامح وقطع الصلة مع عادات وسلوكات يعتبرونها مر عليها الزمان، وقد حان الوقت لترك الشباب يستمتعون بما في الشباب من حلاوة وما يوفره من أحاسيس السعادة؟ " وأشار إلى أن تلك معطيات ذات أهمية، وتقتضي المزيد من التحليل والدراسة، لأنها تصب في صميم التغيرات الجوهرية التي يعرفها المجتمع المغربي، وهي ظواهر ذات علاقة متينة بمنظومة القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية السائدة في المجتمع المغربي. إيمان رضيف

شعباني: المجتمع المغربي أصبح منفتحا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشباب المغاربة لا يعرفون من الأمراض الجنسية إلا "السيدا"

الشباب يقيم علاقات جنسية في سن مبكرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات