القتل في مدونة السير لا يقود إلى السجن

حوادث سير مميتة انتهت بمتابعة السائقين في حالة سراح ضدا على القانون أشعلت مدونة السير قبل خروجها إلى حيز الوجود النار بين المؤيدين والمعارضين لها، وحين ابتدأ تطبيقها توسم الجميع الخير في قوانينها الرادعة، إلا أنه سرعان ما بينت الأحداث أن دار لقمان مازالت على حالها. عبد اللطيف بليوط أحد النماذج على الاستهتار بفصول مدونة السير، إذ انتبه فجأة إلى أن مصرع ابنته على يد سائق لا يقود، حتما، إلى متابعته في حالة اعتقال، كما ينص على ذلك القانون، بل يطلق سراحه، في تحد للقانون الذي حدد العقوبات الحبسية في المدونة، ورفع العقوبة من أجل القتل غير العمد الناتج عن حادثة سير إلى الحبس من سنة واحدة إلى خمس سنوات وغرامة من 10 إلى 40 ألف درهم. بقيت كل هذه العقوبات، في حالة بليوط، مجرد حبر على ورق، إذ يحكي بمرارة كيف أفرج عن السائق، فجأة، لأسباب غامضة، رغم وجود عدة أدلة تثبث أنه ارتكب مخالفات أخرى، إلا أن ذلك لم يشفع بمتابعته في حالة اعتقال.وروى عبد اللطيف، الذي يقطن بدوار أولاد افقيرة أولاد بوعزارة بسيدي بنور، تفاصيل الحادثة بألم كبير، ففي شهر مارس الماضي حضر أحد الأشخاص إلى منزله والتقى بابنته الصغيرة، التي لا تتجاوز من العمر عشر سنوات، واصطحبها إلى مكان بعيد حيث حثها على قضاء بعض أغراضه، ولما حاولت الطفلة عبور الطريق الرابطة بين خميس الزمامرة وسيدي بنور صدمتها سيارة يقودها شخص يقطن بدوار في الزمامرة توفيت بسببها على الفور، جراء الصدمة والسرعة المفرطة.وكشف أبو الضحية، في شكاية إلى الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، أن مصالح الدرك الملكي بسيدي بنور أوقفت السائق في اليوم نفسه قبل الإفراج عنه بعد أيام قليلة، علما أن شهادة التأمين التي أدلى بها ليست سوى صورة شمسية غير مصادق عليها وغير مؤرخة من طرف وكيل التأمين، ولا تحمل رقم بويصلة التأمين، أي أنها لا تتوفر فيها شروط شهادة التأمين.لم يستسغ الأب المكلوم الإفراج عن السائق، وبدأ رحلة ألف ميل الطويلة بمطالبة المسؤولين بإجراء بحث دقيق، ضمانا لحقوقه، والاقتصاص من كل من تسبب في حرمانه من فلذة كبده.حكاية عبد اللطيف ليست الوحيدة في «عالم» تناقضات مدونة السير، فقد سبق لمصالح الدرك الملكي بالطريق السيار بسطات أن أنجزت محضرا لحادثة سير أسفرت عن مصرع أربعة أشخاص، وعاينت السائق المتسبب فيها في حالة سكر، بل اعترف بنفسه أنه تناول الخمر قبل السياقة وأنه فقد التحكم في السيارة إلى درجة اجتيازها شريط الأمان بالطريق السيار، واكتشف رجال الدرك الملكي وجود قنينات للجعة بالسيارة، ووضع السائق تحت الحراسة النظرية، وفي نهاية المطاف تابعت النيابة العامة السائق في حالة سراح... حالتان تعكسان أن الجميع لسوا سواسية أمام القانون وتحتاجان إلى صرامة في معاقبة كل المتلاعبين بالنصوص القانونية. خالد العطاوي

القتل في مدونة السير لا يقود إلى السجن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القاعدة تحرض على مقاطعة الاستفتاء على الدستور

إيداع متهمين بالدعارة سجن الناظور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات