الحرائق تلتهم آلاف أشجار النخيل بكلميم وطاطا

المتضررون يطالبون بتأطيرهم ومساعدتهم في إخماد الحرائق عبر العديد من الفلاحين ومالكي أشجار النخيل بكل من كلميم وطاطا وآسا الزاك عن استغرابهم وحيرتهم من ظاهرة الحرائق المتكررة التي تهدد أشجار النخيل بين الفينة والأخرى.وذكرت مصادر «الصباح» أنه، مساء الثلاثاء الماضي، أتت النيران على ما يقارب 75 من أشجار النخيل، منها حوالي 11 نخلة احترقت بالكامل بالقرب من دوار زريويلة التابع لجماعة أسرير القروية (كلميم)، ولم تتمكن عناصر الوقاية المدنية والسكان والسلطة المحلية من إخمادها إلا بعد خمس ساعات من التدخل. وقرب دوار آيت مسعود التابع للجماعة نفسها، أتى حريق، الأسبوع الماضي، على أزيد من 80 نخلة احترقت منها حوالي 10 نخلات بالكامل، وما زال التحقيق متواصلا لمعرفة أسباب اندلاع هذا الحرائق في ظل موجة الحرارة التي يعرفها إقليم كلميم حاليا. وأضافت المصادر ذاتها أن أزيد من 30 حقلا من أشجار النخيل بواحة قرب الدوار المحادي لواد ايغمان بالجماعة القروية عوينة ايغمان أُتلفت بالكامل، إذ لم تتمكن عناصر الوقاية المدنية من السيطرة على الوضع إلا في وقت متأخر من الليل. وفي وقت سابق، التهمت الحرائق أزيد من 100 نخلة وعشرات من أشجار الزيتون والرمان بواحة «تيغمرت» بإقليم كلميم. ومع تكرار هذه الحرائق، فإن السكان أصبحوا يرددون مجموعة من التساؤلات حول أسبابها واحتمال وقوف مجهولين وراءها، وعبروا عن تخوفهم الكبير من احتمال وصول النيران إلى المنازل الكائنة في قلب الواحة، فضلا عن الاحتمال القوي في أن تحترق الأسلاك الكهربائية، خاصة أن السلطات في كل مرة تقول إنها فتحت تحقيقا في هذه الأحداث دون الوصول إلى أي نتيجة. واستبعد المتضررون فرضية وجود دوافع إجرامية وراءها، خاصة أن بعض الفلاحين لاحظوا أثناء انشغالهم بإطفاء الحريق اشتعال النيران في نخلة مجاورة وفي مكان يصعب أن يصله الإنسان بسرعة، كما أن إمكانية انتقال ألسنة النيران عن طريق هبوب الرياح كان مستبعدا لأن الجو كان مستقرا.أما في إقليم طاطا المحاذي لكلميم، فذكرت مصادر «الصباح» من السلطات المحلية أن ألسنة متفرقة من اللهب التهمت ما يناهز 1400 نخلة بالكامل كانت تغطي مساحة تقارب 20 هكتارا بدوار «أكرد’’ بجماعة تمنارت بإقليم طاطا، غير أن المتضررين وفاعلين محليين يِؤكدون أن الحرائق أتت على ما يقارب 3500 نخلة تغطي مساحة تقارب 20 هكتارا عكس ما أوردته قصاصة إخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء التي حصرت منطقة الحريق في 8 هكتارات فقط. وبهذا الخصوص، قال الفاعل الجمعوي بجماعة تمنارت، عمر بوهوش «إن ألسنة اللهب التي اندلعت في حدود الساعة التاسعة صباحا بحقول دوار أكرد خلفت خسائر مادية كبيرة لفلاحي المنطقة، خاصة مع حلول وقت جني التمور والتي يعتبر أكرد أحد أهم اسواقها بإقليم طاطا، وأشار إلى أن الحريق أتى كذلك على منزل يوجد بمقربة من إحدى الحقول بعد أن أخلاه ساكنوه لحظات بعد اندلاع الحريق، وانتقد بوهوش تحركات السلطات المعنية وبطء عملية إخماد الحريق، معتبرا أن حوالي خمسين فردا من الوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية وثلاثة صهاريج ماء فقط لم تكن كافية للسيطرة على الحريق مما أدى إلى استمرار التهامه للنخيل أمام أعين فلاحي المنطقة». وأضاف المتحدث أن المنطقة تعرف حرائق مشابهة سنويا منذ سنوات دون تحديد الأسباب المباشرة لها، مبديا استغرابه لعدم تحرك مسؤولي قطاع الفلاحة بإقليم طاطا على الأقل لتأطير الفلاحين في طرق التعامل مع مثل هذه الأحداث للتقليل من الخسائر. أما جمال العلالي، الفاعل الجمعوي بتمنارت، فقد قدّر عدد أشجار النخيل التي التهمتها ألسنة النار بأزيد من ألف نخلة، مطالبا بضرورة إحداث مركز للوقاية المدنية بمركز دائرة أقا أو ببلدية فم الحصن القريبة من تمنارت، تحسبا لأي حادث من هذا النوع، عوض انتظار حلول رجال الوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية من طاطا التي تبعد بحوالي 160 كيلومترا ومن كلميم التي تبعد عن تمنارت بحوالي 170 كيلومترا.ومن أجل إشراك السكان في عملية السيطرة على الحرائق في انتظار وصول عناصر الوقاية المدنية، عقد رئيس جماعة أسرير عدة لقاءات مشتركة مع الجهات المعنية، تُوجت بالاتفاق على خلق 6 نقط جديدة للتزود بالماء وجلب فوّهات الحريق بأسرير وتغمرت وفتح مسالك جديدة لتسهيل ولوج الآليات إلى الواحة، بالإضافة إلى تكوين حوالي 20 متطوعا من السكان المحليين للقيام بالتدخلات الأولية في انتظار وصول عناصر الوقاية المدنية، ذلك أنه سيتم تدريب هؤلاء على استعمال الآليات والتجهيزات التي اقتنتها الجماعة تنفيذا لما جاء في المخطط الجماعي للتنمية لأسرير 2009/2014. كما تحدث المخطط المشار إليه عن إعداد مخطط وقائي ومستعجل ضد الحرائق، انطلاقا من التشخيص الذي يؤكد أنه منذ السبعينات تمّ إهمال بساتين النخيل، وأن هناك غيابا لأي إصلاح أو تشذيب للأغصان الميتة مما يجعل عددا من المواقع سريعة التأثر بالحرائق، إذ أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى تسجيل 14 حريقا بالواحة بين سنتي 2007 و2008 تسبّب في إتلاف 1400 نخلة. إبراهيم أكنفار (كلميم)

الحرائق تلتهم آلاف أشجار النخيل بكلميم وطاطا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

معرض للفن التشكيلي بالجديدة يوليوز المقبل

ضحية عين الكديد بالبيضاء قتلت قبل أسبوعين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات