“فقراء” الطريقة البودشيشية لبوا نداء الشيخ حمزة

رددوا في مسيرتهم: الله الله .. نعم للدستور.. الله الله.. وسط شارع بوشعيب الدكالي بحي الفرح بالدار البيضاء، صدحت أصوات أمداح نبوية وأذكار منبعثة تارة من أصوات المسجلات الصوتية، وتارة أخرى من حناجر عشرات مريدات الطريقة القادرية البودشيشية اللواتي تجمعن داخل إحدى الخيام المنصوبة، فيما تتحلق حولهن كل من وفدت إلى العاصمة الاقتصادية قادمة إليها من مختلف أقطار البلاد، تلبية لنداء الشيخ حمزة من أجل إنجاح "المسيرة الربانية" التي رفعت شعار "نعم للدستور"، فيما أخذ الرجال من المريدين مكانا لهم بالحديقة المجاورة وفي كل بؤرة ظل وجدوها على طول الشارع.وبمجرد أن حسم أتباع حمزة، شيخ الزاوية البودشيشية، في تاريخ ومكان تنظيم مسيرتهم المؤيدة للدستور، لبى النداء مريدو الزاوية، إذ حجت إلى حي الفرح عشرات حافلات النقل الحضري، محملة بعشرات آلاف المريدين. "كان أول الحاضرين فقراء (مريدو) الأقاليم الجنوبية، ثم فقراء كل من طنجة وتطوان وأصيلة ومكناس وفاس والقنيطرة.. كل مريدي الزاوية بجل مدن المغرب حاضرون اليوم وما زالوا يتوافدون علينا إما عبر الحافلات أو القطارات"، يقول أحد أعضاء اللجنة التنظيمية، فيما يوضح مريد بلباسه الصحراوي، كان يستظل إلى جانب رفاق له تحت شجرة بحديقة بوشعيب الدكالي التي كانت بمثابة محطة استقبال وإعداد لانطلاق المسيرة "احنا وصلنا مع السابعة، جينا من العيون، باش نرددو نعم للدستور".فعلى طول الشارع، وبالضبط بتقاطع طريق أولاد زيان (القنطرة) وشارع الحزام الكبير، اصطفت، منذ منتصف نهار أول أمس (الأحد)، حافلات وسيارات أجرة وهوندات وسيارات خاصة، مزدانة بالأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس وملصقات كتب عليها "نعم للدستور"، أنزلت أعداد كبيرة من أناس، جلهم كبار السن، نساء ورجالا، وأحيانا قليلة أطفال في سنواتهم الأولى، الكل يحمل الأعلام وصور الملك.وبمجرد أن تطأ أقدام قافلة المريدين أرضية البيضاء، حتى يصيح المسؤول عنهم، يوضح لهذا ويشرح للأخرى أنه وجب عليهم الاصطفاف في مجموعتين الأولى للفقراء (المريدون) والثانية للفقيرات (المريدات)، وأن لا يتفرقوا ويظلوا رافعين لافتات كتب في الجهة الأولى منها "نعم للدستور"، والجهة الأخرى تحمل رقم الحافلة التي أقلتهم والمنطقة القادمين منها، حتى يسهل تجميعهم، للعودة، بعد انتهاء المسيرة. وبعد تلقي التعليمات واستيعابها، تتجمع المريدات ويتقدمن مسيرة القافلة، يليهن المريدون، منهم من يردد النشيد الوطني، فيما غالبيتهم تتفقد الشارع وتظل عيونها لصيقة بعمرانه، قبل أن يبلغوا خيمة منصوبة وسط الشارع، تنبعث منها أصوات التهليل والترحيب بمريدي الجهة الفلانية، الذين يشيرون بأيديهم وينخرطون جميعهم، هذه المرة، في ترديد النشيد الوطني، مواصلين مسيرتهم باتجاه محطة الاستقبال، حيث تنضم النساء إلى خيمة لا تعلو فيها إلا أصوات التكبير: "الله.. الله.. الله"، تنطلق "قائدتهن" في ترديدها عبر مكبر صوت من داخل الخيمة، قبل أن ترد عليها مئات المريدات، ولا تصمت إلا لترديد أمداح نبوية خاصة بالطريقة البودشيشية، أو ترديد "يا لطيف.. يا لطيف.. يا لطيف.." في انسجام وتناغم مع حركات خفيفة للجسد والرأس، ترتفع خلالها حدة الصوت وإيقاعه، تم تعود للانخفاض في طقوس دأب أتباع الشيخ حمزة على ممارستها.غير بعيد عن خيمة النساء، نصب منظمو المسيرة خيمة كبيرة، خصصوها لتقديم قنينات المياه المعدنية، والسندويشات (شوارما)، التي تكفلت بإعدادها مقاولة لتموين الأفراح، قال المنظمون إن "الفقرا" هم من تكفلوا، عبر تبرعاتهم، بتأمينها، خدمة للمشاركين في المسيرة، إذ أعطيت الأوامر لتلبية طلبات كل من يصل إلى الخيمة، وإمداده بما أراد من قنينات الماء، التي حث أعضاء اللجنة التنظيمية على إزالة لافتات كتب عليها "المغرب بلد المحبة والتسامح.. بلد الاعتدال والوسطية" و"جميعا من أجل الوحدة والتآلف"، و"اعتصموا بحبل الله جميعا"، ووضع قنينات المياه مكانها، "مراعاة لحاجة المريدين إلى الماء نظرا لارتفاع درجة الحرارة"، يقول أحد أعضاء اللجنة التنظيمية.وفي تمام الساعة الرابعة زوالا، أعطيت الإشارة للاستعداد لانطلاق المسيرة، إذ بادر المريدون إلى الاصطفاف في مسيرة هدفها الأول «التعبير الروحي والوطني الصادق الداعم للتصويت بنعم على مشروع الدستور الجديد للمملكة"، إذ أحاطوا المسيرة بسياج آدمي ولم يسمحوا لغيرهم بدخوله، وانطلق بعض المريدين، الذين تقدموا المسيرة، في شرح دواعي ضرورة التصويت بنعم على الدستور، مستعملين سيارات خاصة ومكبرات صوت، فيما أعطيت التعليمات للنساء بالانتظار قليلا قبل الانضمام إلى المسيرة، إلى حين وصول كافة وفود المريدين والتحاقهم بها. هجر المغلي

“فقراء” الطريقة البودشيشية لبوا نداء الشيخ حمزة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملكية البرلمانية في مشروع الدستور

سلطة الأغلبية حسمت الموقف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات