أيها الصحافيون… كيف تتقنون حوار البقالي في خمسة أيام

رحلة مجانية لكل الزملاء إلى أوربا لإتقان جنس الحوار على نفقة رئيس نقابة الصحافيين أيها الصحافيون... احزموا حقائبكم استعدادا للسفر، ودعوا عنكم ما درستموه في المعاهد المغربية حول الأجناس الصحافية، فرئيس نقابة الصحافيين اكتشف جينة الكسل في عقولكم، وقرر إعادة تكوينكم في أرقى المعاهد الأوربية قبل التأشير على شهادة «حسن إجراء الحوار». لا تخشوا شيئا، فمصاريف السفر كاملة على نفقة عبد الله البقالي.. دمت لنا فخرا أيها الرئيس الذي لا يشق له غبار في السياسة والصحافة، وزادك الله من معارفك، فلولاك لما اكتشفنا فشلنا في إتقان جنس الحوار مع رئيس الحكومة والبرلمانيين وزعماء الأحزاب السياسية، ورؤساء الجماعات المحلية ورؤساء الأندية الرياضية، والمواطنين البسطاء.. نحن نلوك الكلام ونسميه حوارا، حينها نمرغ قواعد المهنة في التراب، ونسيء إلى وضعك الاعتباري بين باقي رؤساء نقابات العالم. يا أ الله.. خمسة أيام كاملة في «الغربة» على نفقة البقالي... ولا يهم أن تغلق كل المؤسسات الإعلامية أبوابها في انتظار عودتنا محملين بالمعرفة والزاد، حينها سيستقبل البقالي الوفد الشجاع، ثم ينهمك الزملاء في إجراء الحوارات ذات اليمين وذات شباط (عفوا ذات شمال). لله درك يا البقالي، فقد أصاب الصحافيين الغرور، حتى اعتقدوا أنهم يمتلكون ناصية البلاغة، وقادرون على إجراء حوار مهني، ثم كشف البقالي جهلهم بالقواعد، فصرح لموقع إلكتروني قائلا:»إن عدم إجراء الملك حوارات مع منابر إعلامية وطنية راجع إلى عدم كفاءة هذه الأخيرة وأيضا في ظل التنوع الكبير الذي يعرفه المشهد، حيث يوجد أكثر من 700 موقع إخباري وأكثر من 600 صحيفة ورقية، فهناك صحافيون مؤهلون، ولكن تغيب الصحف القادرة على ذلك لما تعيشه من مشاكل بنيوية». «لا صحافيين في البلد، وإن وجدوا فلا منابر إعلامية مؤهلة».. خذوا الحكمة من رئيس النقابة، فقد نطق بحكمة، وقرر تنظيم بعثة للمؤسسات والصحافيين خارج المغرب من أجل تلقي دروس تؤهلهم مستقبلا لإجراء حوارات مع الإنس والجان، قبل نيل شهادة «نقابية»، ثم العودة مجددا إلى البقالي، من أجل اجتياز اختبار شفوي أمام حضرته، فإن نجح الجميع فتحت أمامهم أبواب الجنان للمهنة. لن يعاتب أحد الصحافيين، بعد الدورة التكوينة، فالبقالي هو المعلم الأول والحكيم والقدوة، ووحده يتحمل مسؤولية الفشل، حتى ولو رفعت وزارة الداخلية دعوى قضائية ضده، ولا خوف عليه، فسيحتج الصحافيون أمام المحكمة، رافعين شعارات النصر ضد محاكمته، ومكممين أفواههم ضد من يحاول إخراس معلمنا الأول، صاحب نظريات في علم الحوار. نعترف أمام مهنيتك، أننا لا نتقن الحوار مثلك، فمن أخرس الصحافي علي أنوزلا بافتتاحيات مازالت تُدرس في معاهد الدنيا إلا أنت، ومن نجح في الدفاع عن معمر القذافي، في عز سطوته، ضد زملائه في جريدة «الأحداث المغربية» إلا أنت، ومن يتقن فراسة ثاقبة وعلما وفيرا إلا أنت: حاورت ، غاضبا، عبد الإله بنكيران، حين يتخاصم مع شباط، وعاودت الحوار معه، مبتسما، حين تصالحا. يا رئيس النقابة... لا قدرة لنا في مجاراة حواراتك، فارحم ضعف الزملاء ، وانشر رحمتك بتلقينهم أبجديات المهنة، ونعدك بتكميم أفواهننا، تضامنا معك في السراء فقط. خالد العطاوي

أيها الصحافيون… كيف تتقنون حوار البقالي في خمسة أيام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخبار الصباح

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات