بيد الله: على الشباب ألا يكون وقود العدميين أو”الخرافيين”

قال محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن الخطاب الملكي لـ 17 يونيو الجاري، يضع المغرب، بشكل رسمي، في ساحة الكبار، أي نادي الدول الديمقراطية. وأضاف، أن ذلك يؤكد نعت المغرب ب"النموذج"، في جغرافيا، لا تزال تتلمس طريق الخروج من المأزق، حتى بالنسبة إلى التجارب التي هبت عليها رياح التغيير. وقال بيد الله، في لقاء حول الاستفتاء الدستوري بالرباط، مساء أول أمس(الأحد)، إننا نؤسس جميعا لتعاقد سياسي جديد على أرضية دستور لا يحمل من ملامح التعديل سوى تلك المتعلقة بمسطرة وضعه، ومراجعته. ووجه بيد الله، انتقادا شديدا إلى ما أسماها القوى الهامشية التي شككت في وعد التغيير والإصلاح الدستوري، وركبت على احتجاجات الشباب، بشكل طفيلي وغير أخلاقي، وزايدت باسمه، في قضايا مصيرية، تهم الوطن ومقوماته الأساسية. وأكد أن الوقت حان لكي "نقول لها كفى، أمام ما تبدى من زيف أطروحاتها، وفشلها في وأد هذا المسار الكبير المهيكل الذي نشهد في هذه الأثناء آخر فصوله". ودعا الشباب أن لا يكون وقود إطارات فارغة منهكة سجينة العدمية، أو حالمة مشبعة بالخرافة ووعد بالقومة، في إشارة إلى التنظيمات اليسارية المتطرفة، خاصة النهج الديمقراطي، وجماعة العدل والإحسان، وأن يُطلق اللامبالاة، وأن يعود للاشتغال بالسياسة، التي لا تحمل الدسيسة ولا الخديعة، فقط، بل أيضا المعاني النبيلة للاهتمام بالشأن العام والمشاركة فيه.وأوضح أن الدستور الجديد الموضوع رهن الاستفتاء، يقتضي الاختيار بين المغرب المأمول والممكن، والمغرب الارتجاعي لا قدر الله، وأن أفضل المسالك لمزاولة السياسة، هي ممارستها داخل المؤسسات، وفي تقيد بالضوابط المرسومة لها، خصوصا إذا تعلق الأمر بمشروع وثيقة دستورية تسمح بفضاءات رحبة للمشاركة. وأبرز الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن ارتياح الحزب لمضمون مشروع الدستور، لا يوازيه سوى إصراره وتأكيده على استعجالية الإصلاح السياسي والحزبي، مبرزا أن الدستور سيبقى نصا متعاليا فاقدا للمعنى، إذا لم يصاحب بهيكلة عميقة للمشهد الحزبي، وهي مهمة ليست موكولة فقط للقوانين، التي أثبتت التجربة محدودية أثرها أو مفعولها، بل إن الأحزاب السياسية مدعوة، أكثر من أي وقت مضى، إلى التخلي عن ثقافة الزعيم الخالد، والجيل المؤسس، وشرعية التجربة، والسن، والأقدمية النضالية، رغم أهميتها، والسبق للوطنية، وأن تفتح مؤسساتها واهتماماتها وأولوياتها للشباب ومطالبه، وأن ترسي وهي المطالبة دوما بالديمقراطية وبدولة القانون، مقومات التدبير الديمقراطي الداخلي، والتداول عوض الصراع بين الأجيال.وأكد أن التحضير للانتخابات المقبلة، يجب أن يكون مقرونا بالبحث عن أفضل السبل الكفيلة بإعادة النظر في نموذج تعدديتنا الحزبية، وفي جعل سياستنا العمومية الانتخابية قادرة على الاستجابة إلى مطالب التمثيل المعبر عنها، وأن تعكس حقيقة تنافسية البرامج والتيارات المجتمعية وتغيرات الرأي العام.وقال إن الحزب كان سباقا إلى المطالبة بوثيقة للحقوق والحريات بنص الدستور، وعلى ضرورة الانتقال من المراقبة السياسية إلى المراقبة القضائية لدستورية القوانين، كما اقترح كتابة دستورية جديدة للفصل 19، ودورا تحكيميا وضامنا للمؤسسة الملكية. وأكد أن الحزب سيقول نعم لمشروع الدستور، سياسيا، وقانونيا، سياسيا، لأن مشروع الدستور يتوج إجماعا غير مسبوق حول المؤسسة الملكية ودورها المحوري، وقيادتها للتغيير الهادئ والرصين، ويؤكد على الطابع البرلماني لمؤسساتنا السياسية، ويدشن لمرحلة واعدة للعمل السياسي والحزبي ببلادنا. وقانونيا، لأن التصويت بنعم على الدستور ينطلق من أن الوثيقة تُقدم ضمانات لممارسة الحقوق والحريات، وتسمح بالتعدد اللغوي، وبالحماية القانونية لكل مكونات الهوية المغربية الغنية بتعدد مقوماتها وروافدها، وتمأسس لنموذج الملكية التحكيمية والضامنة التي يزاوج فيها الملك بين دور أمير المؤمنين ورئيس الدولة العصري، وتدستر توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، ولآليات الحكامة الأمنية. ج.ب

بيد الله: على الشباب ألا يكون وقود العدميين أو”الخرافيين”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تدابير جديدة لاستقبال الجالية بالمطارات

بنعتيق : الدستور استجاب لطموحات الشعب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات