مجازة أوقعتها العطالة بأحضان مشعوذ

لجأت إليه لطرد النحس الذي يلاحقها وتعبيد طريق الشغل أمامها فدنس شرفها لم تكن سمية تعتقد أن الحالة النفسية، التي تمر منها بسبب قضائها أربع سنوات عاطلة عن العمل بعد نيل الإجازة، سترميها في حالة نفسية اشد، وتخرج بعد "مقابلات علاجية" فاقدة لشرفها. ولم تكن تعتقد أن طرقها باب الفقيه بإرشاد من إحدى معارفها، سيحولها إلى جري من نوع آخر تطرق فيه باب "الكوميساريات" والمحاكم من أجل الانتقام ممن مرغ شرفها في الوحل، وقضى على بسمة الأمل التي طالما حلمت بإهدائها إلى فارس أحلامها. قصة دارت وقائعها بحي الصفاء بالبيضاء، في شقة فقيه، يتقن الشعوذة، كما يتقن استدراج ضحاياه من النساء إلى فراش الاغتصاب.بوجه شاحب وعينين تملؤهما دموع الحسرة والندم، وقفت سمية أمام ضابط الشرطة القضائية، تطلب منه تحريك المتابعة ضد الفقيه الذي يقطن بحي الصفاء، وهي تمسك في يدها شهادة طبية تثبت أنها فقدت عذريتها. روت القصة من ألفها إلى يائها، كما باحت بالأسرار التي دفعتها إلى اللجوء إلى الخدمات "الميتافيزيقية" التي قدمها الفقيه، والتي اشتهر بها وسط نساء كثيرات في الأحياء المجاورة. همهم الضابط مشفقا لحال سمية، ولامها أنها حاصلة على الإجازة ومع ذلك سقطت في فخ الشعوذة، وبعد ذلك أخبرها أن عليها التوجه بشكاية إلى النيابة العامة، سيما أن تاريخ الواقعة أصبح متجاوزا، إذ مر عليها أكثر من شهر. فعلت ما أمرت به لتسبر أغوار مخافر الشرطة والمحاكم حمام الحيبعد أن حصلت على شهادة الإجازة، اجتازت سمية العديد من المباريات والامتحانات، في سبيل الحصول على وظيفة قارة، تستقل فيها بحياتها وتبني مستقبلا رسمته قبل ذلك على طاولات السنوات الدراسية النهائية، وكانت خيبتها أن كل تلك المباريات مرت دون جدوى، بل حتى تلك التي فتحت أمامها بصيصا من الأمل، بعد اجتيازها الاختبار الكتابي، رسبت فيها بعد الامتحان الشفوي.كانت تروي معاناتها مع التوظيف لكل زميلاتها وصديقاتها، بل وتزداد أزمة عطالتها كلما مرت السنوات، والتفتت إلى زميلاتها في الدراسة لتجدهن إما متزوجات ولهن بيوت مستقرة، أو موظفات أصبحت سبل العيش والاستقلال مفتوحة أمامهن.في إحدى المرات، بينما كانت تجالس إحدى جارتها في حمام الحي، فتحت موضوع النقاش وهامت في الحديث عن وضعيتها الاجتماعية المتأزمة، ومآل قريناتها من بنات الدراسة، فلقيت جوابا سحريا لم تسمعه من قبل أو هيئ لها أنه كذلك، ليسيطر على أفكارها وتعتقد أنه الحل بعد كل تلك المحنة.أخبرتها جارتها وهي تمسك بخرقة التنظيف، أن الكثير من الفتيات لم يفتح أمامهن باب الرزق إلا بعد أن زرن فقيها معروفا في الحي، فقد استطاع جلب السعد لهن، وملأت رأسها بأفكار مشجعة عن اللجوء إلى هذا الحل، فهو إن لم ينفعها لن ينقص منها شيء.الغاية تبرر الوسيلةلم تعد سمية بعد لقائها بجارتها في حمام الحي تفكر في أي شيء، إلا في الفقيه وحده، فقد أغرتها الكلمات السحرية التي تلقتها، واعتقدت أن لقاءها بجارتها التي لم تكن تشاركها الأسرار من قبل، فاتحة خير ستزيح عنها غم ما تعيشه وتعانيه، فتوجهت إلى منزلها وطلبت منها مرافقتها إلى منزل الفقيه، كما اتفقتا على ذلك من قبل.في شقة ببناية من ثلاثة طوابق، أغلب سكانها مكترون، يقيم الفقيه "عيادته"، قاعة الاستقبال كانت مليئة بالنساء اللاتي ينتظرن الدور. أخذت سمية مكانها إلى جانب صديقتها، وهي تنظر إلى الوافدات وتحدق في عيونهن، لتجد فيهن جوابا نفسيا عما كان يخالج دواخلها من شكوك، فهي ليست أحسن منهن، وهاهن يأتين إلى هنا للاستفادة من بركات الفقيه السحرية.أقنعت نفسها عبثا، وهي المتعلمة، واستسلمت إلى الطريق الذي أرشدت إليه من امرأة لا قواسم تعليمية بينهما.الفخحل دورها، فدخلت غرفة الفقيه رفقة جارتها وروت له ما تعانيه قبل أن يهمهم ويتمتم ببعض العبارات وهو يكتب على ورقة غير مسطرة. رفع بصره إلى قامتها وفحص جسدها بعينيه المفتوحتين، فتراءت له مفاتنها، لينبس بكلمات لم تفهم منها إلا ضرورة عودتها وحيدة في المرة المقبلة. مدها ببعض البخور وورقة أمرها بإحراقها وسطه، فمدت له ورقة مالية من فئة مائة درهم ثم انصرفت.عادت لزيارته في المرة المقبلة فطلب منها أن تنصرف إلى حين الانتهاء من استقبال الوافدين عليه وضرب لها موعدا مع الثالثة عصرا، مخبرا إياها أنه سيجري لها طقوس طرد النحس، وأنه جلب لها خصيصا، أنواعا من البخور التي أثبتت نجاعتها، موحيا لها أنها تعاني سحرا، من فعل إحدى قريباتها.الاغتصابعادت إليه وفق الاتفاق، فانفرد بها وأجرى عليها طقوسا غريبة، استسلمت وخارت عزيمتها، قبل أن تستفيق وهي مغتصبة، والفقيه منتش بما اقترفت يداه.واجهته بالذي فعل، فأخبرها بأنه يدخل ضمن الطقوس الشيطانية التي يستوجبها الموقف، قامت من مكانها وغادرت وهي غير مدركة أنها سقطت في يد وحش تربص بها.في اليوم الموالي عادت إليه بعد أن أزيح حجاب الغفوة عن عقلها وعينيها، فواجهته بالمآل الذي حولها إليه، فطمأنها وأخبرها أنه سيكفر عما فعل ويتزوجها. أخذ في التسويق عليها أزيد من ثلاثة أسابيع، ولم تعد زيارتها إليه بهدف طرد النحس، بل لإيجاد حل للمشكل العويص الذي انضاف إلى معاناتها بعد أن افتضت بكارتها. انقلب عليها في الأسبوع الرابع، وتبدلت كلماته الرنانة المتزنة الجذابة، بكلمات سوقية تصدر عادة عن المنحرفين، إذ كان جوابه أن تركب أعلى خيولها فهي لن تجني من وراء متابعته شيئا.النهايةأدركت أنه كان يستغل الوقت فقط، فتوجهت إلى الشرطة القضائية التي وجهتها إلى النيابة العامة، لتضع شكاية في الموضوع، لم تحرك إلا بعد شهر، وتنتهي معاناتها باعتقال الفقيه وحجز أدوات ومواد الشعوذة التي يستعملها، لكن عند الاستماع إليه نفى أن يكون اغتصبها، فأحيلت القضية على جلسات انتهت بإدانته. إيمان رضيف

مجازة أوقعتها العطالة بأحضان مشعوذ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"فقيه" يمحو حروف شذوذه في فروج ضحاياه

مشعوذ بآيت ملول "يعالج " النساء بالمضاجعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات