العجلاوي: النموذج الملكي

< ما هي دلالة خطاب دكار في رسم معالم جديدة للدبلوماسية المغربية؟ < إن خطاب الملك محمد السادس، لمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ41 للمسيرة الخضراء، الموجه من العاصمة السنغالية دكار، يبرز دور المغرب ومكانته في إفريقيا فاعلا أساسيا وقوة قارية، ولا يمكن فصله عن سابقه، لأنه يمكن وضعه في سياقه الجديد لتحرك الملك في زيارات متنوعة للعمق الإفريقي من دول شرق إفريقيا إلى غربها، ضمن مقاربة شاملة ترسم خطة جديدة للدبلوماسية المغربية. ويقود الملك منظومة متكاملة من القرارات العملية التي تعتبر نموذجا جديدا يتلخص في مراجعة سياسية تعاون جنوب جنوب، التي كانت فقط حبرا على ورق، وأضحت وقائع وأحداثا تتجلى في توقيع العديد من الاتفاقيات المنتجة للشغل والثروة، والمؤدية إلى إحداث التغيير المنشود الذي يسعى إليه القادة وشعوب القارة. كما وضعت الزيارات الملكية لدول إفريقية لبنات الدبلوماسية الجديدة الشاملة المتكاملة الأضلع في محاربة التهديدات الإرهابية والمس بالأمن القومي المغربي والإفريقي. < ألقى الملك خطابه من دكار ويعد ذلك سابقة في تاريخ الدول، ما هي رمزية ذلك؟ < إن الملك حيا السنغال، البلد الشقيق، ومن خلاله كافة البلدان الإفريقية الشقيقة التي تدعم الوحدة الترابية للمملكة ، وذكر الشعب المغربي بأهمية دولة السنغال، إذ لم تتخاذل هذه الدولة قط في دعم المغرب، الذي ركز علاقاته الخارجية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول . كما أنه من الناحية الجيو سياسية، التي تختلط فيها السياسة بالجغرافية، فإن الخطاب الملكي من دكار يعني أن حدود المغرب مفتوحة على الأصدقاء البراغماتيين التواقين إلى تطوير العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف لخدمة مواطني هذه البلدان، وهي رسالة إلى الجيران الذين يناورون بدون توقف. < كيف حال المغرب في ظل السياسة الاستباقية والواقعية التي قادها الملك في إفريقيا بدلا من قادة حملوا الشعارات الرنانة لتعان جنوب- جنوب، وأهلكوا دولهم بصناعة الحرب والانفصال؟ < نعم حمل قادة شعارات رنانة لتحقيق تعاون جنوب- جنوب، ومولوا جماعات لصناعة الحرب ودعم الانفصال، لكن شعوب القارة تملكها الوعي أن هؤلاء منتجو كلام واقتتال، لذلك يجب الانتباه جيدا لما صرح به رئيس تانزانيا الذي قال إن الملك محمد السادس ريادي في إفريقيا لتطبيق عملي لتعاون جنوب- جنوب، بعيدا عن الشعارات، وهو نموذج واقعي قابل للتنفيذ، خلافا لسياسات الماضي لعدد من الدول. وبخصوص عودة المغرب إلى المنتظم الإفريقي، فإن الملك شدد على أن المغرب لا يأخذ الإذن من أحد، لأنه بلد إفريقي يروم صون كرامة شعوب القارة الإفريقية، والتجاوب مع تطلعاتها، والابتعاد عن منطق المواجهة التي أدخلت إفريقيا في متاهات الصراعات السياسية والإيديولوجية، وعطلت مسار النمو ومواكبة ركب التنمية في العالم رغم ما تزخر به من مؤهلات. * الموساوي العجلاوي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط وباحث في معهد الدراسات الإفريقية أجرى الحوار: أحمد الأرقام

العجلاوي: النموذج الملكي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

78 % من المغاربة يريدون كلينتون

خطاب دكار... المصير الإفريقي المشترك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات