فرحة بالنصر حتى مطلع الفجر

رفرفت، أخيرا، ملائكة الفرحة على مدن المغرب، وخرج الآلاف إلى الشوارع حاملين الراية الوطنية، لإعلان استعادتهم أجواء السعادة التي أنهكتها أزمات المغرب سنوات طويلة.في البيضاء، توقفت حركة السير بجل الشوارع الرئيسية، وقصد الآلاف كورنيش عين الذئاب للاحتفال بالانتصار على الجزائر، وهبت نساء بحي ”الألفة” للخروج إلى الشارع مرددات أغاني، فيما أطلقت أخريات الزغاريد، وهتفت شابات بالنصر، وركض أطفال مدثرين بالعلم الوطني بين الأزقة، في سهرة مفتوحة طيلة الليل فاقت حجم أكبر المهرجانات في العالم.ما أن أعلن حكم بداية مبارة المنتخبين المغربي والجزائري حتى ”انقرض الجنس البشري” من الشوارع والأحياء، إذ ساد هدوء غريب يشبه ”إعلان حظر التجول”، واختفى الجميع بالمقاهي والمنازل لتتبع أطوار المبارة اعتبروها مصيرية، طامعين في فوز يعيد إليهم البسمة التي اختفت، فيما انتابت آخرين نوبة تشاؤم بعد ترديد هروب اللاعب ”تاعرابت” من صفوف المنتخب، وشكل لهم صدمة أيقظت فيهم حب الوطن، ف”مصلحة الفرد تذوب في سبيل مصلحة الوطن”، كما قال أحد مسيري مقهى بالحي الحسني بالبيضاء.كانت الأجواء على غير عادتها، وتفاصيل الأخبار حول المنتخب الوطني تتولى مثل قصاصة لوكالة أنباء، فالمباراة احتلت عن جدارة واستحقاق الرتبة الأولى في اهتمام المغاربة، وأصبحت محور كل النقاشات بين الأسر والأصدقاء، والتهافت على الصفحات الرياضية بالصحف الوطنية فاق كل التوقعات، ولا حيدث إلا عن المنتخب ولاعبيه وفرضيات الفوز والخسارة.عم صمت رهيب كل المدن، مع إعلان انطلاقة المباراة، وحين وصلت الأخيرة الدقيقة 25 من عمرها انفجرت الشوارع مثل قنبلة مدوية من الصياح، فالمنتخب الوطني سجل هدفا، حينها تعانق رواد المقاهي في ما بينهم، وردد آخرون الشعارات، وما كاد الجميع يستعيد تركيزه حتى عمت فرحة جديدة بعد تسجيل الهدف الثاني.وأُعيد المشهد نفسه في الجولة الثانية من المباراة أمام استغراب المشاهدين، فالجميع تمنى الفوز، إلا أن الانتصار بأربعة أهداف دفعة واحدة كانت من المستحيلات، خصوصا مع ”السيطرة المغربية” داخل الرقعة المستطيلة، وصعود نجم لاعبين مغاربة أبهروا المشاهدين باستماتهم في الدفاع عن قميص المنتخب... 90 دقيقة من شد الأعصاب انفجرت بعضها في شكل احتفلات جماعية دون سابق ترتيب.خرج الآلاف إلى الشوارع وارتفع العلم الوطني في السماء، وتسابق السائقون في الضغط على أبواق السيارات، وهتفت نسوة بالنصر، وطاف شباب بدراجاتهم النارية بين الأزقة، بل سادت المحبة بينهم، حتى أن سائقا تخلى عن حقه حين ارتطمت به سيارة أخرى من الخلف، وقال مبتسما:”لا يهم الآن من المسؤول عن الحادثة، فكلنا مغاربة ولا أود تنغيص فرحتي في متاهة أخرى”.ولم يتدخل رجال الأمن لفض التجمعات، بل حرصوا على تنظيم حركة السير في أهم الشوارع، وحث بعض الشباب على عدم التجمهر وسط الطريق، وجالت سيارات الأمن بكل الأحياء مبتسمين، فالفرحة عمت الجميع، مهما تعددت مسؤولياته.لم تنته الاحتفالات إلا مع الخيوط الأولى من الصباح، إذ يحكي أحد الشباب أن كل الملاهي الليلية بالبيضاء شهدت سهرات خاصة جدا تخللتها أغان وطنية وشعارات للزبناء تتغنى بالفوز، بل أبدى بعضهم سخاء كبيرا، فلا شيء يفوق طعم الفرحة والانتصار. خالد العطاوي

فرحة بالنصر حتى مطلع الفجر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نقابات الشركة الوطنية تلغي وقفة احتجاجية ومسيرة

الفهري: لم أتوقع الفوز بأربعة أهداف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات