لاعب إفريقي متهم بالنصب بابن سليمان

أوهم سمسارا بعزمه خلق مشروع استثماري وأن له كميات من الألماس المهرب أحالت الشرطة القضائية بابن سليمان، أخيرا، على المحكمة الابتدائية إفريقيا من جنوب الصحراء متابعا بتهم النصب والاحتيال على المواطنين، بعد إيقافه متلبسا في عملية نصب على سمسار عقارات كان يحاول إيهامه بأنه يريد خلق مشروع استثماري كبير بالمدينة. وحجزت لديه مبالغ مالية وقنينات صغيرة تحتوي على سوائل مجهولة. وكان الإفريقي، وهو لاعب كرة قدم من دولة غينيا كوناكري دخل المغرب بطريقة شرعية في محاولة للانضمام إلى أحد الفرق الوطنية، يحاول إقناع السمسار بأن له كميات كبيرة من الماس المهرب إلى داخل المغرب يريد تصريفها، كما يتوفر على أوراق نقدية أجنبية مغطاة بسائل أسود يخفي حقيقتها. ويحتاج إلى مبالغ مالية مهمة لاقتناء سوائل خاصة تمكن من إزالة السواد، وإعادتها إلى طبيعتها. دخل الجاني تراب المغرب عبر مطار محمد الخامس، وكله أمل في أن توفر له مؤهلاته الرياضية مكانة داخل البطولة الوطنية لكرة القدم، كان يتوفر على جواز سفر وإقامة شرعية محدودة، استطاع الحصول عليها بتدخل بعض الوسطاء المغاربة، واستمر في البحث والتجوال عبر المدن، يقيم معسكرات تدريبية انتقائية هنا وهناك أملا في أن ينال رضا بعض الأندية الوطنية. لكن الإفريقي الغريب والمبتدئ لم يتمكن من إبراز كل مؤهلاته الهجومية التي كان يظن أنه يمتلكها. وأضاع فرصة كسب قوته وبناء مستقبله اعتمادا على كرة القدم، كما انتهت فترة الإقامة الممنوحة له. وبات عليه أن يختار بين العودة إلى قريته الإفريقية، إذ أسرته الفقيرة تنتظر دعمه، أو أن يتحول إلى متشرد هارب بدون وثائق، ينتظر فرصة التغيير التي أضاعتها قدماه. لكن الاختيار لم يكن صعبا بعد أن كان الجاني ارتمى في أحضان مجموعة من الأفارقة من جنوب الصحراء الذين يعيشون داخل المغرب بطرق غير شرعية، يقضون أيامهم في البحث عن موارد مالية بشتى الطرق الممكنة. فقد انضم إلى فئة النصابين والمحتالين الذين يعرفون أن الغنيمة إن حصلت ستكون هامة لحياتهم وان الاعتقال لن يضرهم أكثر بحكم أوضاعهم المأساوية. محاولة الإيقاع بالسمساراستقر الجاني بغرفة اكتراها بدوار الكرة بمدينة الرباط، وبدأ يلقي بشباكه في المدينة والضواحي أملا في تحسين وضعيته المالية والتمكن من تسوية وثائقه. ونصحه بعض العارفين بتحويل وجهته إلى المدن الصغرى حيث بعض العقول مازالت غافلة وحيث عيون الأمن نائمة. فقرر التوجه إلى مدينة ابن سليمان التي سبق أن تعرف على مجموعة من سكانها. عملية الصيد التي بدأها بالمدينة أوقعت في شباكه سمسار عقارات يلهث وراء كل العمليات المربحة. جالس السمسار بإحدى مقاهي المدينة، وأقنعه بأنه في حاجة إلى أرض فلاحية بضواحي المدينة لينجز عليها مشروعا استثماريا ضخما، وأغرقه الإفريقي الذي كان أنيقا في لباسه وطريقه حديثه، وكانت عيناه لا تفارق شاشة حاسوبه المحمول، في بحر من الأحلام بحديثه عن حجم الاستثمارات التي يسعى إلى إنجازها بالمدينة. فاتفق معه على موعد لاحق، ليبحث له عن الأرض الملائمة للمشروع. بعد أيام عاد السمسار ليقابل الإفريقي ويبشره بعثوره على أرض مساحتها هكتارين تناسب مشروعه، فتظاهر الإفريقي بالفرح وشكر السمسار على سرعة توفيره للعقار المطلوب، لكنه تأسف للسمسار، لأنه لا يتوفر على سيولة مالية، وتظاهر بالكشف له عن سر كبير، يتمثل في توفره على كميات كبيرة من الماس المهرب إلى المغرب، وأنه لم يوفق في تصريفها. واقترح على السمسار البحث عن طريقة لبيع تلك المجوهرات، والتي ستكون رأس مال المشروع. كمين للإيقاع بالإفريقيرواية الإفريقي لم تكن محبوكة بالطريقة التي يمكن أن تقنع السمسار. فأرشيف الأخير مليئ بالمغامرات والمصائد التي تعلم منها كيفية الحذر وأخذ كل الاحتياطات. دقائق قليلة بعد توديعه للإفريقي على أمل اللقاء والتفكير في طريقة لبيع الماس، كانت كافية لتأكد السمسار أن الإفريقي يحاول النصب عليه. فتوجه حينها إلى مصلحة الشرطة القضائية بابن سليمان، حيث أطلع رئيسها على كل تفاصيل القضية. وتم الاتفاق على تحديد موعد مع الإفريقي بمقهى بالمدينة على أساس أن تضم مائدتهما شخصا ثالثا وهو عنصر أمني انتحل صفة صاحب العقار المعروض للبيع. حل الموعد ولم يشك الإفريقي في السمسار ولا رفيقه الشرطي، واستمر ينسج في بساط الثراء الذي سينقلهما في حال وافقاه على التعاون وبيع الماس. حديث الإفريقي زاد حرارة بعد أن اعتقد أن رفيقيه وقعا في فخه، فكشف لهما وجود أوراق نقدية أجنبية مهمة تم إدخالها إلى المغرب، وهي مغطاة بسائل أسود، وتحتاج إلى سوائل خاصة لمحو السواد واستعمالها. وهي الطريقة المشهورة التي حاول العديد من النصابين تطبيقها على مواطنين مغاربة. لم ينتظر الشرطي المدني الذي كان يجالس الإفريقي والسمسار طويلا بعد تسجيل كل الحوار، وأعطى إشارة الاعتقال التي تمت في آنها. وبعد تفتيش المتهم تم العثور داخل حقيبته على قنينتين صغيرتين اعترف أنه كان يوهم ضحاياه بأن بها قليلا من تلك السوائل التي يحتاجها لإزالة السواد من الأوراق النقدية وصرفها، كما اعترف بكل ما نسب إليه من نصب واحتيال. أحكام غير رادعةقضت ابتدائية ابن سليمان في حق المتهم بشهر واحد نافذ، يقضيه حاليا داخل السجن المحلي بالمدينة، قبل ترحيله إلى بلده. وسبق للشرطة القضائية أن اعتقلت قبل حوالي شهر إفريقيين من جنوب الصحراء كانا بصدد الإيقاع بمهندس طوبوغرافي، بعد أن حاولا إقناعه بإمكانية الاستثمار معهما في مشاريع ضخمة، مستعملين عملية النصب والاحتيال على الطريقة الإفريقية التي سبق أن أثارت ضجة كبيرة في عدد من المدن المغربية. إذ ادعى الإفريقيان (سيراليوني ونيجيري)، أن لديهما أوراقا نقدية مغطاة بمواد سوداء تخفي حقيقتها، وهم في حاجة إلى أموال لشراء سائل خاص لإزالة المادة السوداء أو لإخراج تلك النقود العالقة في مكان ما. وكان الإفريقيان حاولا إيهام المهندس بان لديهما مليوني أورو مغطاة بمادة سوداء ومدسوسة داخل لوحات فنية محجوزة لدى سفارة الكونغو الديمقراطية، لكن المهندس فطن لألاعيبهما ونصب لهما كمينا رفقة الشرطة القضائية، حيث تمت محاصرتهما واعتقالهما. وذكر مصدر أمني أن الأحكام القضائية الصغيرة التي يعاقب بها هؤلاء المحتالون الأفارقة، جعلت العديد من مواطنيهم يمتهنونها كسبيل لضمان العيش بالمغرب. إذ أن المعتقلين يقضون فترات ما بين شهر أو ثلاثة أشهر فقط ويتم بعدها ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. وهي فترات غالبا ما تكون أحسن من باقي الفترات التي يقضونها يتسكعون في الشوارع حيث يمتهنون التسول أو بعض الأعمال الشاقة التي نادرا ما تدر عليهم مداخيل تكفيهم للعيش. بوشعيب حمراوي (ابن سليمان)

لاعب إفريقي متهم بالنصب بابن سليمان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاكمة أفراد شبكة للسرقة بفاس

قتلى جدد وتشييع ضحايا الجمعة بسوريا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات