منار: “20 فبراير” اخترقتها حركات ذات مطالب قديمة

أستاذ العلوم السياسية قال إنها ستشهد خلافات داخلية بين أعضائها الفعليين والذين ركبوا الموجة قال منار السليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن حركة «20 فبراير» الداعية إلى الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أصبحت تضم اليوم في جعبتها، حركات متعددة ومختلفة، موضحا أن أول حركة، هي عفوية وسلمية، تهدف إلى تحقيق مطالب مشروعة محددة، انبثقت من شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك. وأضاف السليمي في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح» أن الحركة الثانية المكونة لحركة «20 فبراير»، استولت على الأولى وفرضت أفكارها واعتقاداتها عليها، وهي حركة لها تاريخ في عالم الاحتجاج بالشوارع، مؤكدا أنها لم تتردد في أن تشارك الحركة في أنشطتها الاحتجاجية، وأن تطالب هي الاخرى بتحقيق مطالبها، حتى إذا لم تكن مشروعة.وأضاف المتحدث ذاته، أن الحركة الثالثة، والتي، حسب تعبيره، استقلت باخرة «20 فبراير» في المرحلة الثالثة، رأى أعضاؤها أن الحركة فرصة لا يمكن تضييعها، باعتبار أنها أصبحت تمثل حركة «المطالب»، موضحا أن أي شخص يعاني اكراهات يومية، حولها بعد انضمامها إلى «20 فبراير» إلى مطالب اقتصادية ثم سياسية.وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أنه خلال المرحلة الرابعة، اخترق شباب «20 فبراير»، هذه المرة، من طرف تيارات مختلفة، مؤكدا أنه خلال هذه المرحلة لم تعد الهوية الواحدة ضمن قاموس الحركة، والتي رفعتها في أول أنشطتها الاحتجاجية، إنما أصبحت تعيش بين وفرة المطالب الذاتية، التي وضعها تيارا السلفية الجهادية والعدل والإحسان، إلى جانب تيار النهج.وأوضح السليمي، أن الاختراقات التي عرفتها الحركة في جميع مراحلها، اختلفت وتعددت، مشيرا إلى أن العدليين حاولوا رفع مطالبهم السياسية، التي كانت ترتكز في السابق على المواجهة مع الدولة، فيما انصب تيار السلفية الجهادية على رفع مطلب إطلاق سراح باقي المعتقلين السلفيين الجهاديين، وفي الوقت ذاته اشتغلوا بمنظومة الفكر الجهادي، إذ أضحوا يهدفون إلى خلق المواجهات بينهم وبين الدولة. إلى ذلك، قال منار سليمي، إنه في ظل المراحل التي مرت بها الحركة، ظهر مشكلة التدبير، وهي الصعوبة التي يواجهها شباب «20 فبراير» حاليا، مؤكدا أن الدولة حاولت تشتيت وفرز المكونات الجديدة للحركة، وهذا ما ظهر بعد أن التجأت إلى العنف، والذي أسفر عن طفو المخترقين إلى الواجهة في حين ينتظر أن يتراجع مؤسسوها.وأضاف خلال حديثه مع «الصباح»، أنه مع الوضع الذي أصبحت تعيشه الحركة، أعلنت بعض المكونات التي كانت بعيدة عن الحركة، تتجنب الحديث عنها والتي سبق أن رفضت مساندتها في مراحلها الأولى، (أعلنت)، أنها تساعدها رسميا، وتندد بالتدخل الأمني الذي تعرفه مسيراتها الاحتجاجية.وفي سياق متصل، وفي موضوع مدى واقعية مطالب الحركة في وضعها الحالي، قال السليمي، إن أي حركة احتجاجية هي عقلانية في الأصل، باعتبار أنها تدافع عن مطالب معينة، مؤكدا أن «20 فبراير» كانت أيضا عقلانية في بدايتها، إذا أنها حثت الدولة على تقديم بعض الإشارات أو التنازلات التي كانت ضمن مطالبها، إلا أن الوضع تغير، حسب تعبير المتحدث.واسترسل قائلا: «في الوقت الذي تعددت فيه مطالب الحركة، وخرجت من دائرة عقلانية وذاتية المطالب، أصبح من الصعب التواصل معها ومخاطبتها»، مضيفا أنها، اليوم، أصبحت تتبنى مصالح معقولة، ومن الضروري أن تتوقف الحكومة عليها، إلى جانب مطالب تتصادم مع مشروعية الدولة، والتي تتبناها تيارات متعددة كالنهج والعدل والسلفية الجهادية، وهي ما يجب أن تتنازل الحركة عن رفعها في أنشطتها الاحتجاجية.وفي ما إذا كانت الحركة، أخطأت في الوقت الذي سمحت للتيارات الأخرى بأن تخترقها، قال السليمي، إن «20 فبراير» أصبحت تشعر فعلا بخطر الاختراق، مضيفا أن الصعوبة تظهر جليا في ارتفاع سقف مطالب الحركة، باعتبار أن الاكراهات اليومية تدفع الأشخاص إلى الانضمام إليها، ورفع مطالبها، «وهنا تكمن خطورة تضرر الحركة»، باعتبار أنها تخلت عن هويتها، وتحولت إلى حركة موضوعاتية، تفتح المجال للاختراق.وأضاف المتحدث ذاته، أن ما يمكن أن تشهده الحركة في المستقبل القريب، وذلك في ظل ما أصبحت تعرفه من اختراق، يتلخص في الدخول في مواجهات داخلية بين الأعضاء السلميين الذي ركبوا موجة « 20 فبراير»، والساعين إلى دفع الدولة إلى مواجهتهم واستعمال العنف. إيمان رضيف

منار: “20 فبراير” اخترقتها حركات ذات مطالب قديمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العوني: حركة 20 فبراير تفتقر للامكانيات المالية

انخفاض نسبة المشاركة في احتجاجات طنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات